المحتوى الرئيسى

بالرصاص والدقيق والفازلين والكاتشب.. أحمد رجب شاب مصري يفجر موهبته بالرسم

09/20 20:34

الرسم لا يعرف ورقة وقلما فقط بين يديه، فكل ما تقع عليه عينه هو مكان مؤهل أن يحوله بقلمه وألوانه إلى لوحة فنية فريدة من نوعها، اشتهر بأحمد تشكيلس لرسمه البورتريهات التي تعد أصعب أنواع الفنون على حبات اللبان التي لا يتعدى حجمها عقلة الأصبع، وعلى البيض وقشرته الخارجية وحبات اللب يبحث في كل ما يقابله عن لوحه مرسومة بدقة بالغة، يتحدى نفسه المرة تلو الأخرى في دقة عمله الفني ومدى معرفة الناس بالشخصية التي يرسمها.

ساعات طويلة يقضيها أحمد رجب في محل والده يبيع فيه الحلوى ومواد البقالة المختلفة، بدأ يشغل وقته بفنه، لكن يبحث عن تحدٍ مختلف كل يوم، تارة يستخدم الشيبسي، اللبان وأخرى اللب، ليصل إلى عمق فن التصغير والرسم على مكونات متناهية في الصغر لإثبات قدراته على فن البورتريه، الذي أتقنه خلال الأربع سنوات الماضية.

اختار أحمد صاحب الأربع وعشرين عامًا، أن يكون وقته لفنه فقط، فترك دراسته للسياحة والفنادق في عامة الثالث بالكلية، بدأ يتقن فنه أكثر وأكثر بشكل خاص، علّم نفسه لم يحصل على محاضرة أو يعلمه فنان، فقط بات يبحث ويشاهد حتى خطى أولى خطواته في إتقان ما يحب فعليًا، بعد أن خسر حلمه في دخول كلية الفنون الجميلة حتى لو تعليم مفتوح، لم يستسلم وبات يطور من موهبته ينتقل من مستوى إلى آخر يجرب أقلام الرصاص والباستل وغيرها من الخامات المختلفة.

يروي أحمد رجب  لـ«التحرير»: «كنت باعمل تحد لنفسى فى صور أصعب من مستواى، وأحاول كتيرًا، وكل مرة كنت بتعلم حاجة جديدة، وطبعًا استفدت كتير لما عرفت جروبات رسم على (فيسبوك) وعرفت ناس بترسم بدأت أعرف الأدوات والخامات إللى ممكن أشتغل بيها، وأنواع الورق الكويس، وأفضل استخدامات وتأثيرات، وعملت جروب رسم فى إسكندرية أنا ومجموعة من أصدقائى وكنا بننزل كل يوم جمعة نشتغل مع بعض وكلنا كنا بنستفاد من بعض».

ورغم تجربة رجب لكثير من الخامات في الرسم يظل الرصاص من أعقد وأحب الخامات إلى قلبه، فجرب الرسم بتكتلات الشمع ثم مزجها بهواء مجفف الشعر الساخن ليخلق لوحة تحمل إبداع ألوان المجرات بسهولة ويسر، كما رسم بالفحم والباستل والأويل باستل والزيت وأقلام الألوان.

اتجه للرسم ليس لكونه موهبة فنية صعبة فحسب، لكن لكي يجد نفسه، لم يبحث وراء كبار الفنانين بقدر بحثه وراء ذاته، أن يجد راحته، فيرسم لكونه يريد الرسم وبهجته، حتى إنه خلال الأعوام الماضية لم يكن ينشر رسوماته، وكان يكتفي فقط بمشاركة أسرته، إلى أن اتخذ قراره بمشاركة أصدقائه ونشرها على «فيسبوك»، فيعلق: «تشجيع الناس والكومنتات كانت بتأثر فيا جامد، يعنى كانت بتدينى دافع إن أرسم حاجة جديدة عشان أشوف رد فعل الناس تانى هيبقى إيه، طموحي بقى إن أعمل حاجة تأثر فى الناس، وأبقى معروف بيها وأفيد أى حد حابب يتعلم الرسم».

ويواجه أحمد أزمة مع حبه لما يرسم وبين طلب لوحات محددة لرسمها، فيقع في حيرة بين الرسم من أجل المال ليكون مصدر رزق، وبين الرسم فقط من أجل راحته، رسم ما يحلو له، كما رفض أن يقف عند مرحلة الرسم التقليدي فحسب، بل انتقل إلى ألعاب الميك أب والزومي وفنون تغيير الملامح بأبسط المواد المتواجدة، فاختار ميك أب أفلام الرعب، لكن وقف أمامه أزمة الخامات كونها غر متواجدة في مصر إلا بشكل نادر جدًا، فاستبدلها بالدقيق والفازلين والكاتشب مع ألوان الماء.

ويشرح: «الدقيق والفازلين عشان كنت بحاول أعمل عجينة تبقى مرنة على الجلد ومتنشفش وتشقق، ويبقى سهل أعمل قطع وأعمل تأثير الدم، لكن فى عجينة بتييجى من بره مصر بتبقى لون البشرة بتتفرد على الجلد وتعمل طبقة زى الجلد بالظبط وبيتعمل فيها القطع وتبقى واقعية أكتر».

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل