المحتوى الرئيسى

«إياد» صاحب مشروع القهوة المتنقلة يقدم أفخر الأنواع بأقل الأسعار

09/23 20:50

كانت جلسة القهوة البلدى التى تجمع الأصدقاء من أهم الأهداف التى يتضمنها برنامج الرجل المصرى، كما كانت مواصفات فنجان القهوة من حيث نوعها التركى أو الفرنساوى، مع رائحة ونوع البن المحوج أو الثقيل أو الخفيف، وفوق كل ما سبق «وش القهوة» الذى يعد من أهم العلامات التى تدل على مهارة القهوجى.

ثم تطورت الأوضاع وأخذت القهوة البلدى أشكالاً أكثر رقيا فى هيئة «الكافيه» الذى أصبح ملتقى للطبقات الراقية، أيا كان شكل ومستوى القهوة فكلاهما تخرج وتسعى للوصول إليهما، ولكن الجديد الآن فى عالم القهوة أنها تصل إليك وأنت فى سيارتك!

التقت «الوفد» إياد نصار، صاحب سيارة القهوة الفاخرة فى أحد الأحياء الراقية فى القاهرة. يقدم «إياد» القهوة للزبائن عن طريق ماكينة القهوة التركية الصنع، من داخل شنطة سيارته «الهاتش باك»، وهو أحد المشاريع الشبابية التى يمكن أن تكون بديلا للوظيفة وانتظارها طويلا.

تبدأ حكاية إياد نصار 40 سنة فنى خبير الإلكترونيات، بعد تركه العمل كموظف فى إحدى شركات القطاع الخاص منذ 3 شهور، حيث إن العائد غير مجزٍ ومن هذا المنطلق فكر «إياد» فى استعمال موارده المحدودة المتمثلة فى سيارته «الهاتش باك»، ومع مهارته فى توليد الطاقة الشمسية وخدمة الكهرباء العامة كأحد المرافق التى يحظر الاعتداء عليها واستخدامها بشكل فيه منفعة شخصية.

وقام «إياد» بشراء ماكينة لصناعة القهوة التركى عن طريق الإنترنت، وصاحبها بجهاز كمبيوتر يقوم بتخزين وتنظيم عمليات البيع واستخراج بون أو إيصال الشراء لكل زبون، يقول: إننى أتعامل بروح 2016 والتى لابد أن يشعر الزبون بضمان  حقه، كما أنه قام بالبحث عن أفضل أنواع القهوة فوجد أنه ينتمي إلى إحدى دول الخليج، وقام إياد بشرائها من أحد الوكلاء فى مصر مع سداد 40% جمارك رسوم استيرادها، وفى أثناء رحلة بحث «إياد» عن مشروعه فى الإنترنت وجد أن الفكرة تم تنفيذها فى اليابان وألمانيا أيضا فى سيارات أصحابها، فتشجع لتنفيذها. 

وعند وصول «الوفد» لموقع سيارة «إياد» وجدناه هو ومن يعاونونه يرتدون جوانتيات فى أيديهم لضمان نظافة المنتج عند إعداده، ويقول «إياد» فى هذا الشأن إن مظاهر النظافة فى إعداد الأطعمة أصبحت أمرا مسلما به و ليس مثارا للمناقشة أو الملاحظة لأى زبون وخاصة ممن ينتمون للطبقات المتوسطة والمتعلمة والراقية.

وقمت بتذوق القهوة الفرنسية الأصيلة عند «قهوة إياد» المتنقلة فوجدتها حلوة المذاق وتم إعدادها بحرفة عالية، فسألت «إياد» ورد علينا بأن السر فى الماكينة ومهارتها فى إعداد فنجان القهوة أيا كان نوعه، فهى مبرمجة على إعداد أنواع القهوة بمواصفات متميزة، و تكلفت هذه الماكينة بشحنها خمسة آلاف جنيه.

وتتراوح أسعار القهوة عند «إياد» بين 10 و 15 جنيهًا فقط، ويقدم 30% تخفيضًا لكل الفئات العاملة والكادحة أمثال السائقين والعمال بنوعيهما، حيث يؤمن بأن دوره ليس فقط الربح ولكن أيضا من حق كل المصريين أيا كان مستواهم وقدراتهم المالية أن يتمتعوا ولو بفنجان قهوة فاخر، الذى يصل فى بعض الكافيهات ذات العلامات المسجلة المعروفة لأكثر من 20 جنيهًا.

ولاحظت «الوفد» أن خدمة القهوة المتنقلة تقدم للزبون المشروب فى فناجين فاخرين مصنوعين من الكرتون المقوى الفاخر والصحى، بالإضافة إلى وضعه على صينية وكأن الزبون هو ضيف صاحب السيارة، رغم سداده مقابل وثمن القهوة فالخدمة والمظهر الفاخر فى تقديم المنتج من أهم أسباب المشروعات الغذائية وتساهم فى ترويج إيجابى للسياحة الخارجية أيضا، ويستعمل «إياد» المياه المعدنية وتوجد إحد سلات القمامة التى يضعها «إياد» بجانب السيارة للحفاظ على نظافة المكان.

وعن ردود أفعال سكان الحى و الزبائن يؤكد إياد نصار أنها جاءت كلها إيجابية ومتعاونة ومشجعة للفكرة، كأحد الأعمال الخاصة التى يجب أن يتجه الشباب إلى التفكير فيها كبديل للبطالة.

ويضيف «إياد» أن الهروب للخارج أو السفر ليس حلا لمشكلاتنا، فالأسرة والأصدقاء والعزوة لا يعوضون، كما أن مجموعات الأصدقاء يمكن أن تتعاون فى إقامة مشاريع والتناوب بمساعدة بعضهم البعض فى الإدارة، كما فعلت أنا وأخى وأحد مساعدىّ فى الإلكترونيات الذى حول مجال عمله ويساعدنى الآن فى  مشروعى.

وتعود «الوفد» فى طرح فكرة تقنين الدولة ومنحها التراخيص لمثل هذه المشروعات الصغيرة للشباب، فعلى سبيل المثال يمكن للأجهزة المعنية ان تضع مواصفات محددة لسيارات بيع الأطعمة بأنواعها وأماكن تمركزها، وفى المقابل يحصل الشباب من أصحابها على التراخيص وتستفيد الدولة والشباب فى آن واحد، حيث إن الحالات من أصحاب هذه المشاريع الذين قابلتهم "الوفد" ليس لديهم أى اعتراض على ربط الضرائب وسدادهم لها فهم مؤمنون بحق الدولة عليهم، بدلا من الصراع والمطاردة من قبل السلطات لهم أينما تواجدوا، كما أن استغلال الدولة لروح الحماس والإصرار على النجاح من الشباب لمشروعاتهم سيكون حافزا لهم فى استمرارهم وتطويرهم لأفكارهم، دون أن تتحمل الدولة عبء تشغيلهم أو مرتباتهم، بالإضافة إلى أن الكثيرين يبتعدون عن مجازفة خوض تجربة القروض الميسرة التى تطرحها البنوك العامة والصندوق الاجتماعى خوفا من الفوائد والديون، ولذلك يتجهون إلى استغلال مواردهم البسيطة امثال إياد وغيره، وهو ما يتعين حسن استغلاله من أجهزة الدولة المعنية وليس العكس فى مهاجمتهم.

وعن مظاهر الزبائن والإقبال على تجربة القهوة المتنقلة، لاحظت «الوفد» أنه ليس الرجال والشباب فقط هم من رواد وطالبى القهوة، بل تأتى أسر كاملة لاحتساء منتجات «إياد» من شراب الكراميل والفانيليا للأطفال والقهوة والنسكافيه بأنواعه للكبار، فيقول الدكتور أشرف حسنى استشارى طب الأطفال إنه يشجع كل الشباب على تنفيذ أفكار مماثلة، حيث إنه عمل حلال ويدر عائدا جيدا، كما أنه يخرج الشباب من حالة الفراغ الذى يدفعهم نحو الأفكار الهدامة والعدائية للمجتمع.

أهم أخبار متابعات

Comments

عاجل