المحتوى الرئيسى

العبادي يدعو لتعاون دولي يدمر شبكات تجنيد الارهابيين

09/22 22:53

العبادي خلال القاء كلمته امام الجمعية العامة للامم المتحدة بنيويورك

العبادي إلى نيويورك لتحشيد دولي لمعركة الموصل

العبادي يبحث من القيارة معركة تحرير الموصل

اوباما يلتقي بالعبادي في نيويورك الاسبوع المقبل

دعا رئيس الوزراء العراقي المجتمع الدولي الى تعاون جاد لمحاصرة الارهاب وتجفيف منابعه الفكرية والمالية وتدمير شبكات ومراكز تجنيد عناصره المنتشرة في كل العالم، محذرا من انه بدون هذا التعاون سيصل الارهاب الى كل مكان وستتزايد اعداد اللاجئين الهاربين من مناطق النزاع والتي بلغت مستويات خطيرة وغير مسبوقة. 

إيلاف من بغداد: ناشد رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي خلال كلمته امام الجمعية العامة للامم المتحدة في نيويرك مساء الخميس الى العمل على منع تقديم الدعم والتمويل والتسليح للمجاميع الارهابية.. مؤكدا عزم العراق على تنفيذ برنامجه الاصلاحي الشامل ومكافحة الفساد المتغلغل في مفاصل الدولة والمجتمع منوها الى انه برنامج لا يقل صعوبة وخطورة عن مواجهة الارهاب .. مشددا على ان حكومته مصممة على تنفيذه رغم كل التحديات معبرا عن تفاؤله بالانتصار في معركة الاصلاحات.. وقال "ان شعبنا يقف في خندق واحد لمحاربة الارهاب والفساد ويعمل لبناء الدولة على اسس التعايش السلمي واحترام التنوع الفكري والديني والمذهبي في ظل سيادة قيم ومبادئ العدالة والمساواة. 

واضاف العبادي في كلمته: "قبل عام وقفنا هنا وكانت هناك مساحات شاسعة من الأراضي العراقية محتلة من قبل تنظيم داعش الارهابي .. واليوم نقف في نفس المكان لنعلن امامكم ان العراق يتحرر وان العراقيين تمكنوا من تحرير معظم اراضيهم ومدنهم بوحدتهم وارادتهم .. ونتجه هذه الايام لتحرير نينوى وهي آخر محافظة بقيت بيد داعش وقد استعدنا مناطق مهمة منها وسنكمل تحريرها بالكامل خلال هذا العام . 

وقال "ابشركم ان القوات العراقية البطلة حققت نصرا جديدا اليوم بتحرير الشرقاط خلال ثمان واربعين ساعة وهو زمن قياسي وبتعاون السكان المحليين الذين رحبوا بالقوات المحررة .. واهنئ الشعب العراقي والمقاتلين الشجعان وابناء الشرقاط بهذا النصر".

واكد ان عام 2016 سيكون عاما للتحرير والانتصار "وكان هدفنا الاساس هو تحرير الانسان قبل الارض وانقاذ السكان المدنيين من داعش التي قضت على كل مظاهر الحياة ودمرت الشواهد الحضارية العريقة لحضارة وادي الرافدين.

واشار العبادي الى ان حكومته باشرت بمساعدة الاصدقاء في المجتمع الدولي بتنفيذ برنامج اعادة المواطنين الذين هجرتهم داعش الى مدنهم المحررة ووضعت برنامجا متكاملا لاعادة الاستقرار والخدمات اليها وفي مقدمتها خدمات الماء والكهرباء والمدارس والمستشفيات .. ودعا المجتمع الدولي الى المزيد من الدعم لبرنامج ايواء واعادة النازحين خاصة مع اقتراب حسم معركة تحرير محافظة نينوى والتوقعات بازدياد اعداد النازحين .

وزاد قائلا "في الوقت الذي نشكر فيه كل من وقف مع شعبنا في مواجهة التحديات الاقتصادية والأمنية ، فاننا نتطلع الى مزيد من الدعم والتعاون ، ونشيد بدور منظمة الامم المتحدة في مساعدة العراق في المجال الانساني ومعالجة قضايا النازحين ، وبالدعم الذي تقدمه دول التحالف الدولي ضد الارهاب ، كما نشيد بمؤازرة البنك الدولي وصندوق النقد الدولي وباقي المنظمات الدولية الساندة لخطط وجهود الحكومة العراقية في اصلاح الاقتصاد العراقي وتجاوز الأزمة المالية وخطط مكافحة الفساد ، وننظر بتقدير للموقف الايجابي للدول السبع الكبار الصناعية ولمؤتمر المانحين الذي عقد مؤخرا في واشنطن". 

وعن الإصلاح المالي والاقتصادي الذي تقوم به حكومته اوضح العبادي انها نفذت برنامجا اصلاحيا طموحا لخفض الانفاق الحكومي بنسب كبيرة رغم تحديات الحاجة للاستمرار بالانفاق الحربي وادامة معركتنا ضد الإرهاب.

واضاف انها بادرت كذلك بإعادة هيكلة الكثير من مؤسسات الدولة ضمن خطوات الإصلاح الإداري ووضعت أولوية خدمة المواطن وتبسيط الإجراءات ورفع الكثير من المعوقات وتسهيل آليات التعامل مع المواطن ورفع العقبات امام زيادة الاستثمار وسعت الحكومة لتعزيز سبل الشراكة مع القطاع الخاص.

أما في مجال مكافحة الفساد فقد اوضح العبادي انه تم توقيع مذكرة تفاهم مع البرنامج الإنمائي للأمم المتحدة للاستفادة من الخبرات الدولية لمساعدة العراق في بناء قدراته بمكافحة آفة الفساد وقد شهدت الأسابيع الماضية خطوات عملية في هذا المجال.

اخلاء العراق والمنطقة من داعش

واكد رئيس الوزراء العراقي قائلا "اننا نتطلع الى يوم قريب يتم فيه اخلاء العراق والمنطقة من داعش   لكن سعادتنا لاتتم الا بعالم خال من الارهاب الذي يهدد شعوبنا ودولنا ، الأمر الذي يتطلب تعاونا جادا لمحاصرته وتجفيف منابعه الفكرية والمالية وتدمير شبكات ومراكز التجنيد المنتشرة في كل العالم ، ودون هذا التعاون سيصل الارهاب الى كل مكان وستتزايد اعداد اللاجئين الهاربين من مناطق النزاع التي بلغت مستويات خطيرة وغير مسبوقة. 

وشدد على ان داعش "هي عدو حقيقي للمسلمين قبل غيرهم ، فقد قتلت من المسلمين الالاف ودمرت العديد من الدول العربية والاسلامية ثم نقلت شرها الى عواصم ومدن العالم الاخرى وقتلت وروعت المدنيين في فرنسا وبلجيكا والمانيا وامريكا وروسيا وبقية دول العالم .. وليس امامنا خيار غير التعاون للانتصار في حربنا ضد الارهاب .. واننا نعد اي انتصار يتحقق ضد داعش في اي مكان في العالم هو انتصار للعالم كله". 

وقال إن خطر تكرار تشكيل أو تكوين منظمات إرهابية مثل القاعدة أو داعش لن ينتهي إلا بالتصدي للعقيدة المتطرفة لهذه التنظيمات المتخلفة فكرا والمستندة في نهجها على التفرقة المذهبية والفكر العدائي لكافة الأديان والمعتقدات والتي تغذيها الرؤيا القاصرة التي أضاعت على دولنا فرص البناء والإعمار وفرص التنمية والتطور.

واشار الى ان مواجهة هذه الآفة الخبيثة التي استشرت بين بعض الشباب مستغلة الإحباط واليأس الذي يعانون منه بسبب الفقر وتأخر برامج التنمية يتطلب وقفة حقيقية من الدول والمنظمات المعنية بمراجعة البرامج والمناهج التربوية والتثقفية وإزالة مشاعر الإحباط واستيعاب الطاقات الشبابية وقطع الطريق أمام أي محاولات أخرى لاعادة تشكيل مثل هذه المنظمات الإرهابية مستقبلا.

