المحتوى الرئيسى

في ذكرى ميلاده الأولى بعد الرحيل.. حسنين هيكل ملكًا في بلاط صاحبة الجلالة.. "الإيجيبشيان جازيت" بوابته للسلطة الرابعة و"الأهرام" أفضل صحف العالم تحت إدارته.. واعتزاله الكتابة أكبر مفاجأته

09/23 13:39

إذا أرادنا الحديث عنه فلن نقف عند حد "الكتاب الصحفي" فحسب، وإنما لكونه عاصر من الحقب التاريخية ما جعله ليس فقط كاتبًا صحفيًا، وإنما محللًا مخضرمًا لكافة الظروف السياسية التي عاشتها مصر منذ ثورة 1952، وعلى مدار أكثر من سبعة عقود في محراب الصحافة، أثرى حياته بالعديد من الكتابات والتحليلات التي استنبط منها صغار الصحفيين قواعد مهنتهم فيما بعد.. إنه الكاتب الراحل محمد حسنين هيكل الذي تحل اليوم ذكرى ميلاده الأولى بعد رحيله.

وفي قاهرة المعز، ولد محمد حسنين هيكل في 23 سبتمبرعام 1923، وتلقى كافة مراحل تعليمه في مصر، إلى أن التحق بجريدة "الإيجبشيان جازيت" عام 1943، لينطلق مشواره الصحفي كمحرر تحت التمرين في قسم الحوادث، ثم في القسم البرلماني، ومع اندلاع الحرب العالمية الثانية اختاره رئيس تحرير "الإيجيبشيان جازيت" لكي يشارك في تغطية بعض معارك الحرب في مراحلها المتأخرة برؤية مصرية.

وفي عام 1945، تم تعيين هيكل كمحرر بمجلة "آخر ساعة"، وانتقل معها بعد انتقال ملكيتها إلى جريدة "أخبار اليوم" خلال الفترة (1946م -1950)، فأصبح مراسلًا متجولًا بـ"أخبار اليوم" وتنقل وراء الأحداث من بلٍد لأخرى، إلى أن استقر في مصر منذ عام 1951، إذ تولي منصب رئيس تحرير "آخر ساعة" ومدير تحرير "أخبار اليوم" وبدأ هيكل يقترب من دوائر السياسة المصرية.

وفي عام 1955، تزوج حسنين هيكل من السيدة هدايت علوي تيمور الحاصلة على ماجستير الآثار الإسلامية، وأنجب منها ثلاثة أولاد هما: علي هيكل طبيب أمراض باطنية في جامعة القاهرة، وأحمد هيكل رئيس مجلس إدارة شركة القلعة للاستثمارات المالية، وحسن هيكل رئيس مجلس الإدارة المشارك والرئيس التنفيذي للمجموعة المالية (هيرميس).

وانطلقت رحلة هيكل في مؤسسة "الأهرام" الصحفية منذ عام 1956، فبالرغم من اعتذاره عن مجلس إدارة ورئاسة تحرير جريدة "الأهرام" في المرة الأولى، إلا أنه قبل في المرة الثانية وظل رئيسًا لتحريرها لمده 17 عامًا، وبدأ في كتابة عموده الأسبوعي تحت عنوان “بصراحة” منذ عام 1957 وحتى عام 1994.

وطيلة سنوات إدارته، استطاع هيكل تطوير جريدة "الأهرام" إلى أن أصبحت واحدة من الصحف العشرة الأولى في العالم, بالإضافة إلى إنشاؤه مجموعة من المراكز المتخصصة للأهرام ومركز الدراسات السياسية والإستراتيجية، كذلك مركز الدراسات الصحفية ومركز توثيق تاريخ مصر المعاصر.

وبسبب حرب الاستنزاف، اضطر هيكل إلى أن يسلك درب المناصب السياسة إلي جانب عمله الصحفي بالرغم من عزوفه عنها عدة مرات، إذ تقلد محمد حسنين هيكل بعض الحقائب الوزارية، من بينها منصب وزير الإرشاد القومي عام 1970، وذلك تقديرًا للظرف السياسي والعسكري استثنائي.

وشهدت علاقة هيكل برؤساء مصر اختلافات متباينة من حقبة إلى أخرى، فعلي الرغم من صداقته الشديدة بالرئيس الراحل جمال عبد الناصر، إلا أنه اختلف مع الرئيس أنور السادات حول التعامل مع النتائج السياسية لحرب أكتوبر، إلى أن وصل الأمر إلي حد اعتقاله ضمن اعتقالات سبتمبر الشهيرة في عام 1981، والتي جائت عقب اعتراض عدد من الشخصيات السياسية والدينية على اتفاقية كامب ديفيد، وكان "هيكل" من بين هؤلاء الرموز.

وطيلة مشواره الصحفي، قام هيكل بنشر أحد عشر كتابًا في مجال النشر الدولي ما بين 25 وحتى 30 لغة تمتد من اليابانية إلى الأسبانية، من أبرزها "خريف الغضب" و"عودة آية الله" و"الطريق إلى رمضان" و"أوهام القوة والنصر" و"أبو الهول والقوميسير"، بالإضافة إلي 28 كتابًا باللغة العربية من أهمها "مجموعة حرب الثلاثين سنة" و"المفاوضات السرية بين العرب وإسرائيل".

نرشح لك

أهم أخبار صحافة

Comments

عاجل