المحتوى الرئيسى

هل قدّم النظام تنازلات للكنيسة؟

09/20 18:11

 دعت الكنيسة الأرثوذكسية في ولاية نيوجيرسي الأمريكية، في وقت سابق، الأقباط المقيمين بالولايات المتحدة إلى النزول في مظاهرات على نطاق واسع لدعم الرئيس عبد الفتاح السيسي، الذي يشارك في الجمعية العمومية للأمم المتحدة

 وألقى الأنبا يؤنس، والأنبا بيمن، كلمتين في الكنيسة، أكدا فيهما أن "السيسي" التزم بوعوده للكنيسة، ما بين بناء كنائس في مناطق العشوائيات بالسادس من أكتوبر، وتوفير مساحات شاسعة للكنائس بالعاصمة الإدارية الجديدة، وتأكيد أنه لا صحة لما يتردد عن بناء كنائس بلا صلبان.

 وأوضحا أن البابا أرسلهما لاستقبال الرئيس بشكل جيد، وأن عدد المسيحيين كبير في نيويورك ونيوجيرسي، فضلاً عن أن عدم النزول يعد بمثابة خطيئة.

 وأشار الأنبا يؤنس إلى أنه لا بد من مشاركة الجميع لخدمة أهلهم بمصر، كما أنه نوّه بأن شعبية السيسي انخفضت بسبب الاقتصاد، وأنهم خصصوا أتوبيسات لنقلهم لهذا الحدث.

وقال السفير إبراهيم يسري، مساعد وزير الخارجية الأسبق، إن "الحشد الذي قامت به الكنيسة بنيويورك لمساندة السيسي، يؤكد وجود مقايضة بين الكنيسة ونظام السيسي"، واصفًا الأمر بأنه "ليس له علاقة بالمواقف الوطنية، إنما هي مهمة سياسية بحتة، جاءت بتمويلات من بعض الجهات المؤيدة للنظام داخليًا وخارجيًا".

وأضاف يسري لـ"المصريون"، أن فكرة الحشد وتأييد الكنيسة للسيسي خارج مصر ليست "رد جميل" للنظام، كما يعتقد البعض للتمرير قانون بناء الكنائس، لكن هناك علاقة قوية بين السيسي والبابا تواضروس، موضحًا أن هناك عددًا كبيرًا من الأقباط ينتقدون قرار البابا بحشد أقباط المهجر لاستقبال الرئيس بأمريكا.

 وقال الدكتور طارق عبدالوهاب، الخبير السياسي، إن "دخول الكنيسة في العمل السياسي مرفوض؛ لأن هذا سيؤثر سلبًا على المجتمع المصري، بالإضافة إلى وجود رغبة لديها في التأييد المطلق للرئيس"، لافتًا إلى أنهم "يشتكون من اشتغال الإسلاميين بالسياسة، لكنهم بذلك لا يختلفون عنهم".

 وأضاف عبدالوهاب لـ"المصريون"، أن "ما تفعله الكنيسة يعد نوعًا من أنواع التطرف واقتحام مجال السياسة، وبالتالي هذا يؤكد وجود علاقة مشوبة بالمقايضة، وظهرت ملامحها أثناء تمرير قانون بناء الكنائس، موضحًا أن الأقباط العقلاء يعلمون أن ذلك يضرهم أكثر مما ينفعهم، وأن حقهم يجب الحصول عليه دون إبرام صفقات".

 وحذر عبدالوهاب، من خطورة استمرار الزج بالمؤسسات الدينية بشكل عام، والكنائس ‏بشكل ‏خاص، في المعادلة السياسية، وسط مجتمع يعاني أزمة طائفية بالأساس، وتحمل النظام والكنائس تبعات ذلك على بسطاء المواطنين المسيحيين الأقباط، ولا يخفى على أحد ما يعانيه المواطنون المسيحيون من أزمات جراء دخول الكنائس ‏كطرف ‏بالمعادلة السياسية، حتى لا يتحمل المواطنون المسيحيون خاصة في الصعيد ‏تبعات المواقف السياسية التي يتخذها قيادات الكنيسة، مناشدة الكنائس المصرية بضرورة الابتعاد عن السياسة والاكتفاء بالدور ‏الروحي ‏والديني المنوط بها.

من جانبه، قال المفكر القبطي الدكتور كمال زاخر مبررًا الحشد الكنسي لدعم السيسي إن "الرئيس ليس مجرد شخص عادي إنما هو رئيس أكبر دولة في الشرق الأوسط، بالإضافة للتهديدات التي تحاك بالوطن، وبالتالي يجب على الكنيسة الوقوف مع الرئيس لمواجهة هذا الخطر".

وطالب المهندس حازم عبدالعظيم، الناشط السياسي، البابا تواضروس، بعدم الدخول في مستنقع السياسة.

أهم أخبار متابعات

Comments

عاجل