المحتوى الرئيسى

من هو تشارلي روز الذي حاور ثلاثة رؤساء مصريين؟

09/20 21:00

كتبت - دعاء الفولي وإشراق أحمد:

لم تتوقف العلاقات المصرية الأمريكية، ومعها لا ينقطع الإعلام عن تغطية ما يحدث على مائدة البلدين وخلف الأبواب، بالزيارات والمحادثات، هدوءً وتصعيدا في العلاقات تتوجه الأقلام والكاميرات، غير أن وجها أمريكيا بات مألوفا طيلة 7 أعوام ماضية؛ تشارلي روز مذيع قناة PBS الأمريكية ظهر بالأمس وهو يحاور الرئيس عبد الفتاح السيسي في إطار زيارة الأخير لأمريكا للمشاركة في الدور الـ71 للجمعية العامة للأمم المتحدة، وما كان "السيسي" سوى الضيف الثالث بقائمة الرؤساء المصريين الذين استقبلهم المذيع الأمريكي الشهير، ليس محاورا فقط، بل طارحا فكر السياسة الأمريكية على طاولة الضيوف المصريين.

المذيع ورئيس التحرير التنفيذي لـبرنامج "تشارلي روز".. كذلك جاء تعريف محاور الرؤساء بموقعه الخاص، فهو صاحب برنامج "التوك شو" المسائي على قناة "بي. بي. أس" الأمريكية، على مدار ساعة يمسك "روز" زمام الحديث الدائر على مائدة النقاش لضيوفه المتنوعين ما بين السياسية والتاريخ والرياضة فضلا عن مشاركته في ساعات بث صباحية وطلته بقصص مختلفة.

"جمال لم يتكلم معي عن ترشحه للرئاسة".. كان ذلك دفاع الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك عن نفسه، حين سأله "روز" في حوارهما بأغسطس 2009، على خلفية تولي أوباما الحكم.

خلال الحوار ركز المُذيع بأريحية على المآخذ التي قيلت وقتها ضد نظام الحكم، إذ سأله عن حقوق الإنسان، متطرقا إلى محاولة مبارك لمنع ظهور مرشحين للرئاسة في الصورة غيره، ليستاء الأخير قائلا: "خلي حد يقرأ لك الدستور المصري والتعديلات اللي عملناها"، وعلّق مبارك على سؤال للمذيع -في حوار استمر قرابة الساعة- حول جماعة الإخوان المسلمين بأنهم لن يستطيعوا تشكيل حزب طالما سيقوم على أسس دينية.

ثلاث سنوات قبل أن يلتقي "تشارلي" بالرئيس محمد مرسي، ثم عامين ليحين الموعد الثالث بالرئيس عبد الفتاح السيسي. خلال لقاءات "روز" مع الثلاثة رؤساء المصريين اتسمت أسئلته بالجرأة. ففي نفس حوار المذيع مع "مبارك" سأله عن مدى التقدم الذي أحرزته مصر في القضية الفلسطينية، فتهكم "مبارك" من السؤال متعجبا كيف لم يقرأ عن الدور المصري، إلا أن "روز" كرر سؤاله مؤكدا أنه يسأل عن مدى التقدم الذي أنجزته المفاوضات بقيادة رئيس المخابرات وقتها، عمر سليمان، وليس الدور بشكل عام، فيما باغت الرئيس السابق محمد مرسي في حوار معه عام 2012 أثناء وجوده بنيويورك، حين قال: "أمريكا ومصر أصدقاء أم أعداء؟"، وكان ذلك عقب أيام من اشتباكات وقعت في 12 سبتمبر بالقرب من السفارة الأمريكية بمصر ، فرد الرئيس المصري بأنهما أصدقاء، ليكون السؤال التالي "وهل هما حليفان؟".

حوار "تشارلي" مع الرؤساء المصريين ليس الأول من نوعه مع مسؤولين عرب، فقد أجرى عام 2013 حوار مع الرئيس السوري بشار الأسد عام 2013 في معقله بدمشق.

خاض "روز" سجالا مع "بشار"، كان به الأقل حديثا لا ينبث إلا بسؤال أو كلمة، يستفيض بعدها "بشار" متحدثا عن أمريكا وأدلتها الكاذبة عن امتلاكه لأسلحة كيميائية ومحاربة الإرهابيين. اقتنص "روز" تفاصيل وتصريحات بعد عامين من الأحداث في سوريا، حصد على إثرها جائرة "ايمي" العالمية، ووضعت مجلة التايم الأمريكية اسمه بين أكثر 100 شخصية مؤثرة في العالم.

كما أن لقاء "تشارلي" برموز عالمية مهمة ليس جديدا، فمنذ التسعينات وأطل الجامع بين دراسة التاريخ والقانون –جامعة ديوك الأمريكية- على شاشة التليفزيون الأمريكي برصيد من المقابلات مع الحاصلين على جوائز نوبل من رجل السياسة والعلم والأدب، بلغ عددهم حتى الآن 33 شخصية.

نيلسون مانديلا، باراك أوباما، هيلاري كلينتون، بيل جيتس، محمد يونس –صاحب فكرة بنك الفقراء- ماري ستريب الممثلة الشهيرة، محمد البرادعي، أردوغان، الملك عبد الله الأردني.. وجوه عديدة بلغت 8625 ضيف التقاهم "تشارلي" حتى الآن منذ عمل بتليفزيون PBS عام 1991 كما جاء في الموقع الخاص به. ما بين سياسيين، وفنانين، وأصحاب قلم، ورياضيين، بمجال العلم والتعليم، والصحة والدين وكافة المجالات أقلها وأكثرها استيعابا يجوب ابن مدينة هندرسون الأمريكية، لا يكتفي بلعب دور المحاور بل المناقشة وتحليل الأفكار إن لزم الأمر.

غالبا ما تكون خلفية لقاءات "روز" باستوديو PBS سوداء، يقتطعها مائدة مستديرة يلتقي عليها مع ضيوف حلقاته، ولا يتغير المشهد اليومي من الاثنين حتى الجمعة، إلا بانتقال المذيع الشهير للقاء وجوه دولية مألوفة، كما حدث مع الرئيس السيسي بالأمس.

مرتان التقى فيهما المذيع المُخضرم بالرئيس عبد الفتاح السيسي، الأولى في أكتوبر 2014، وأُذيعت المقابلة بقناة سي.بي.إس. حينها كان "السيسي" قد تولى سدة الحكم منذ أشهر معدودة، لكن المذيع سأله عقب 8 دقائق من بدء الحوار عمّا إذا كان ما حدث في 2013 انقلابا عسكريا، ليأتي رد الرئيس أن تلك كانت إرادة المصريين الذين خرجوا ضد النظام السابق، وعقب دقائق أخرى وجّه "روز" سؤالا لـ"السيسي" عن إذا كانت جولاته بالدول العربية تُعبر عن استغنائه عن أمريكا؟، ليضحك الرئيس قائلا: "السؤال دة صعب جدا".

أهم أخبار منوعات

Comments

عاجل