المحتوى الرئيسى

كوربن الأوفر حظًا للفوز بولاية ثانية على رأس «العمال»

09/23 09:49

النقابات والنشطاء ترجح كفة السياسى اليسارى ضد قادة وكوادر الحزب.. ومخاوف من حدوث انشقاق

يتمتع اليسارى جيريمى كوربن، بفرص كبيرة لإعادة انتخابه السبت المقبل، رئيسا لحزب العمال البريطانى، نتيجة استمرار عدد كبير من الناشطين فى تأييده وخلافا لإرادة القيادة، ما من شأنه أن يترك أزمة الحزب المستمرة منذ سنة مشرعة على كل الاحتمالات.

وسيعرف حزب العمال الذى انتقل إلى المعارضة منذ 2010 ويعقد مؤتمرا فى ليفربول، من سيتولى قيادته فى أوج الأزمة التى تهزه: هل هو كوربن المناضل الراديكالى (67 عاما) أو اوين سميث (46 عاما) النائب عن ويلز الذى لا يتمتع بشهرة كبيرة.

ويتمتع جيريمى كوربن بفرص كبيرة على ما يبدو لاعادة انتخابه، لأن صوت كل من أعضاء الحزب الـ550 ألفا الذين يتاح لهم الإدلاء بأصواتهم، لا يقل أهمية عن صوت أى نائب. وبالتالى، يتمتع بطل التصدى لسياسة التقشف، بدعم النقابات التى أسست الحزب فى 1900، حسب وكالة الصحافة الفرنسية.

وفى تصريح للوكالة ذاتها، قال تيم بايل استاذ العلوم السياسية فى جامعة كوين مارى فى لندن «شهدنا كثيرا من الأمور التافهة فى 2016»، ملمحا بذلك إلى خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبى.

وأضاف «لكن خسارة جيريمى كوربن سيكون مفاجأة كبيرة أيضا»، فيما يعطى الاستطلاع الوحيد المتوافر للرأى، داعية السلام 68% من الأصوات.

ويقول المحللون إن هذه العودة إلى نقطة البداية؛ أى اعادة انتخاب كوربن، ستؤدى بالتأكيد إلى تمديد الأزمة التى يتخبط فيها حزب العمال منذ هزيمته أمام المحافظين فى الانتخابات التشريعية فى 2015، وحتى إلى تهديد وجود الحزب نفسه.

وقال تيم بايل «لا يمكن أن نستبعد حصول انشقاق». ويبدو عمليا أن من المتعذر ايجاد حل للمشكلة. ففى حين يحصل جيريمى كوربن على تأييد الناشطين، يعرب معظم النواب وأكثرية من كوادر الحزب عن كراهيتهم له. وتؤكد ذلك استطلاعات الرأى، فهم يعتبرون أن سياسته اليسارية المتطرفة لا تساعد فى عودة حزب العمال إلى تولى زمام الحكم.

والحفرة الكبيرة منذ بداية انتخابه على رأس الحزب، باتت هوة عندما صوت البريطانيون مؤيدين خروج بريطانيا من الاتحاد الاوروبى فى 23 يونيو. ووافق النواب الذين اغضبتهم سلبية كوربن على مذكرة لحجب الثقة بأكثرية ساحقة بلغت 172 صوتا من أصل 230.

واستقال أيضا عشرون عضوا فى حكومة الظل وهى حكومة مفترضة للمعارضة، تعبيرا عن استيائهم ايضا. وقال ستيفن فيلدينج، المتخصص فى شئون حزب العمال فى جامعة نوتينجهام، إن «انقلابا بهذا الحجم كان يفترض أن يحمل معظم القادة على الاستقالة»، باستثناء جيريمى كوربن الذى يقول إنه لا يريد «خيانة ثقة الناشطين».

ويلقى القيادى تقديرا كبيرا من قبل مؤيديه الذين انضم 300 ألف منهم إلى حزب العمال منذ صيف 2015، لإنشاء «أكبر حزب فى أوروبا».

وما يثير قلق الحزب، هو أن شخص كوربن ومشروعه لتفجير «ثور ديمقراطية»، لا يشكلان على ما يبدو مصدر وحى كبير للجمهور. وقال الزعيم السابق نيل كينوك (74 عاما) فى تحقيق بثته هيئة الإذاعة البريطانية (بى.بى.سى)، «إذا لم يتغير الوضع سريعا وبصورة جذرية، فلن أرى بالتأكيد حكومة عمالية فى حياتى». واعتبر تيم بايل إنه «إذا ما اعيد انتخاب كوربن، فلن يعود حزب العمال إلى الحكم قبل 2030 على الأقل».

أهم أخبار العالم

Comments

عاجل