المحتوى الرئيسى

حلب "بارومتر" الحرب: الجبهات تعود إلى الاشتعال عقب هدنة لم ينعها أحد!

09/22 20:40

تتواصل المواجهات العنيفة في مناطق مختلفة من حلب، التي باتت الاشتباكات فيها موزعة عند خطوط، تفصل أحياءها الشرقية عن أحيائها الغربية.

لا تكاد تخبو جذوة المعارك في هذه الجبهة الحلبية، حتى تعود إلى الاشتعال من جديد في جبهة أخرى، أو عدة جبهات معا.

وما استطاعت هدنة الأسبوع الهشة ضبطه في هذه الجبهة أو تلك، تشظى واستحال بعد تجميدها وفشلها مجموعةً من المعارك في أكثر من جبهة حلبية. ذلك أن حلب وريفها باتا منذ فترة "بارومتر" الحرب في سوريا وعليها، ونموذجاً مصغراً لطبيعة الصراع السوري من حيث التشابك والتشرذم في آن معاً.

ومع انتهاء اتفاق التهدئة الموقعة بنوده بين موسكو وواشنطن في التاسع من الشهر الجاري، عاد الميدان الحلبي سريعاً إلى الاشتعال، حيث يحاول الجيش السوري استعادة كل النقاط التي خسرها قبل "معركة فك الحصار" وربما أكثر.

وحققت وحداته بمعيّة حلفائها فجر أمس، تقدماً جنوب غرب حلب، في محور تلة بازو ومدرسة الحكمة و"مشروع 1070 شقة". كذلك، سيطرت على مبنى الأسمدة والمكاتب في محيط منطقة الراموسة القديمة، جنوب المدينة.

 وكان الجيش السوري، قد استأنف عملياته العسكرية في حلب بعد إعلانه يوم الاثنين (19/09/2016) عن انتهاء وقف إطلاق النار، حيث ذكرت القيادة العامة للجيش، في بيان لها أنه "كان من المفترض أن يشكّل نظام التهدئة فرصة حقيقية لحقن الدماء، غير أن المجموعات الإرهابية المسلحة ضربت عرض الحائط بهذا الاتفاق ولم تلتزم بتطبيق أي بندٍ من بنوده، حيث يتجاوز عدد الخروق، التي ارتكبتها وتم توثيقها، أكثر من 300 خرق في مختلف المناطق".

وبالفعل، فقد أحرز الجيش تقدماً هو الأول بعد انتهاء عيد الأضحى في عدة جبهات، وأكدت مصادر ميدانية في حلب لموقع "آر تي" أنه بعد معارك عنيفة على معظم جبهات القتال في حلب، بدأت من الشمال الغربي امتداداً إلى الراشدين انعطافاً إلى محيط معمل الإسمنت باتجاه الأحياء الشرقية، شدد الجيش قبضته على منطقة الراموسة وخاض معارك عنيفة على محاور معمل الأسمدة الذي يعدُّ بوابة الدخول إلى حي الشيخ سعيد، والتي انتهت بسيطرة الجيش السوري على المعمل ومحيطه والتوغل في الراموسة القديمة.

ووفقاً للمصادر نفسها، فإن من شأن هذا التقدم في جبهة الراموسة جنوب حلب والمناطق المحيطة بالمعمل زيادة الضغط على حي الشيخ سعيد وحي أرض الصباغ والعامرية التي تعدُّ بوابة المسلحين باتجاه الأحياء الشرقية.

 وقالت المصادر إن الجيش يشن هجماته عبر ثلاثة محاور: سوق الجبس من الجهة الشمالية الغربية، جمعية تشرين شرقاً، وتلة بازو والتلال المحيطة بها جنوباً. و"هذه الطريقة تجنب الجيش العربي السوري الاصطدام المباشر بحرب شوارع في منطقة شديدة التحصين لأبنيتها المدعمة ضد الزلازل، فيما لم يتبقَ أمام مسلحي النصرة وجيش الفتح والجبهة التركستانية سوى الانسحاب من المحور الغربي عبر حي الراشدين الواقع تحت سيطرتهم".

كما استهدف الجيش السوري عبر عشرات الغارات الجوية الخطوط الخلفية وخطوط الإمداد لحركة "نور الدين الزنكي" و"جيش المجاهدين" في القوس الغربي من مدينة حلب، وذلك بعد عملية مسح جوي استمرت أربعا وعشرين ساعة، حيث استهدفت الغارات مقرات ومستودعات ذخيرة اعتُبرت آمنة خلال خمس سنوات من الحرب في جبهات حلب الغربية.

وتتركز العمليات العسكرية الأهم في المحور الجنوبي في "حي الشيخ سعيد"، والذي اعتُبر بوابة الهجوم الأولى في معركة الكليات العسكرية، حيث بدأت المحاولة من عدة نقاط في هذا الحي الذي حاول المسلحون فك حصار الأحياء الشرقية عبره قبل شهر.

ووفقاً للمصادر الميدانية، "بات الحي محاطاً ومحاصراً بالكامل من قبل الجيش السوري المتمركز في معمل الأسمدة جنوب غرب الحي ومعمل الإسمنت جنوباً والراموسة القديمة غرباً ما يعني أن الهدف القادم للجيش السوري سيكون باتجاهه".

وإذا ما سيطر الجيش على حي الشيخ سعيد، فإن هذا يعني "إعادة الأمان لطريق المطار-الراموسة والتخفيف من حدة القصف على حي الحمدانية السكني والضغط على أحياء العامرية وصلاح الدين الواقعة تحت سيطرة المسلحين والتي تشرف استراتيجياً على كامل قطاع أحياء حلب الشرقية".

من جهة أخرى، قام الطيران الحربي السوري بشن غارات عنيفة على طول خطوط الإمداد بين ريفي إدلب وحلب، وفي المحور الغربي من مدينة حلب في المنصورة وجمعية كيليكيا وصولاً إلى معرة بابيص وياقد العدس شمال غرب مدينة حلب.

والهدف من هذه الغارات هو ضرب خطوط إمداد المسلحين والحد من حركتهم بين إدلب وحلب ومنعهم من التمدد إلى "1070 شقة" ومدرسة الحكمة، وتدمير الخطوط الدفاعية واللوجستية وتدمير قواعدهم الخلفية. 

أهم أخبار متابعات

Comments

عاجل