واضاف ان داعش التي ادعت زورا وكذبا الدفاع عن أهل السنة قتلت الشيعة والسنة والمسيحيين والايزيديين والعرب والكرد والتركمان والشبك، وجرائمها البشعة شملت كل الطيف العراقي وتنوعت بين تكفير وتهجير وسبي للنساء وابادة جماعية وتدمير للاثار والمساجد والكنائس ، وتشهد لها مدن امرلي وسنجار وتازة والانبار والموصل وصلاح الدين وديالى وضحايا مجزرة سبايكر، الى جانب الهجمات الارهابية الجبانة على المدنيين العزل في احياء بغداد وبقية محافظات العراق. 

وبين العبادي بالقول "لقد تعرضنا في العراق الى عاملين خارجيين أثرا في الاستقرار والنمو الاقتصادي والاجتماعي فالى جانب الارهاب واجهنا أزمة هبوط اسعار النفط العالمية مما افقد موازنتنا المالية اكثر من 70 بالمائة من عائداتها مع تزايد التكاليف والاعباء العسكرية والامنية لتحرير المدن العراقية من الارهاب .. وكان طبيعيا ان ينعكس ذلك سلبا على خطط التنمية والاستثمار واعادة البناء ، ومع كل هذه التحديات الصعبة والخطيرة مضينا في تنفيذ برنامجنا الاصلاحي الشامل ومكافحة الفساد المتغلغل في مفاصل الدولة والمجتمع ، وهو برنامج ادركنا منذ بداية انطلاقه انه لايقل صعوبة وخطورة عن مواجهة الارهاب لكننا مصممون على تنفيذه رغم كل التحديات ، ونحن متفائلون بالانتصار في معركة الاصلاحات كما انتصرنا وحررنا اراضينا لأننا وشعبنا نقف في خندق واحد لمحاربة الارهاب والفساد ونعمل معا لبناء الدولة على اسس التعايش السلمي واحترام التنوع الفكري والديني والمذهبي في ظل سيادة قيم ومبادئ العدالة والمساواة". 

وقال ان المعركة التي يخوضها العراقيون ضد داعش لكل عراقي حصة في النصر المتحقق فيها ، وهي معركة وطنية وجودية وغير تقليدية يشترك فيها جميع ابناء الشعب العراقي دون تمييز "وان قواتنا من الجيش والشرطة الاتحادية والشرطة المحلية والحشد الشعبي والعشائري وقوات البيشمركة ينتمون لمختلف الاديان والقوميات والطوائف ويجمعهم هدف واحد هو الدفاع عن وطنهم ومقدساتهم ، ويحظى هذا الدفاع بدعم المرجعية الدينية بقيادة وحكمة سماحة السيد علي السيستاني الذي يمثل صمام امان حيث شكلت فتواه التاريخية قوة دافعة لتحشيد كافة أبناء الشعب العراقي ولاقت تأييدا واسعا من علماء الدين من كل الطوائف وجميع قطاعات الشعب".

واكد العبادي إن العراق حريص على مشاركة دول العالم بسعيه الحثيث لتحقيق التنمية وتلبية (اهداف التنمية المستدامة) ومحاربة الفقر والتمييز والحفاظ على البيئة وتطوير برامج رعاية الطفولة وتحسين المستويات الصحية والتعليمية ، ورائدنا في ذلك هو توفير بيئة مناسبة وداعمة للحريات وحقوق الانسان والمساواة والمشاركة الفاعلة للمرأة في الدولة والمجتمع.

ودعا دول العالم الى الالتزام بتطبيق قرارات مجلس الامن المتعلقة بمنع تقديم الدعم والتمويل والتسليح للمجاميع الارهابية، وقرارات الجمعية العامة للأمم المتحدة بأنقاذ الاثار والتراث الثقافي العراقي ، ونشير هنا الى انجاز عراقي تحقق بالتعاون مع منظمة اليونسكو حيث تم ضم مناطق الاهوار في جنوب العراق الى لائحة التراث العالمي ونعمل حاليا على تلبية متطلبات ضم بقية المواقع والكنوز الحضارية في العراق.

أهم أخبار العالم

Comments

عاجل