المحتوى الرئيسى

التواطؤ سبب كارثة مركب الموت!

09/24 15:23

ندعو الله سبحانه وتعالى أن يتغمد ضحايا مركب كفر مغيزل بواسع رحمته، ولكن مثل هذه الحوادث المفجعة تلقى الضوء على ثغرات الخلل، وأهمها التواطؤ الشديد الذى جعل إبحار المركب عملية سرية لا يعلم أحد عنها شيئا، رغم وجود 400 شخص يمثلون عددا كبيرا من الأسر، ولم يبادر أحد بالإبلاغ سواء الأهالى أو المسؤولون، وكأنها قرية معزولة تخطط وتنفذ فى الخفاء، ولو بادر شخص واحد بالإبلاع كان يمكن تجنب الكارثة قبل وقوعها، والدرس المستفاد أن العيون يجب أن تكون مفتوحة، وتعاون الأهالى ضرورة ملحة.

وثانى الأمور الغريبة أن مافيا الاتجار بالبشر، عقدوا الاتفاقات، وجمعوا الأموال من الضحايا بآلاف الجنيهات، وأعدوا مركب الموت ولم يكتشف أحد الجريمة إلا بعد الغرق، وهرع الأهالى إلى الشاطئ، ينتظرون انتشال الجثث، فى مشهد مأساوى يثير الأحزان، رغم التحذيرات الكثيرة فى وسائل الإعلام، ووقوع حوادث متكررة، كانت تستوجب الحذر، وليس بأن يلقوا بأنفسهم إلى التهلكة، والسؤال هنا: من يتستر على هؤلاء المجرمين، ويوفر لهم ظروفا صالحة لممارسة جرائمهم؟

معظمهم من الشباب فى سن العشرين أو أكثر قليلا، وهى سن تتميز بالمغامرة والاندفاع، وعدم حساب العواقب، أو أن الموت أقرب إليهم من الحياة، وخضعوا لعمليات غسيل مخ كاذبة، فخيل لهم أن عبور البحر المتوسط الرهيب، لا يختلف عن السباحة فى ترعة، فلم يعترضوا على ركوب مركب متهالك، وحُشروا فيه بالمئات، غير مبالين بالظلمة الموحشة وغدر الأمواج، فحصد الغرق الرخيص أرواحا بريئة، كانت تحلم بالوصول إلى شاطئ الجنة الموعودة، دون أن يعوا أن وراء الشاطئ، إذا وصلوا سالمين، جهنم بعينها.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل