المحتوى الرئيسى

انتخابات الأردن.. حمية العشيرة وأحاديث الشراء والتزوير

09/21 04:45

وقد قررت الهيئة المستقلة للانتخاب إلغاء الاقتراع في دائرة بدو الوسط بعد سرقة مجهولين ثمانية صناديق، حيث تقرر تأجيل الانتخاب فيها لوقت لاحق.

وهذه العملية تحمل دلالات وتؤشر -بحسب مراقبين- على خلافات طفت على السطح في فهم نظام القائمة النسبية المفتوحة التي تضم شخصيات فردية، وتقتصر على ما بات تعرف بـ"الحشوات"، أي شخصيات لملء الفراغ.

وأكد رئيس الهيئة المستقلة للانتخاب خالد الكلالدة عزمه على محاربة التزوير في الانتخابات بكل الأشكال، وتغيير الصورة النمطية في ذهن المواطن الأردني عن سرقة صناديق أو نقلها لمكان آخر "في إشارات توحي بالتزوير كما حدث في دورات سابقة".

وتوعد الكلالدة كل الأشخاص المتورطين في حادثة دائرة بدو الوسط وتقديمهم للعدالة.

وقد تم تقديم 56 شخصا آخر للمدعي العام لارتكابهم مخالفات انتخابية كانتحال شخصية أو تصوير دفاتر الاقتراع.

وأشار الكلالدة إلى تغيير 29 رئيس لجنة وعضوا خلال العملية الانتخابية بعد ارتكابهم مخالفات انتخابية.

وقد تحدثت قائمة التحالف الوطني للإصلاح التابعة للحركة الإسلامية في الأردن عن مخالفات وخروق شابت العملية الانتخابية.

ومن ضمن هذه المخالفات التأثير في إرادة الناخبين وطرد عدد من مندوبي المرشحين وشراء الأصوات العلني وسهولة إزالة الحبر اللاصق، حسب القائمة.

وقالت القائمة إنه تم العثور على صناديق فارغة في غرف خاصة مغلقة تحمل ذات الأرقام التسلسلية للصناديق المستعملة في الاقتراع.

وقد ردت الحكومة الأردنية بأن القضاء هو المختص بتأكيد صحة هذه الاتهامات أو نفيها، لكنها قالت إن الصناديق الفارغة هي "صناديق احتياطية بحتة" كانت مهيأة للاستخدام في حال امتلاء الصناديق الرئيسية بأوراق الاقتراع.

وما يؤرق جميع المشاركين في القوائم النسبية المفتوحة البالغ عددها 228 هو شراء الأصوات أو ما وصفته الحكومة بـ"المال الأسود".

ويعزو بعض السياسيين "عدم محاربة الأجهزة الأمنية والحكومية هذه الظاهرة" إلى الرغبة في زيادة نسبة التصويت بالانتخابات ومؤازرة مترشحين مناصرين للحكومة وأجهزتها على حساب الإسلاميين واليسار وحتى المستقلين.

وقد كان مستوى الإقبال ضعيفا، حيث بلغ العدد النهائي للمصوتين نحو 1.5 مليون ناخب بنسبة مشاركة بلغت 36%.

ويؤكد الكاتب الصحافي فهد الخيطان حق الناس في الخشية من التزوير، نظرا لعبث أياد سابقة بإرادتهم.

لكنه يرى أن عمليات التزوير صارت من الماضي، مشيرا إلى أن الدولة لا يمكنها أن تقبل بعمل أخرق من هذا القبيل لأن عواقبه وخيمة.

من جانبه، قال الناطق باسم التحالف الوطني للإصلاح التابعة للحركة الإسلامية علي أبو السكر إن التردد بدا واضحا في مشاركة المواطنين بشكل فاعل في هذه الانتخابات نظرا للانطباع السلبي عن الانتخابات السابقة "والتي شابها التزوير باعتراف الحكومات المتعاقبة وحالة التردي في مستوى المجالس السابقة".

وبالمحصلة، فإن قوة العشيرة بدت واضحة في الانتخابات الحالية، إذ تصدرت دائرتا بدو الجنوب والشمال أعلى نسب الاقتراع بواقع 83% و71% على التوالي، بحسب مركز راصد لمراقبة الانتخابات.

وجاءت محافظتا العاصمة والزرقاء الأقل نسبة بواقع 23% و25% على التوالي، وفقا لذات المركز.

أهم أخبار العالم

Comments

عاجل