المحتوى الرئيسى

الغرب يقدم فاتورة حلب إلى موسكو

09/23 17:11

تناولت صحيفة "كوميرسانت" انهيار الهدنة في سوريا ومهاجمة قافلة المساعدات الإنسانية في حلب؛ مشيرة إلى أنها اختبار جديد للعلاقات بين روسيا والغرب.

أثار انهيار الهدنة في سوريا أزمة جديدة في العلاقات بين روسيا والغرب، وساهم في تصاعد المشاحنات الدبلوماسية تصريحات القيادة الأمريكية وتحميل موسكو مسؤولية تدمير قافلة المساعدات الإنسانية في حلب. فقد شدد باراك أوباما، في خطاب الوداع أمام الجمعية العمومية للأمم المتحدة، الضغط على روسيا، وحمَّلها ليس فقط مسؤولية الأزمة السورية، بل وجميع الأزمات التي يشهدها العالم. وبحسب قوله: "تحاول موسكو استعادة عظمتها السابقة بمساعدة القوة"، متجاهلة مبادئ القانون الدولي.

أما الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند، فكانت كلماته أكثر تشددا. إذ أكد أن سبب استمرار الحرب في سوريا، هو نظام الرئيس بشار الأسد و"الذين يدعمونه". وقال: "أتوجه إلى حلفائه الأجانب، الذين يعرفهم الجميع: بأنهم ملزمين بتحريك عملية التسوية السلمية. وبعكسه يتحملون مسؤولية تقسيم سوريا والفوضى التي تعمها مع النظام السوري".

واستنادا إلى هذا، اضطرت موسكو للبحث عن سبل للرد على هذه الاتهامات عبر المناقشات السياسية العامة في نيويورك وفي الحوار مع الشركاء الغربيين. وأصبحت الأزمة السورية الموضوع الأساس في مناقشات الجمعية العمومية للأمم المتحدة، والتي يحضرها ممثلون عن 135 دولة، وتسبب الهجوم على قافلة المساعدات الإنسانية في تصاعد حدة المناقشات.

واتسمت خطابات السياسيين والدبلوماسيين في الأمم المتحدة بالقلق، واستبعدت غالبيتها إمكانية التسوية الدبلوماسية للأزمة.

وقد دعا وزير الخارجية الألمانية فرانك–فالتر شتاينماير الدول الكبرى إلى استيضاح وجود فرصة للعودة إلى الحوار بشأن التسوية السورية، "أم أن الأمر ميؤوس منه؟".

أما نظيره البريطاني بوريس جونسون، فيرى أن السبيل الوحيد لوقف العنف هو تنفيذ الاتفاق الروسي–الأمريكي.

فيما يعتقد الوزير الفرنسي أن المتفاوضين بلغوا أقصى حدود إمكانياتهم.

ومن الواضح أنه لم تعد هناك إمكانية لتنفيذ الاتفاق الروسي–الأمريكي الذي توصل اليه وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف ونظيره الأمريكي جون كيري بعد هذه الخطابات المتشددة المعادية لروسيا. فقد قال نائب مستشار البيت الأبيض لشؤون الأمن القومي بين رودس في تعليقه على حادثة مهاجمة القافلة في حلب: "نحن نحمل السلطات الروسية مسؤولية الضربة الجوية في هذا المكان، أخذا بالاعتبار التزاماتها ضمن إطار اتفاقية وقف إطلاق النار، بوقف استخدام الطائرات في العمليات كافة في المناطق التي يتم فيها إيصال المساعدات الإنسانية".

وبحسب قوله، إن المعلومات التي بحوزة الجانب الأمريكي تثبت أن مهاجمة القافلة كان من الجو. وهذا "يعني أن بإمكان جهتين فقط أن تتحملا المسؤولية عن الحادث – سوريا وروسيا". وقد نفى رودس تأكيد ممثل وزارة الدفاع الروسية إيغور كوناشينكوف بأن سبب دمار القافلة هو "اندلاع النيران فيها".

كما تشير وسائل الإعلام الغربية إلى أن اثنين من المسؤولين في الادارة الأمريكية، لم يذكر اسماهما، وجها الاتهامات الأكثر راديكالية لموسكو، حيث أعلنا استنادا إلى معلومات استخبارية أن طائرتين حربيتين روسيتين من نوع "سوخوي–24"، كانتا تحلق في الجو وقت وقوع الحادثة، وهذا يعني أن لروسيا علاقة مباشرة بالحادثة.

وقد فند سيرغي لافروف، الذي يشارك في أعمال الجمعية العمومية للأمم المتحدة، هذه الاتهامات بقوله: "لقد أكدت قواتنا أن طائراتنا لم تقم بأي عمل في المنطقة. وليس للطائرات السورية إمكانيات للطيران في الليل، ومهاجمة القافلة وقعت في هذه الفترة المظلمة من اليوم، في الوقت الذي بدأ فيه تفريغ حمولة الشاحنات في شرق حلب".

من جانبه، يؤكد المتحدث باسم وزارة الدفاع الروسية الجنرال إيغور كوناشينكوف أن "طائرة هجومية من دون طيار تابعة للتحالف الدولي، أقلعت من قاعدة إنجرليك في تركيا وحلقت بسرعة 200 كلم في الساعة على ارتفاع 3600 متر.

أهم أخبار متابعات

Comments

عاجل