المحتوى الرئيسى

"الإندبندنت": لهذا السبب يفضل "تنظيم الدولة"  استخدام إرهابيين محليين بدلا من الأجانب | وطن

09/22 17:41

اعتقلت 3 نساء مؤخرا بتهمة التخطيط لهجوم من تدبير تنظيم الدولة في باريس بعدما وجدت الشرطة الفرنسية سيارة ممتلئة بأسطوانات الغاز بالقرب من كاتدرائية نوتردام، ومن السهل اعتبار الحادث مجرد حالة اعتقال أخرى، ولكن حيث إن قائمة الهجمات الإرهابية تطول، فإن السير الذاتية لهؤلاء النساء يجب أن تسترعي انتباهنا.

ونحن نعرف القليل عن سارة هيرفويت، لكننا نعرف أنها كانت مخطوبة في السابق لاثنين من الجهاديين. أحدهما الروسي عبدالله، الذي كان يقوم بتجنيد الجهاديين في السابق لحساب تنظيم الدولة، والذي طعن رجل شرطة فرنسي وزوجته حتى الموت. والثاني هو عادل كيرميش، الذي قام بقتل قس في يوليو خلال قداس بالكنيسة. أما الأخرتان فهما أم وابنتها ذات 15 عاما.

هذا النمط الخاص بتجنيد الإخوة والأخوات والزوجات والأزواج والبنات والأبناء وأصدقاء الطفولة باسم الإسلام الراديكالي، وهو نمط نراه مرارا وتكرارا. لنذكر مثلا آل كواشي وعبدالسلام والبكراوي، الذين كانوا جميعا إخوة متورطين في الهجمات الأخيرة.

وتمنح هذه العلاقات قوة لا يمكن شراؤها، وكما قال الخبير بشؤون الإرهاب محمد حافظ، فإن الثقة موجودة بالأساس وخطر الحديث مع الأشخاص الخطأ في أدنى مستوياته – ونتيجة لهذا، فإن الانشقاق هو أيضا خيانة لقضية الشخص والأسرة.

وبالنظر إلى الوراء فإن هناك العديد من أوجه التشابه بين تنظيم الدولة وشبكات تنظيم الدولة في أوروبا نحو عام 2000، وهذا يشمل وجود خلفيات جنائية وخبرة التدريب أو القتال بالخارج واستخدام التزوير لتسهيل نشاطهم الإرهابي، وفي هذه الجوانب، فإن التهديد الذي يمثله تنظيم الدولة يظهر فشلا من جانبنا في التعلم من أخطاء الماضي.

وتظهر سمة جديدة التزايد الملحوظ في الروابط العائلية وأصدقاء الطفولة، أن الأساس الذي تقوم عليه الشبكة الجديدة يتكون من أفراد العائلة وأصدقاء الطفولة، وعددا من المتورطين في الجرائم الصغيرة قبل أن يتجهوا إلى الإرهاب، قد يبدو الأمر مجرد ملاحظة ولكن هذه الحقيقة لها تبعات.

وعلى عكس عناصر القاعدة السابقين الذين أتوا إلى أوروبا من شمال إفريقيا، ومن ثم قاموا ببناء شبكاتهم بطريقة أكثر انتهازية، فإن عناصر تنظيم الدولة الحاليين قادرون على العمل على شبكات “موجودة بالفعل”. وكونهم قد ولدوا في البلاد التي يقومون بتنفيذ مهامهم فيها، فإن لهم جذورا في المدن الأوروبية.

ويستغل تنظيم الدولة هذه الميزة، ولهذا السبب يستخدمون جهاديين أوروبيين مثل الفرنسي سليم بنغالم، لإدارة مسرح أوروبا أو عبدالحميد أباعود المولود في بروكسل لتنظيم الهجمات داخل الأراضي الأوروبية، وعندما عاد هؤلاء الرجال من سوريا، كما فعل أباعود عدة مرات لتنظيم وتنفيذ هجمات، كان لديهم شبكة دعم موجودة بالفعل يمكنهم الاعتماد عليها.

لقد علموا أنهم يمكنهم الاعتماد على الأصدقاء والعائلة لنقلهم أو توفير السكن الآمن لهم وإخفائهم، كما علموا أيضا، كما أشار حافظ إلى أنه بإمكانهم الوثوق فيمن حولهم. فالثقة لا غنى عنها، ووجودها وغيابها ينعكس في أساليب التجنيد ونجاحها، لقد كان جمال بيجال المسؤول عن التجنيد لصالح تنظيم الدولة أكثر نشاطاـ وعرقل نجاحه غياب العلاقات طويلة الأجل مع من يقوم بتجنيدهم، أما أباعود على الجانب الآخر فيمكنه التعامل مع هذه العلاقات كأمر مسلم به.

أهم أخبار متابعات

Comments

عاجل