المحتوى الرئيسى

الصليب الأحمر الألماني: لا لتوظيف المساعدات الإنسانية بسوريا

09/22 17:23

:DWسيد يونين، تعرضت قافلة مساعدات إنسانية للقصف في حلب ما أدى أيضا إلى مقتل عامل في الهلال الأحمر السوري. هل تمكنتم على الأقل من استغلال فرصة وقف إطلاق النار الذي سبق لخدمة أهداف إنسانية؟

كريستوف يونين:لا، لم نفعل ذلك لأن الضمانات الأمنية من أطراف الحرب لم تكن معروضة بالنحو الذي يمكننا من المخاطرة بإيصال مساعدات. والضوء الأخضر مُنح تحديدا عقب نهاية سريان وقف إطلاق النار ـ لتلك القافلة التي تعرضت للهجوم بعد أن وصلت محطة وجهتها. وأن يستهدف الاعتداء قافلة مساعدات، فهذا أمر مروع.

منظمتا الصليب الأحمر والهلال الأحمر تعملان دوما بشفافية. فنحن نبلغ جميع أطراف النزاع بعملياتنا. وبعد تلقي الموافقة من تلك الأطراف، ننطلق في التنفيذ. وهذا ما كنا فعلناه كذلك في هذه الحالة. وبالرغم من ذلك وقع الاعتداء. ونحن الآن نعكف على دراسة الوضع لمعرفة كيف نتصرف مع المعطيات.

ماذا تعرفون عن خلفيات هذا الاعتداء؟

قليل جدا. نحاول حاليا الكشف عن تفاصيل الحادث ـ وهذا في مصلحتنا. لكن إلى حد الآن تبقى المعلومات المتوفرة متضاربة. لكن سنحاول الدخول في حوار مع الطرف الذي يتحمل مسؤولية هذا الاعتداء. وسنطالب بإلحاح كبير بالالتزام بالقانون الإنساني الدولي.

منذ شهور والناس محاصرون في الجزء الشرقي لحلب الذي تسيطر عليه قوات المعارضة. هل بإمكانكم مساعدتهم؟

الوضع في حلب ومحيطها كارثي منذ شهور. وهذا يطال بوجه خاص شرق المدينة الذي تسيطر عليه المعارضة. ويصعب الوصول إليه منذ سنوات، ورغم تلك الصعوبات نجح زملاؤنا في الهلال الأحمر السوري في إيصال مساعدات إلى تلك المنطقة، وغالبا ما كان ذلك متعبا. فلم يكن مثلا مسموحا المرور على متن شاحنات لتجاوز خط جبهة القتال، وبالتالي كان عليهم نقل كل المساعدات على ظهر عربات صغيرة تم دفعها بالأيدي مئات المرات ذهابا وإيابا. وبعض أطراف النزاع يعتبر أن المساعدة الموجهة لخصومها موجهة ضدها. وفي هذه الحالة كانت تلك الأطراف تخشى أن تسقط الشاحنات في أيدي الطرف الخصم.

كريستوف يونين من الصليب الأحمر الألماني

ما هي الأشياء التي تنقص الناس بإلحاح في شرق حلب؟

هم بحاجة ماسة إلى مواد غذائية أساسية. فالبنى التحتية في المدن معقدة ـ لو نظرنا إلى التزود بالماء والصرف الصحي والمجاري. وإذا تعرضت هذه الأنظمة في كل مرة للتدمير ـ مثلا مضخات كبيرة ـ فإن إصلاحات الطوارئ التي نقوم بها عن طريق الهيئة الدولية للصليب الأحمر لم تعد كافية. فالبنى التحتية تنهار باستمرار. وهذا هو الوضع القائم في حلب ومناطق حضرية أخرى يتعذر فيها التزود بالماء الصالح للشرب. وأحيانا لا يوجد ماء أو أنه لا يصلح للشرب. كما أن خطر انتشار أوبئة يزداد بقوة. وعليه فإن الحد الأدنى من الأمن غير متوفر والناس يعيشون في الغالب تحت وابل الرصاص.

كيف سيكون رد فعل الصليب الأحمر والهلال الأحمر السوري ـ وربما منظمات الإغاثة الأخرى ـ بعد الاعتداء الجوي على قافلة المساعدات؟

الهلال الأحمر السوري والهيئة الدولية للصليب الحمر والصليب الأحمر الألماني قررنا وقف قوافل المساعدات لثلاثة أيام. في هذه الفترة نريد دراسة الوضع. كما أننا حددنا هذه الفترة الزمنية، لأنه ليس خيارا أن نوقف المساعدات.

