المحتوى الرئيسى

قصة النهاية المحذوفة لفيلم «البريء» بأوامر سيادية

09/21 18:06

كان فيلم "البريء" مغامرة خطيرة لكل من شارك فيه، نظرًا للقلاقل الأمنية التي أثارها، فلم يكن مجرد عمل فني يناقش حياة القهر للمعتقلين داخل السجون المصرية، إنما كان من أفضل الأفلام التي ناقشت الصراع النفسي داخل الإنسان، صراع الخير والشر، صراع الجهل والعلم، وكانت النهاية المخططة له هو نصرة الحق، وإنزال أقسى عقوبة عن الظالمين، لكن الرقابة حالت دون ذلك، وتم حذف النهاية الأصلية، واستبدالها بأخرى غير منطقية.

فكرة الفيلم جاءت إلى المؤلف وحيد حامد، بعد مشاركته في مظاهرة فترة السبعينيات، وتعرضه للضرب بالعصا على يد جندي أمن مركزي، تبين أنه من أبناء قريته، فسأله: «أستاذ وحيد هو أنت من أعداء الوطن؟!»، وهي نفس الجملة التي اقتبسها المؤلف في فيلم «البريء»، وبنى عليها السيناريو، ليرصد ما يحدث داخل المعتقلات والسجون، وما يحدث أيضًا داخل النفس الواحدة.

وفي 1986 أُنتج الفيلم بعدما تم الاستقرار على أحمد زكي لتجسيد دور البطل «أحمد سبع الليل»، ابن القرية غير المتعلم، الذي يقضي فترة تجنيده في أحد المعتقلات، ليشهد ألوانًا من التعذيب البدني والنفسي يتعرض له المعتقلون بحجة أنهم «أعداء الوطن»، كما أخبره قائده.

حضر وزير الثقافة ورئيس الأركان ووزير الداخلية حينها لمشاهدة الفيلم في مدينة السينما، وبعد الانتهاء من مشاهدته، تم تشكيل لجنة تتضمن 3 وزراء، هم: وزير الدفاع الأسبق المشير عبد الحليم أبو غزالة، ووزير الداخلية الأسبق أحمد رشدي، ووزير الثقافة الأسبق أحمد هيكل، وصدرت الأوامر بتغيير النهاية، وحذف بعض المشاهد، لكن الفيلم منع من العرض بعد شهرين فقط حينما اندلعت أحداث الأمن المركزي، التي كادت تقضي على النظام آنذاك، وظل قرار المنع قائمًا لمدة 20 عامًا تقريبًا، بسبب التحقيق في أمر تصوير الفيلم داخل معتقل حقيقي عسكري.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل