المحتوى الرئيسى

الإدمان يُدمر إيران.. بلاد فارس تستهلك 500 طن مخدرات سنويا

09/23 21:43

بات إدمان المخدرات والكحوليات داء إيران الأقوى خلال الفترة الحالية، والسبب وراء كثير من المشكلات الاجتماعية لدى الشعب الإيراني، لدرجة جعلت موضوع مكافحة المخدرات من أولويات المرشحين للرئاسة الإيرانية بوضعه على قائمة أولويات برامجهم الانتخابية.

وفقا للإحصائيات الحكومية المتوفرة التي تشكك بعض المراكز المستقلة في صحتها، كشفت إدارة مكافحة المخدرات بإيران أنه يوجد نحو مليون و425 ألف مدمن في إيران.

وأشارت الإحصائية إلى أن 75% من المدمنين لديهم وظائف و50% من المحبوسين حكم عليهم بالسجن في قضايا متعلقة بالمخدرات.

ودأبت الحكومة الإيرانية طوال السنوات الماضية على إنكار حجم مشكلة إدمان المخدرات حفاظا منها على صورة الشعب الإيراني الذي يحكم بنظام ديني صارم، وظلت تصدر أرقاما قليلة عن عدد المدمنين، إلى أن وصلت المشكلة إلى كارثة.

وفي العام الماضي أعلنت الحكومة أنها افتتحت 150 مركزا لعلاج الإدمان وإعادة التأهيل، الأمر الذي اعتبره البعض اعترافا من الحكومة بحجم الكارثة.

وفي حديثه لصحيفة "آرمان" الإصلاحية، الشهر الماضي، صرح نائب وزير الصحة الإيراني، إرج حريدجى، بأن هناك 6 ملايين مدمن مخدرات في إيران، وأكد ارتفاع نسبة الوفيات بسبب الإدمان إلى 6 %.

وأضاف حريدجي، أن 65% من متعاطي المخدرات عن طريق الحقن، مصابيين بمرض نقص المناعة المكتسبة (الايدز)، وأن المخدرات في إيران أصبحت رابع سبب للوفاة، إذ تودي بحياة خمسة أشخاص يوميا.

في مطلع العام الحالي، أعلنت وزارة العمل والشؤون الاجتماعية الإيرانية، أن الإحصائيات الرسمية تشير إلى أنه بين 70 إلى 100 شخص يوميا، يضافون لعدد مدمنى المخدرات في البلاد.

ونقلت صحيفة "جام جم" الإيرانية عن رضا جلابي، أستاذ علم الاجتماع، قوله إن عدد المدمنيين في البلد أكثر ما يعلن عنه رسميا بكثير، متهما الحكومة بالتقصير في محاولة احتواء تلك المشكلة، وحلها.

انخفاض سن الإدمان وكثرة إقبال النساء على المخدرات

تفاقمت مشكلة الإدمان في إيران لدرجة وصلت إلى انخفاض سن المتعاطين إلى 12 عاما، وصرح مسئول في إدراة مكافحة المخدرات رفض ذكر اسمه، بأنه في عام 2016 زادت نسبة تعاطي الأطفال في سن الثانية عشر بشكل كبير وخطير ويجب على الحكومة اتخاذ خطوات صارمة لحل تلك الكارثة، على حد تعبيره. 

في العام الماضي، كشفت مستشارة الرئيس الإيراني لشؤون النساء، شهيندخت مولاوردي، أن إدمان المخدرات بين الفتيات وصل إلى 13 عاما، بالتزامن مع تصريح نجيب حسينى، عضو منظمة مكافحة الإدمان في إيران، بقوله إن هناك تزايدا واضحا في حالات الإدمان بين النساء، إذ كشف أن نسبة المدمنات تضاعفت خلال السنوات الأخيرة ووصلت إلى 10% من إجمإلى المدمنيين في البلاد.

وأشار برويز أفشار، المتحدث باسم منظمة مكافحة الإدمان، إلى تزايد حالات الوفاة بين المدمنات في 2015 بنسبة 33%، وأضاف أن النساء المدمنات يستهلكن الأدوية المخدرة والترامادول، ما يؤدي إلى تسريع موت المدمن.

إيران تستهلك 500 طن مخدرات سنويا

تستهلك إيران سنويا 500 طن من المخدرات، حسب تصريح نائب دائرة مكافحة المخدرات في إيران، على رضا جزينى.

وقال جزينى إن 65% من حالات تعنيف الزوجات و55% من حالات الطلاق، و20% من حالات العنف ضد الأطفال في إيران سببها انتشار الإدمان على المخدرات.

وأعرب عن قلقه من انتشار المخدرات في أوساط الطلبة، فنسبة متعاطي المخدرات في الجامعات وصلت إلى 6% بعد أن كانت في العام الماضي 3% من نسبة إجمالي المدمنيين.

تلقى جميع أنواع المخدرات في إيران رواجا كبيرا، فينتشر الهيروين والكوكايين والأفيون والحشيش، وهناك أنواعا من المخدرات تصنع محليا أشهرها "الكراك"، وهو عبارة عن مادة مخدرة مشتقة من مركبات الهيرويين، وتؤدي إلى الإدمان بشكل أسرع من أي مخدر آخر، وتنتشر في الأماكن الفقيرة.

هناك أيضا من يتعاطون الأدوية التي تصرف للأمراض النفسية والعصبية، وأعلن رئيس منظمة الصحة الإيراني في عام 2015، أن هناك 200 مادة مخدرة تصنع داخل إيران.

وتنتشر المخدرات بشكل أكبر في أوساط العمال في المصانع، ففي تقرير نشرته جريدة "اعتماد"، أشار إلى أن معدلات انتشار الإدمان بين العمال مفزعة للغاية، وتأتي بنتائج سلبية على مجال الصناعة في إيران.

ورغم أن قانون مكافحة المخدرات الإيراني ينص على عقوبة الإعدام على إنتاج المخدرات والإتجار فيها أو حيازتها أو تداول كمية تتجاوز 30 جراما من الهيرويين أو الكوكايين أو المورفيين أو أي مواد أخرى خاضعة للرقابة (إذا كانت الكمية أقل من 30 جراما يعاقب المتهم بالجلد 70 جلدة )، ورغم أن إيران أعدمت في عام 2015 وحده، 966 شخصا بتهمة الإتجار وتعاطي المخدرات، إلا أن إيران تعد من أكثر دول العالم في إنتاج الهيرويين وتصديره لدول الجوار.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل