المحتوى الرئيسى

لماذا يقود "الفيمينزم" حرب "خلع الحجاب"؟

09/23 10:28

يشهد مجتمعنا الكثير من الظواهر الطارئة عليه، من هذه الظواهر ظاهرتا خلع الحجاب وظاهرة "الفيمينزم"، هاتان الظاهرتان اللتان شغلتا المجتمع، بل مجتمع النسوة تحديداً، تُرى هل هناك رابط بين الظاهرتين؟!

يُذكر أنه في فترة التسعينات حسب ما أكده الدكتور جلال أمين، في كتابه "ماذا حدث للمصريين؟"، أن انتشار الحجاب زاد بعودة الكثير من العاملين بالخليج، فيقول في هذا الأمر: "ظن المصريون العائدون من الخليج بأمواله ونفطه أن التدين الشكلي الوهابي أسرع طريق للثراء، فما بين الإعجاب بالنمط السعودي في التدين، وهو النمط الذي يُعنى بالنقاب واللحية أكثر من جوهر الإسلام نفسه، وما بين انتشار مظاهر الانفتاح في عصر السادات من ذيوع تجارة المخدرات وانتشار الدعارة بشكل أكثر مما قبل، وجد الحجاب بيئة مناسبة لانتشاره، فهو من ناحية رد فعل معاكس وواقٍ من آثار الانفتاح وتشبه بالخليج الثري المتدين من ناحية أخرى".

أخذ الحجاب ينتشر بشكل واسع خصيصاً بعد ظهور الكثير من الدعاة الشباب الذين قاموا بتدّشين الكثير من الحملات لإقناع الفتيات، وخصوصاً المراهقات بالحجاب، فلم تقتصر هذه الحملات على الجامعات والدروس الدينية فقط، بل وصلت للمدارس، أخذ الحجاب يتزايد بزيادة الوعظ الديني، فطالبت النساء بمساحات خاصة لهن في الشواطئ، وساحات رياضية، وساعد في ذلك أيضاً ظهور المحجبات في الكليبات الغنائية، والمذيعات أيضاً، وأصبح الحجاب هو مظهر السيدة المصرية.

لكن بعد ظهور الكثير من التطورات الأيديولوجية اقتحمت المرأة المصرية شتى المجالات، تغير الشكل المعهود للحجاب من الزي الواسع الفضفاض إلى الإيشارب القصير والبنطلون الجينز والبلوزات العصرية، ومع ظهور "الاسبانيش" الحجاب الإسباني الذي يُظهر الرقبة، ثم ظهور "التريبون" مع الإبقاء على نفس الملابس التي تصف الجسد، وازداد الأمر سوءاً حتى خروج خصلات من الشعر مع الاحتفاظ بالحجاب ثم الوصول لمستوى التخلص منه.. فماذا بعد قد يطرأ أيضاً؟!

فهل هذا ما يتناسب مع قول الله تعالى "ليضرِبن بخمُرِهن على جيوبِهن"، "ولا يُبدينَ زينتَهن إلا ما ظهر منها"؟!

في الآية الأولى يأمر الله نساء المؤمنين ستر ما يظهر من فتحت الصدر والنحر، ويفرضه عليهن ذلك، وفي الآية الثانية يطلب منها عدم إظهار زينتها عن عمد وقصد للأجانب عنها إلا ما لا يمكن إخفاؤه مثال الخاتم.

إذا اتجهنا للأحاديث النبوية فلمّا دخلت عليهم أسماء بنت أبي بكر بثوبٍ رقاق فأعرض عنها النبي الأمين، وقال لها "يا أسماء إن المرأة إذا بلغت المحيض لم يصلح أن يرى منها إلا هذا وأشار لوجهه وكفيه".

وقد رأى أحد المفكرين أن الحجاب يؤصل لاحترام فكر المرأة وعدم الاتجار بها؛ حيث يكون تركيز من يخاطبها على ما يجود به عقلها دون أن يلتفت لمفاتنها.

كما ذكرت مسبقاً أن التغيرات الفكرية الحديثة أثرت بالسلب على الفكر الديني عند البعض، فانطلقت فكرة خلع الحجاب التي يرميها بعض الناس على عاتق جمعيات حقوق المرأة والحملات المناشدة بتحرر المرأة والمساواة بين الرجل والمرأة ومن أشهر الحركات تفاعلاً "الفيمينزم"، تلك الحركة التي لم تتوقف على التشجيع على خلع الحجاب والتحرر من بعض الأصول الدينية التي لا تتناسب مع أفكارهم وتصويرها على أنها قيد وبدأت بالمطالبة بالمساواة مع الرجل عملياً واجتماعياً، بل طالبت بالحرية الجنسية أيضاً؟! والمطالبة بأن لها حق الاختيار الاحتفاظ بعذريتها، وإطلاق لحيتها كالرجال وأن الحجاب ليس فرضاً!!

فكيف لنا أن نعقل هذا في مجتمع شرقي يقوم على الدين في أغلب تقاليده وأفكاره؟؟

إذا كانت" الفيمنست " تريد المساواة في كل شيء حقاً فَلِم بعد دخولها كل حقول العمل لا تقتحم كذلك أن تعمل بالنجارة والمحارة وعمال البناء، تجرب أن تعامل كأي فتى حينما يغضب عليه أبواه فيطرده والده من المنزل.. ألا يُجاب لها كل ما تريد من احتياجات إلا بعد مشقة كما يعامل الرجل في مجتمعنا؟!

نعم سيدتي الفيمنست أنتِ ترفضين تكريم الله لكِ.. نعم أنا أعلم ستُجيبين أن المرأة حقها مهضوم في الإسلام، سأجيبك الله عظّم المرأة فخلقها ناقصة عقل صاحبة كيداً عظيماً. مثال آخر جعل لكِ سورة في كتابه العزيز تُسمي النساء، ليحث الرجل على الحفاظ المرأة، وليعلم المرأة مدى كونها غالية فيُعلّمها كيف تحافظ على نفسِها، فلِمَ ترهقين فِكرك بأفكار التحرُر العقيمة والله أهداكِ أوسع مساحات الحرية؟

نرشح لك

أهم أخبار مقالات

Comments

عاجل