المحتوى الرئيسى

«مبلط سيراميك» في الصباح وفنان بالمساء.. «متعب» يحوّل الخردة لتحف قيمة

09/22 10:15

لاتعرف القطع بين أنامل يديه عمر افتراضي، فهي غالية ونفيسة الثمن والهيئة بلمساته، فالخردة بين يديه تجد حياة جديدة لها، تتحول من شكل تقليدي، فقد معالم الحياة بعد أن أدى وظيفته الأولية التي صنع من أجلها، إلى تحفة فنية غير متوقعة، فتتبدل الساعة بين يدية لسيارة ودراجة وموتور.

الساعة القديمة بين يديه تتفكك فيصبح الحجر ضوء إنارة والإطار مقاعد، خطوة تلو الأخرى حتى تصبح بقايا الساعات القديمة بين يديه سيارة تراثية تتسم بالإبداع والفخامة في ذات الوقت، فهي لغز يبرع في تنسيقه وتركيبه فيصبح تحفة فريدة من نوعها لا يوجد منخت اثنين في العالم، تحف نجح في نسج أطرافها بإبداع دقيق بطله الشاب السوري متعب سليمان.

اختار "متعب" الطريق الشاق وأكمله، وتوقف في دراسته عند الصف الثامن، بعد أن أصبح أسيرًا لأقلامه ورسمه فبات يحفر على الخشب ويرسم على الزلط ويبني الأكواخ من أعواد الأيس كريم، ويروي عن رحلته من سوريا إلى لبنان خلال حواره لـ"التحرير، قائلًا" :بسبب أوضاع الحرب سافرت من أربع سنوات، لكن العمل لم يكن متوفر فكان وقت الفراغ أطول من وقت العمل بدأت أثقل من حبي للفن من خلال صفحات مشاهير فن التصغير حول العالم، وفي طريقي تعلمت فن الخردة وكيف لقطع صغيرة أن تصبح تحف قيمة، وكل فن من هما له قواعده الخاصة".

ويقوم فن الخردة بتوظيف القطع في مكانها المناسب حسب الموضوع، مثال السيارة التي تعد واحدة من أقرب التحف لـ"متعب"، ويقول: "إذا أردت أن أبدأ بالعمل عليها بفن الخردة أحضر صورة السيارة، وأفحص الخردة الموجودة وأبدأ أقارب قطع الخردة للقطع الموجودة بالسيارة وأطبقها مثل تركيب المكعبات، أما إذا كنت سأنفذها بفن المصغرات فيختلف الوضع، كوني أبدأ بفصل القطع بحسب مقاس معين وقطع أدق".

ما ليس له قيمة بأسواق الخردة يحوله "متعب" بلمساته الفنية لقطع ذو قيمة فريدة من نوعها، فيروي أنه يذهب كل أحد لسوق الخردة وبه قطع كهربائية مستعملة وبأسعار رخيصة فهو سوق للفقير بالدرجة الأولى، ويقول "القطع التي احتاجها لا أحد يعيرها أهمية، ومع تطور الأعمال بدء بالفعل الطلب على هذه القطع من الدول المختلفة".

على الرغم من ندم "متعب" على تركه للدراسة، إلا أنه حاول تعليم نفسه بدورات تدريبية في برامج التصميم واللغة الإنجليزية، لكن بعد الحرب وذهابه للبنان لم يجد فرص عمل كمصمم مثل التي كان يشغلها في سوريا، ويعلق: "للأسف في لبنان يهتمون بالشهادات بشكل كبير جدًا واسم المهندس والمصمم، وأنا يعتبرونني نازحًا فقيرًا، بجانب أن التعليم غالي وأنا بحاجة للعمل ولا يمكنني طرقه لتكمله التعليم".

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل