المحتوى الرئيسى

قصة تأسيس استاد المجد «كامب نو».. أكبر من مجرد ملعب

09/24 13:23

شاهد على المجد، هو ملعب فريق برشلونة الجديد، الذي لطالما صال وجال عليه كبار النجوم من كرويف حتى ميسي، كي يفوزون بكل المباريات أملاً في إسعاد جماهيرهم بمشاهدتهم وهم يتوجون بالذهب والفضة. في مثل هذا اليوم تخلى أبطال كتالونيا عن الولاء لملعبهم القديم "لاس كورتيس"، الذي بُني عام 1922، ولم يعد قادرًا على استكمال المسيرة، بعد أن فشلت جميع أعمال الترميم التي خضع لها في زيادة قُدرته على احتواء الأعداد المتزايدة من الجماهير التي تتجمع أسبوعيًا حول نجوم الأزرق والأحمر يهتفون بفوزهم، بعد عامين من التألق 1948 و1949 بقيادة المجري الأسطوري لاديسلاو كوبالا.

على الرغم من كثرة هذه المطالبات، إلا أن المشروع نال من البطء حتى حلَّ عهد رئيسه فرانسيسك ميرو سانس، بدءًا من العام 1953، الذي بدأ أولى خطوات إخراج معجزة برشلونة إلى النور، فاشترى الأرض المجاورة للملعب تمهيدًا لزيادة السعة المطلوبة.

وفي 28-3 -1954 وضع حجر الأساس أمام 60 ألف متفرج، معلنًا بدء أعمال البناء والتي قادها المهندسون المعماريون فرانسيس ميتجانس، وجوسيب سوتيارس ماوري، بالتعاون مع لورينزو جارسيا باربون، وبعد عام نُقلت حقوق البناء إلى شركة "إينجر".

بعد 3 أعوام انتهت أعمال البناء، التي تكلفت ما يقارب 288 مليون بيزيتا إسبانية وقتها، أي ما يعادل نحو مليار و730 مليون يورو، وبلغت مقاييسه 48 مترا، وغطت مساحته 55 مترًا مربعًا، وبلغ طوله 250 مترًا بينما يُقدر عرضه بـ220 مترًا، ويسع 99 ألفا و354 متفرجًا، ما أهله ليكون أكبر ملعب في أوروبا بلا منازع. تم افتتاح الملعب في 24 سبتمبر من عام 1957، فلماذا هذا اليوم؟

هو يوم الميرسيد Dia de la Merced شفيعة برشلونة، وهو من أهم الأعياد القوميّة في المدينة الكتالونية، لذا ارتأى القائمون على التشييد افتتاح الملعب يومها، حتى وإن لم يكن البناء قد اكتمل تمامًا.

أقيمت احتفالات ضخمة في أرجاء المدينة لمدة 3 أيام، واكتست البيوت بالأحمر والأزرق، وشارك في حفل الافتتاح أكثر من 90 ألف شخص، كان من ضمنهم كبار شخصيات كتالونيا من رجال السياسة والاقتصاد والرياضة والفن، وأقيمت مراسم الاستعراضات الرسمية والفقرات الإحتفالية والخطب.

وبعدها أقيمت مباراة كرة قدم بين صاحب الأرض وفريق ليجيا فارشا البولندي، والتي انتهت بفوزهم 2-4، ونال اللاعب أولوخيو مارتينيز شرف إحراز أول هدف على الملعب في الدقيقة الـ11 من اللقاء.

في البداية، تم اقتراح تسمية الملعب باسم مؤسس النادي جوان غامبر، وهو ما تم التراجع عنه، فأُطلق عليه اسم "ملعب برشلونة لكرة القدم"، وهو الاسم الذي لم يستخدمه الجمهور قط، واعتادوا على تسميته بـ"الكامب نو"، أي الملعب الجديد، في إشارة للملعب القديم، وفي 2000/2001، تم اعتماد هذا الاسم رسميًا على الملعب بناءً على طلب أعضاء النادي.

شهد الملعب العديد من الاستحقاقات التاريخية، ففيه تُوج منتخب إسبانيا لكرة القدم بذهبيته الأولى والوحيدة في دورة الألعاب التي استضافتها البلاد عام 1992، كما استضاف بعض مباريات كأس عالم 1982، بالإضافة إلى نهائي دوري أبطال أوروبا عامي 1989 و 1999، ونهائي كأس الاتحاد الأوروبي للأندية أبطال الكؤوس عام 1972.

كما أنه شهد زيارة تاريخية للبابا يوحنا بولس الثاني في نوفمبر 1982، واستضاف حفلات عالمية لأكبر مطربي العالم؛ بروس سبرينجستين، مايكل جاكسون، جوسيب كاريراس، خوليو إيجليسياس أو يو تو.

أهم أخبار متابعات

Comments

عاجل