المحتوى الرئيسى

ليبيا تصدر أول شحنة نفط من راس لانوف منذ 2014

09/21 13:14

غادرت ناقلة نفط ميناء راس لانوف الليبي، فيما تستعد ناقلة ثانية للتحميل في أحد الموانئ الأربعة التي سيطرت عليها القوات الموالية لخليفة حفتر يومي 11 و12 سبتمبر/ أيلول. وإعادة فتح ميناء راس لانوف للتصدير تقدم مهم للحكومة التي تدعمها الأمم المتحدة في طرابلس في إطار سعيها لبسط سيطرتها وتوحيد الفصائل المسلحة المتناحرة والعمل على استقرار الاقتصاد.

وترك الصراع المسلح والنزاعات مرافق النفط الليبية تحت سيطرة فصائل شتى وخفض الإنتاج إلى نحو 200 ألف برميل يوميا من 1.6 مليون برميل يوميا قبل الإطاحة بمعمر القذافي في 2011. وانتزعت قوات حفتر السيطرة على الموانئ من يد جماعة مسلحة منافسة سيطرت عليها لأكثر من عامين.

ورغم أن حفتر يعارض حكومة الوفاق الوطني التي تدعمها الأمم المتحدة حتى الآن، فإن المؤسسة الوطنية للنفط التي تديرها الدولة قالت إنها ستبدأ التصدير على الفور ورحبت بأي تعهد من قوات حفتر بالسماح للمؤسسة بالسيطرة على الموانئ.

بدأ هجوم القوات الحكومية لاسترجاع مدينة سرت من مقاتلي تنظيم داعش في 12 مايو/أيار الماضي، وهي المدينة التي تحولت إلى معقل للتنظيم الإرهابي في ليبيا. عملية "البنيان المرصوص" تشنها حكومة الوفاق الوطني المدعومة من الأمم المتحدة بدعم من الضربات الجوية الأمريكية.

بعد سيطرة القوات الليبية على مواقع محيطة بالمدينة الساحلية، تحولت الاشتباكات مع التنظيم إلى حرب شوارع. مقاتلو داعش محاصرون حاليا في منطقتين وسط سرت، تُستهدفان أيضا من قبل البحرية الليبية. ونفى مسؤولون هناك أن يكون بين المقاتلين أجانب. "الليبيون فقط يقاتلون على الأرض". يقول محمد الغسري ل DW، وهو متحث باسم الجيش.

في الوقت الذي تلعب فيه الضربات الجوية الأمريكية دورا رئيسيا في الهجوم ضد داعش، تحولت هذه الدبابات الروسية الصنع إلى سلاح لا غنى عنه في استهداف مواقع القناصة والسيارات المفخخة والعبوات الناسفة.

يقول المقاتلون الليبيون إنه من المستحيل اعتقال مقاتلي داعش، لأن الكثير منهم يرتدي أحزمة ناسفة ويفضلون الموت خلال القتال على أن يتم إلقاء القبض عليهم أحياء. وقتل أكثر من 400 مقاتل ليبي منذ بدء عملية "البنيان المرصوص" في شهر مايو/أيار الماضي، بينما لم يعلن داعش عن خسائره.

رغم أن معظم القوات الليبية المنتشرة في سرت تنحدر من مصراتة، إلا أن هناك مقاتلين من مناطق ليبية أخرى. تنامي نفوذ داعش يثير المخاوف في بلد تحكمه ثلاث حكومات: واحدة في الشرق وأخرى في الغرب، بالإضافة إلى السلطة التنفيذية المدعومة من الأمم المتحدة. وكل طرف من هؤلاء له قوات مسلحة على الأرض.

الأطباء في سرت يعملون كمتطوعين في دوامات مرهقة من أجل استيعاب التدفق الكبير من المقاتلين الجرحى. سيارات الإسعاف والمشافي الميدانية، كهذا المشفى الظاهر في الصورة تستهدف أيضا من تنظيم داعش.

يقول الأطباء الذين يشتغلون على أرض المعارك إنهم عاينوا حالات لمقاتلين أصيبوا في الحنجرة أو الصدر أو حتى الرأس، فعلى ما يبدو يستهدف قناصة داعش هذه الأعضاء حتى يصاب المقاتلون بالشلل الرباعي إن بقوا على قيد الحياة، وبالتالي لن يكونوا قادرين على القتال مجددا. كما يقول الدكتور مصطفى شرفو من المستشفى الرئيسي في سرت لـDW.

معظم الحالات الحرجة يتم نقلها بشكل يومي عبر الجو إلى مصراتة. وقال مسؤولون رفيعو المستوى لDW إن معظم المعارك في سرت تم تعليقها هذا الأسبوع بسبب العدد الكبير من الجرحى الذين يتلقون العلاج في مستشفى مصراتة. وتتسبب الألغام التي يزرعها تنظيم داعش، في المناطق الخاضعة له، في خسائر كبيرة في صفوف المقاتلين الليبيين.

لا توجد شبكة هاتف في مدينة سرت حتى خلال الفترات التي يتوقف فيها القتال وهو ما يحدث نادرا. وبينما يختار المقاتلون القادمون من مصراتة الذهاب إلى منازلهم لزيارة عائلاتهم، يعيش من يتوجب عليهم البقاء في سرت في ظل غياب أبسط مرافق الراحة وسط أنقاض المعارك.

المقاتلون الليبيون في سرت على قناعة بأنهم سوف يستعيدون السيطرة على المدينة. "نعقتد أنه لا يوجد أكثر من 50 مقاتل من داعش داخل المناطق الخاضعة للتنظيم، ما يعني أننا قد نستعيد السيطرة على المدينة في غضون الأيام المقبلة". يقول عمر زيداني وهو مقاتل من مصراتة لـDW.

وقال عمران الفيتوري، منسق عمليات استقبال شحن النفط في الميناء، "هذه أول شحنة من النفط يتم تصديرها من ميناء راس لانوف منذ تشرين الأول/ نوفمبر 2014" حين شهد الهلال النفطي معارك بين جماعات ليبية متنازعة للسيطرة على هذه المنطقة التي تضم أربعة موانئ رئيسية.

وكانت قوات مناهضة لحكومة الوفاق الوطني بقيادة المشير خليفة حفتر شنت قبل نحو عشرة أيام هجوما على المرافئ النفطية، وتمكنت خلال ثلاثة أيام من السيطرة على كامل المنطقة بعد طرد جهاز حرس المنشآت التابع لحكومة الوفاق منها.

أهم أخبار العالم

Comments

عاجل