المحتوى الرئيسى

إسلام رضوان يكتب.. أفراح بلدنا (2-2) - أسايطة

09/24 16:32

الرئيسيه » رأي » إسلام رضوان يكتب.. أفراح بلدنا (2-2)

تمر السنوات سريعًا، ويتبدل الحال، لتصبح أفراح بلدنا البسيطة عبارة عن مهرجانات من الإسفاف، ومرتعا لشرب المخدرات والخمور، حيث يختفي مطرب القرية – شاب يحفظ مجموعة من الأغاني التراثية يؤدي دوره متطوعًا- ليظهر بدلًا منه فرقة موسيقية مستوردة من المدينة، تؤدي أغانٍ هابطة، وكان هذا بداية الانحراف عن المسار التقليدي لأفراحنا.

لم يتوقف الأمر عند ذلك الحد، بل ظهر بعد ذلك بسنوات الـ”دي جي” بشكله المحلي “كمبيوتر ومجموعة من السماعات”، ليملأ الدنيا بصخب الأغاني التافهة، غير المفهومة، التي تعبر عن واقع مبتذل، لشباب لاهٍ، يهوى حضور مثل هذه الأفراح للانغماس في الملذات، دون تفكير أو مراجعة من الأهل أو الأقارب.

الغريب في الأمر أنني وجدت آباءً يجالسون أبنائهم في “قعدات الحشيش والبيرة” -ليس هذا فحسب- ولكن وجدت الأب التافه يناول ابنه سيجارة ملفوفة أو العكس، وقتها تيقنت أن الأب بالدف ضارب، وشيمة أهله الرقص والحنجلة.

أفراح بلدنا تمدينت، وأصبحت تلجأ إلي أندية المدينة، لإقامة العرس بها، وتركنا مقرئ القرية، وتلاوة القرآن في ليلة الزفاف، ولجأنا إلي أنغام الـ”دي جي”، لأن أهل العروسة يريدون أن يفرحوا بابنتهم وكذلك أهل العريس، حتى وإن كان ذلك على حساب العادات والتقاليد.

فقدت أفراحنا التقدير والاحترام، فقديمًا إذا توفى شخص من القرية، يؤجل الفرح لعدة شهور، قد تصل إلي سنة، وقارًا لأهل الميت، ولكن الآن يموت الميت من نفس عائلة العريس، وسرعان ما يهرع أهل العروسين لإقامة الفرح في أحد أندية المدينة، وهم يعتقدون بذلك أنهم قدروا أهل المتوفى، وأزالوا حمرة الخجل عن وجوههم.

ما أردت قوله إن أفراح بلدنا، انقلبت إلي أتراح، وأصبحنا نشهد فيها واقعنا المرير، وحالة الانحطاط الأخلاقي، التي وصلنا إليها في السنوات الأخيرة، وقس على ذلك كثير من أمور حياتنا.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل