المحتوى الرئيسى

السعودية تحتفل بعيدها الوطني الـ 86.. فكيف توحدت الجزيرة العربية؟

09/24 00:12

بعد أن كانت بلاداً متفرقة مكونة من ممالك صغيرة ومناطق نفوذ "إمبريالية" تعيش بها القبائل المتحاربة في نزاع وفرقة وفقر، وحد الملك عبدالعزيز آل سعود البلاد وجعلها مملكة حملت اسمه وصارت (المملكة العربية السعودية) التي تحتفل هذه الأيام بعيد تأسيسها الـ 86.

توحيد المملكة جاء بعد معارك البناء والوحدة، على الصعيد العسكري والأمني والاجتماعي والاقتصادي، لتحتفل المملكة السعودية يوم 11 جمادى الأولى لعام 1351من الهجرة، الموافق 23 من سبتمبر/أيلول للعام 1932 من الميلاد الذي ظهرت فيه السعودية كدولة موحدة على الخارطة.

في عام 1157 ـ 1233هـ / 1744 ـ 1818م وصف المؤرخون الحالة السياسية والاجتماعية في الجزيرة العربية في أوائل القرن 12 الهجري -18 الميلادي- بالتفكك، وانعدام الأمن وحكم الإمارات المتناثرة علي الخارطة مما أوجد حالة من الفوضى وعدم الاستقرار السياسي إضافة إلى ضعف الوازع الديني، بسبب انتشار البدع والخرافات، ومهدت هذه الحالة لعقد اللقاء التاريخي بين حاكم الدرعية وأميرها محمد بن سعود بن محمد بن مقرن وبين الإمام محمد بن عبدالوهاب.

وقد تولى الإمام محمد بن سعود إمارة الدرعية في العام 1139هـ/ الموافق للعام 1727م، بعد مقتل أميرها زيد بن مرخان بن وطبان، وأسس ابن سعود إمارة أصبحت فيما بعد مركزاً لانطلاقة تأسيس الدولة السعودية الموحدة.

وكان اللقاء الذي تم في عام 1157هـ/ 1744م، إيذاناً بقيام الدولة السعودية الأولى، حيث تبايع أمير الدرعية محمد بن سعود والشيخ محمد بن عبدالوهاب على العمل لتصحيح العقيدة وتطبيق الشريعة الإسلامية وتحقيق التوحيد، وأن يكون الأمير محمد بن سعود إماماً للمسلمين وذريته من بعده وهو ما عرف بـ"اتفاق الدرعية".

ولفت ظهور الدولة السعودية الأولى واتساع نفوذها وقوتها، نظر الدولة العثمانية التي فقدت السيطرة علي الحرمين الشريفين، حسب موقع دارة الملك عبد العزيز الذي أشار أنها قررت العمل على القضاء على الدولة السعودية الوليدة، فاتجهت إلى واليها في مصر محمد علي باشا بعد فشل محاولاتها من خلال ولاتها في العراق والشام وأسندت إليه المهمة، وجاءت أولى حملاته بقيادة أحمد طوسون بن محمد علي باشا في عام 1226هـ/ 1811م، الذي واجه القوات السعودية بقيادة الإمام عبدالله بن سعود في وادي الصفراء وانهزم الجيش المصري ورجع إلى ينبع.

وفي جمادى الآخرة 1233هـ/ أبريل 1818م، حاصر إبراهيم باشا بن محمد علي "الدرعية"، وبعد عدد من المواجهات والمعارك بين جيش إبراهيم باشا وقوات الدرعية، وباستخدام المدافع تمكن إبراهيم باشا من هزيمة القوات السعودية بعد معارك عنيفة قصف فيها إبراهيم باشا "الطريف"، واستسلم الإمام عبد الله بن سعود في الـ 8 من ذي القعدة

1233هـ الموافق للعام ١٨١٨م، بعد حصار شديد دام 6 أشهر، وبهذا انتهت الدولة السعودية الأولى التي امتد نفوذها إلى معظم أنحاء الجزيرة العربية، وكانت أول دولة حديثة في شبه الجزيرة العربية منذ صدور الإسلام.

على الرغم من الانتصار العسكري الذي حققته قوات محمد علي باشا على الدولة السعودية الأولى، فإنها لم تتمكن من القضاء على المقاومة السعودية، حيث ظل الأهالي في المنطقة على ولائهم لأسرة آل سعود وللدعوة السلفية، وتجلى هذا واضحاً عندما علم أهالي نجد بنجاح الأمير مشاري بن سعود في الهرب من قوات إبراهيم باشا ووصوله إلى الوشم عام1235هـ/ 1820م، حيث لقي تأييدهم وتلقى منهم العون والمساعدة وانضم إليه أهالي القصيم والزلفى وثرمداء.

واتجه مشاري إلى الدرعية، حيث بايعه أميرها محمد بن مشاري ابن معمر، الذي سرعان ما نقض البيعة، وتمكن من دخول الدرعية وقبض على الأمير مشاري بن سعود وسلمه للحامية العثمانية، حيث توفي بالسجن في عنيزة عام 1236هـ/ 1820م.

وبعد القبض على الأمير مشاري بن سعود، فرّ الأمير تركي بن عبد الله بن محمد بن سعود من الرياض التي كان أميراً عليها، وبدأ في الإعداد لتأسيس الدولة السعودية وبنائها من جديد على الأسس نفسها التي قامت عليها الدولة الأولى.

وشهد عام 1238/ هـ 1822م استئناف الأمير تركي بن عبد الله إعادة تأسيس الدولة السعودية، وجعل الرياض عاصمة لها ليعود الاستقرار إلى المنطقة مرة أخرى، حيث ابتدأ حكمه سنة1240هـ/ 1824م، عقب استسلام الحامية العثمانية المصرية بالرياض له .

وفي عام 1249هـ/ 1834م، اغتيل الإمام تركي بن عبد الله بمؤامرة من ابن أخته مشاري بن عبد الرحمن بن حسن بن مشاري، والذي كان قد نجح في الهروب من مصر حيث كان ضمن أفراد أسرة آل سعود الذين نقلوا إلى القاهرة مع القوات العثمانية المصرية بعد القضاء على الدولة السعودية الأولى وهدم الدرعية.

ولم يستمر حكم الأمير مشاري سوى أربعين يوماً، حيث استرد الحكم منه فيصل بن تركي بن عبد الله الذي بدأت فترة حكمه الأولى عام 1250هـ/ 1834م.

و في عـام 1252هـ/ 1836م، وجه محمد علي باشا حملة جديدة بقيادة إسماعيل بك

وخالد بن سعود بن عبدالعزيز، دخلت الرياض من دون قتال وذلك بعد انسحاب الإمام فيصل، حيث توجه إلى الخرج ثم الأحساء ونزل في الرقيقة ثم في قصر الكوت، وتولى خالد بن سعود الحكم وتمكن بمساعدة القوات العثمانية المصرية من فرض سيطرته .

وسار خالد بن سعود بالقوات التي أرسلها محمد علي إلى جنوب نجد لإخضاعها إلا أنهم هزموا وعادوا إلى الرياض. واستمرت المناوشات بين القوات السعودية، وقوات محمد على، وتولى القائد العسكري خورشيد باشا الذي جاء على رأس حملة من مصر قيادة قوات محمد علي ضد قوات الإمام فيصل في الدلم، حيث انتصرت قوات محمد علي وأسر الإمام فيصل وأرسل إلى مصر. وبذلك انتهت فترة حكم الإمام فيصل الأولى في رمضان 1254هـ/ 1838م.

إلا أن معاهدة لندن التي تم توقيعها في العام 1256 هجرية الموافق للعام 1840 ميلادية، أجبرت محمد علي على سحب قواته من الجزيرة العربية وبلاد الشام، فلم يتمكن خالد بن سعود من السيطرة على مقاليد الأمور، واستطاع عبد الله بن ثنيان بن إبراهيم بن ثنيان بن سعود بن محمد بن مقرن من الإمساك بزمام الأمور في الرياض .

واستمر ابن ثنيان في منصبه حتى عام 1259هـ/ 1843م، وهو العام الذي تمكن فيه الإمام فيصل بن تركي من الهروب من سجنه في مصر، إذ تمكن من دخول الرياض، وبدأت فترة حكمه مرة أخرى، حيث تعد فترتا حكم الإمام تركي وابنه الإمام فيصل الأولى والثانية مرحلة تكوين الدولة السعودية الثانية ثم نضجها وقد سارت على منهج الدولة السعودية أولى وسياستها.

وفي عام 1282هـ 1865م توفي الإمام فيصل بن تركي بن عبد الرحمن بن محمد بن سعود، ولم يمض وقت طويل حتى عصفت الفتن الداخلية والمؤامرات الخارجية بالبلاد، فاحتل العثمانيون منطقة الإحسـاء -المنطقة الشرقية حالياً- وشددت بريطانيا قبضتها على مشيخات الخليج، في حين استغل محمد بن عبدالله بن رشيد الذي تولى إمارة حائل هذه الظروف وبدأ يخطط للاستيلاء على السلطة في نجد، وسار بجيشه ليحقق هذا الغرض.

وقام الإمام عبدالرحمن الفيصل بالاستعداد لصد هجومه وقاد قواته متجهاً نحو القصيم، ولكنه علم بهزيمة أهل القصيم في معركة المليداء عام 1308هـ/ 1890م، فعاد إلى الرياض، وتعد موقعة المليداء من المعارك الفاصلة في النزاع بين آل سعود وآل رشيد.

بعد عودة الإمام عبد الرحمن إلى الرياض خرج بأسرته إلى المنطقة الشرقية، ثم عاد إلى الرياض، بعد أن كوّن جيشاً من أنصاره خرج به إلى المحمل ليصد به زحف ابن رشيد على الرياض فالتقى الجيشان قرب حريملاء، فهُزم جيش الإمام عبد الرحمن وقُتل عدد من رجاله، وواصل ابن رشيد زحفه على الرياض وأمر بهدم سورها وقصري حكامها القديم والجديد.

وفي عام1310هـ/ 1892م انتهى عصر الدولة السعودية الثانية، أما الإمام عبد الرحمن فبعد هزيمته لحق بأسرته في منطقة الأحساء ثم اتجه إلى قطر وكاتب الدولة العثمانية طالباً منها الإذن له بالإقامة في الكويت فوافقت، فسار إلى الكويت بأسرته.

وفي اليوم الخامس من شهر شوال عام 1319هـ الموافق الخامس عشر من شهر يناير 1902م تمكن الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن بن فيصل آل سعود من استرداد الرياض والعودة بأسرته إليها لكي يبدأ صفحة جديدة من صفحات تاريخ الدولة السعودية .

وشهد يوم السابع عشر من شهر جمادى الأولى عام 1351هـ الموافق التاسع عشر من شهر سبتمبر عام 1932م صدور أمر ملكي أعلن فيه توحيد البلاد و تسميتها باسم

(المملكة العربية السعودية) ابتداء من الخميس 21 جمادى الأولى عام 1351هـ/ الموافق 23 سبتمبر 1932م، وتوج هذا الإعلان جهود الملك عبدالعزيز الرامية إلى توحيد البلاد وتأسيس دولة راسخة تقوم على تطبيق أحكام القرآن والسنة النبوية الشريفة .

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل