المحتوى الرئيسى

أقباط: الكنيسة لعبت دور سياسي بنيويورك

09/21 14:19

انتقدت شخصيات مسيحية ، الدور الذى تلعبه الكنيستان "القبطية والأرثوذكسية " فى دعم النظام الحالى ، وذلك بعد دعوتهما للحشد والتجمع للترحيب بالرئيس عبد الفتاح السيسى أمام مقر إقامته أو أمام مقر الأمم المتحدة فى نيويورك

رافضة الزج بالكنيسة في دهاليز السياسة واعتبرتها تقوم بدور "الحزب السياسي"، فيما أشادت شخصيات أخرى بها، واعتبرتها "دورا وطنيا".

ووصل السيسي إلى نيويورك، الأحد الماضي، للمشاركة في فعاليات الدورة الـ21 لاجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، التي تنعقد تحت عنوان: "قمة الأمم المتحدة المعنية باللاجئين والمهاجرين".

وقبيل أيام من وصوله، صدر بيان مشترك عن المقر البابوي (التابع للكنيسة القبطية الأرثوذكسية) في الولايات المتحدة وإيبرشيتي نيويورك ونيو إنجلاند، تضمن دعوة إلى استقبال السيسي والترحيب به خلال زيارته إلى نيويورك، مؤكدا اهتمام البابا تواضروس الثاني بالزيارة، وقيامه بإرسال وفد كنسي برئاسة الأنبا يؤانس والأنبا بيمن (رجلي دين بارزين) إلى نيويورك لإقامة الترتيبات اللازمة لهذه الزيارة بحسب وكالة الأناضول .

كما صدر بيان رسمي عن الكنيسة الإنجيلية في مصر تضمن الإعلان عن إرسال وفد تابع لها إلى نيويورك لاستقبال الرئيس المصري هناك والترحيب به، مطالبة أبناءها في الخارج بدعم السيسي والاقتصاد المصري.

وبالتزامن مع وصوله إلى نيويورك، الأحد الماضي، ظهرت صورة ضخمة للبابا تواضروس بجوار صورة للسيسي في لافتات رفعها مسيحيون جاءوا للترحيب بالرئيس المصري، أمام مقر إقامته في نيويورك، قبل أن يتكرر المشهد ذاته، مساء أمس الثلاثاء، أمام مقر الأمم المتحدة؛ حيث ألقى الرئيس المصري كلمة بلاده أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة.

وكان لافتا في مقابل الحشود التي خرجت للترحيب بالسيسي، حشود أخرى مناوئه له خرجت استجابة لدعوات من شخصيات معارضة للنظام المصري تقيم بالخارج، وأظهرت مقاطع فيديو تم بثتها عبر مواقع التواصل الاجتماعي مشاحنات بين الحشود المحتفية بالرئيس وتلك المناوئه له.

الحشد الكنسي الداعم للسيسي في نيويورك لاقى رفضا واسعا من قبل عدد من الشخصيات المسيحية.

ومن هؤلاء جمال أسعد، المفكر المصري المسيحي، الذي قال إن ما تقوم به الكنائس هو "موقف سياسي ليس له علاقة بالدور الوطني؛ فالوقوف مع رئيس أو ضده عمل سياسي موكل للأحزاب السياسية".

وأضاف أسعد، للأناضول: "مرفوض تسخير الدين لصالح السياسة، وما يحدث من حشد مسيحي هو تعبير عن تفرقة وفرز طائفي ليس في مصلحة السيسي، وهذا مُضر بالكنيسة التي يجب ألا تتدخل في السياسة".

ومتفقا في الرأي مع سابقة، قال، رفعت فكري، وهو أحد قساوسة الكنيسة الإنجيلية في مصر: "لا يجب على الكنيسة أن تتخذ موقفا سياسيا يدعم ويعارض، ولكن يجب أن تترك لأبنائها الحرية كأفراد أن يتخذوا هذا الموقف أو ذاك".

وتفعلا مع هذه الأحداث، دشن معارضون للحشد والزج بالكنيسة في السياسة "رسالة مفتوحة" على الإنترنت وجهوها للنظام والكنائس، مطالبين بإبعاد المؤسسات الدينية عن المعادلة السياسية، وارتفع عدد الموقعين عليها حتى الساعة 17:30 تغ من يوم أمس الثلاثاء إلى نحو 800 شخص أغلبهم مسيحيون.

وجاء في الرسالة، التي اطلعت عليها "الأناضول": "أثارت دعوات الكنائس المصرية، خاصة الكنيستين القبطية ‏الأرثوذكسية ‏والإنجيلية، لحشد المصريين المسيحيين بأمريكا لدعم الرئيس ‏السيسي أثناء ‏حضوره اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، جدلا بين ‏مؤيدين ‏لدعوات الكنائس".

وأضافت: "إننا نرى أنه منذ خطاب 3 يوليو 2013 أن النظام الجديد ‏استحسن الزج بالكنائس ‏المصرية في المعادلة السياسية كممثلين -وحيدين- عن عموم ‏المواطنين المسيحيين، ‏وتجلى ذلك في تشكيل لجنة الخمسين لتعديل دستور 2012؛ حيث ظهرت ‏الكنائس ‏الثلاث كممثلين عن عموم مسيحيي مصر". ‏

وتابعت: "لا يصح أن نقبل أن تقوم الكنيسة سواء بناء على عمل طوعي منها أو بطلب ‏من ‏النظام أن تتعامل مع المواطنين المصريين المسيحيين بمنطق الشحن والتعبئة، ونشدد على رفضنا أن تتصدر الكنائس المصرية ‏مشهد ‏الحشد والتعبئة لمظاهرات سواء داعمة أو مناهضة للرئيس؛ وهو أمر يمثل ‏خروجًا ‏عن القواعد الديمقراطية وإقحام للدين في السياسة".

وحذرت الرسالة ذاتها "من خطورة استمرار الزج بالمؤسسات الدينية بشكل عام، والكنائس ‏بشكل ‏خاص، في المعادلة السياسية وسط مجتمع يعاني من أزمة طائفية بالأساس"، مناشدة "الكنائس المصرية بضرورة الابتعاد عن السياسة والاكتفاء بالدور ‏الروحي ‏والديني المنوط بها".

وتطرقت الرسالة لأوضاع المسيحيين المصريين، قائلة: "رغم العلاقة الدافئة بين النظام القائم والكنائس المصرية، ظل بسطاء ‏المواطنين ‏المسيحيين، وخاصة في القرى والنجوع ومحافظات الجنوب، يعانون من ‏العنف ‏الطائفي والتمييز".

وفي مقابل الاتهامات التي طالت الكنيسة بـ"الانغماس في السياسة" بسبب الحشود المرحبة بالسيسي، خرجت أصوات مسيحية أخرى مرحبة بهذه الحشود.

وقال مكاريوس ساويرس، كاهن كنيسة مار جرجس بالولايات المتحدة، بـ"جيرسى سيتى"، التي تتبع الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، وهو أحد المنظمين لتلك الحشود المسيحية، مخاطبا السيسي، منتقدا "من يحرضون على عدم الخروج، ويتطاولون بالشتائم على الآباء الأساقفة والآباء الكهنة وعلى البابا البطريرك (تواضروس)"، مضيفًا: "ليس فى الشتائم شيء من الرجولة والمروءة ولا الشهامة والنخوة".

ورفض اتهامات الانغماس بالسياسة، الموجهة للكنيسة، مضيفا في بيان نشره عبر صفحته بموقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، الثلاثاء: "ليس معنى لطفنا وأدبنا مع رئيسنا أننا نعمل فى السياسة أو إننا مأجورون كغيرنا (لم يسمهم) ممن يتقاضون آلاف الدولارات وليست لهم وظيفة غير تشويه مصر (...) لم يستأجرنا أحد ولن يجرأ أن يساومنا أحد على كرامة وسمعة ورئيس مصر، فحبنا لمصر دائم جزء من عقيدتنا الدينية".

وفي 30 أغسطس الماضي، أقر مجلس النواب المصري (البرلمان) بشكل نهائي قانون بناء وترميم الكنائس، وعلى خلاف ما كان معمولا في السابق، استبعد القانون الجديد شرط موافقة الجهات الأمنية على طلبات بناء الكنائس في البلاد، ووضع حدا زمنيا للبت في الطلب لا يزيد عن 4 أشهر.

ورغم ترحيب الكنائس المصرية بالقانون، إلا أن نشطاء مسيحيين قالوا إنه لا يزال يفرض قيودا على حرية بناء الكنائس.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل