المحتوى الرئيسى

الهجرة غير الشرعية.. 3 مصائر أحدها فقط مأمول

09/24 10:27

ليس كل ما يتمناه المهاجر يدركه.. حلم زائف ومن يصبو إليه في الغالب يخسر الكثير، وأحيانًا يخسر حياته بأكملها، ولكن أمام صعوبة المعيشة يكون الشعار «علقة تفوت ولا حد يموت»، مُتناسين أن الموت هو أول «علقة» للوصول إلى هذا الحُلم.

في ظل الأزمات الاقتصادية التي تحاصر الدول النامية يبقى اللاعبون بأحلام الشباب كثيرين؛ استغلالًا لسعيهم وراء الكسب، يوهمون الشباب بأن السفر هو الحل، لكنه الحل المميت لأحلامهم أولًا ولأرواحهم ثانيًا، وكل هذا يكمن في ثلاث كلمات «الهجرة غير الشرعية»؛ فهى حُلم البعض وصنارة للبعض الآخر، حلم يحمل في ثناياه كوابيس لا يرونها، رغم أن مسمّاها لا يحمل إلا الكوابيس وأن الخطأ يولّد أخطاءً وأحيانًا يؤدي إلى كوارث، لكن الشباب صمٌ بكمٌ عميٌ أمام أحلامهم.

وعُميٌ أيضًا أمام القوارب المتهالكة، القديمة التي لا يظهر لها ملامح، للونها أو حتى شكلها، والتي لا تتحمل إلا شخصين للصيد، كيف لها أن تتحمل أكثر من 200 شخص عدا لو كان هدفهم الغرق، فما بين هذا وذاك يبقى البحر شاهدًا على كم الأجساد التي أبى أن يبتلعها، أجساد إذا بقيت في أوطانها لأعطت وأدهشت، وليست فقط أجسادهم، بل حتى المبالغ التي يدفعونها في سبيل الهجرة غير الشرعية من الممكن أن يصنعوا بها مجدهم في بلادهم، أو حتى أن تفتح لهم أبواب البدء في العمل الحر الذي سيخدمهم ومن ثمّ يخدم أوطانهم.

فإن الهجرة غير الشرعية، لا تكمن في المركب وعرض البحر فقط، بل لها عدة أوجه؛ فمهنا أيضًا تقارير أكدت أن زواج المصريين من الأجانب في الغالب يكون سعيًا لنيل معيشة جيدة في الدول الأوروبية، ولها أيضًا وجه ثالث، وهو أن عددًا من المصريين يستغلون السفر «الترانزيت» ويقومون بتمزيق جوازات سفرهم ويطلبون اللجوء إلى الدول المتواجدين فيها ترانزيت، وعدة وجوه منها ما عُرف ومنها ما لم يعرف بعد، لكن النتيجة واحدة.

أن أحلام الشباب تغرق رغم أن القوارب لا تشتهي غرقهم وغرق أحلامهم، والبحر يأبى ابتلاعهم، لكن لن يدرك الشباب ما تمنوه ولا أدرك السماسرة بغض ما يفعلوه بأحلام الشباب، وتبقى الدول تشجب والإعلام ينادي، لكن لا حياة لمن غرت أعينهم الأحلام الزائفة.

 فالنتيجة.. لا يحمد عقباها، حيث تصدر الصحف والمواقع مانشيتات «غرق مركب للهجرة غير الشرعية»، «انتشال الجثث الغارقة»، «وفيات بالجملة»، أو «القبض على مهاجرين غير شرعيين في دولة ما» فإما المصير السجن أو الموت أو العودة غير المحمودة.

وحتى هذا اليوم ورغم النتائج المأساوية للهجرة غير الشرعية، كتب قارب «رشيد» صفحة مأساوية جديدة، في تاريخ الهجرة غير الشرعية، حيث غرق مركب هجرة غير شرعي بقرب سواحل مدينة رشيد، وكانت تحمل حوالي 300 شخص منهم مصريون وأجانب, ومصيرهم ما بين متوفى ومصاب ومفقود.

أهم أخبار متابعات

Comments

عاجل