في سوريا يعيش نحو نصف مليون في مناطق فعلا محاصرة لا يمكن لهم الخروج منها ولا تدخلها المساعدات. وهؤلاء الناس يحتاجون بالطبع إلى مساعدة ملحة. كما أن خمسة ملايين سوري إضافيين يعيشون في مناطق يصعب الوصول إليها. فهي مناطق غير محاصرة، ولكن من أجل الوصول إلى أولائك الناس يجب تجاوز خطوط جبهات عدة. وهذا يتطلب إجراء مفاوضات معقدة. لكن هؤلاء الخمسة ملايين سوري يحتاجون لمساعدة فورية.

أضف إلى ذلك أكثر من عشرة ملايين سوري آخرين يعتمدون على المساعدة الإنسانية، وبالتالي لا يحق لنا السقوط في التفكير الذي يقول بما أننا لسنا قادرين على مساعدة المحاصرين، فلا يمكن لنا تقديم المساعدة للآخرين.

ما هي حسب رأيكم أهم الشروط لضمان عمل منظمات الإغاثة في المستقبل؟

الاعتداء على قافلة المساعدات في حلب برهن على أن المساعدة الإنسانية يتم استغلالها بقوة في النزاع. وهذا خطر كبير، لأنه لا يمكن لنا تقديم المساعدة إلا بتوفر حد أدنى من الأمن وأن تلتزم أطراف النزاع بالقانون الإنساني الدولي. فالخلط بين السياسة والمساعدة الإنسانية يشكل خطرا كبيرا ـ لموظفينا والناس الذين يعولون عليهم.

كريستوف يونين هو مدير فريق التعاون الدولي في الصليب الأحمر الألماني.

في بؤرة الاهتمام العالمي تقع حلب. فالمدينة المُقسمة أضحت رمزاً لفظاعات الحرب. وفي القسم الشرقي، الذي يحاصره النظام السوري، هناك نقص في كل شيء: الماء، الطعام، المسكن، العلاج الصحي. يعيش في ظل هذه الظروف المأساوية حوالي 100 ألف طفل.

إلى جانب حلب هناك 18 مدينة (كمدينة مضايا في الصورة) وهي منطقة مقطوعة كلياً عن العالم الخارجي. وحسب بيانات الأمم المتحدة يقطن في هذه المدن والمناطق المحاصرة ما يقارب 600 ألف مواطن. يشترك كل أطراف النزاع في استخدام الحصار كسلاح في الحرب. إدخال المواد الإغاثية الإنسانية إلى بعض المناطق يتطلب موافقة الحكومة السورية، وكثيرا ما ترفض منح التراخيص لذلك مرة تلو الأخرى.

كانت داريا من أولى المدن المنتفضة ضد النظام السوري في عام 2011. تحصن فيها مناهضو النظام السوري. وقام النظام بفرض الحصار عليها ما يقارب أربع سنوات وترك قاطنيها يتضورون جوعاً. في آب/ أغسطس الماضي سلَم مناهضو الأسد المدينة، ورحلوا إلى مناطق المعارضة في إدلب (في الصورة).

ليس بوسع المشافي في سوريا بعد الآن تقديم الخدمات الطبية للمرضى. "قد لاتوجد ضمادات وأدوية مما يجعل القيام بعملية استئصال الزائدة الدودية أو عملية ولادة قيصرية أمرا شبه مستحيل"، كما يشتكي رئيس "منظمة أطباء بلا حدود في ألمانيا"، فولكر فيسترباركي.

يقول رئيس "منظمة أطباء بلا حدود في ألمانيا"، فولكر فيسترباركي إنه خلال خمسة أشهر الماضية تدمرت المشافي الثمانية في الجزء الشرقي المحاصر من مدينة حلب أو تعرضت لأضرار. القلة القليلة الباقية من الأطباء السوريين يخاطرون بحياتهم لعلاج المرضى. "ليس الأمان موجوداً في أي مكان"ـ يضيف فيسترباركي.

الوضع جد مأساوي في القسم الشرقي من مدينة حلب، المحاصر من قبل النظام السوري وحلفائه. يعيش هناك حوالي 300 ألف شخص. وقد دمر القصف اليومي لطائرات النظام السوري والطائرات الروسية آلاف المنازل. في الأسبوع الماضي وحده لقي أكثر من مائة إنسان مصرعهم نتيجة هذا القصف.

أهم أخبار العالم

Comments

عاجل