المحتوى الرئيسى

"إنكار نسب" في شهر العسل

09/20 15:20

بوجه عابس ودمعة تظهر في العيون، تكاد تتمسك بأوصالها، وتخشى من السقوط، سار بجسده النحيل في طرقات واسعة متفرعة، يتطرق بشرود كافة تفاصيل المكان الذي يخطو فيه، ولا يؤثر على حركاته الثابتة مرور المارة ولا ضحكات السيدات، أو صراخ الأمهات.. غير مكترث إلا بشيء خفيّ لا يعلمه أحد سواه.

توقفت قدماه فجأة عند قسم شئون الأسرة، وبدأ يقرأ أوراق معلقة على الحائط؛ لينتظر مصيره في صفوف أسماء أخرى حتى يجد ما يبحث عنه، ثم جلس على أطراف درجات السلم المقابل لغرفة قاضي محكمة الأسرة بالزنانيري تحت لافتة مدون عليها "مكتب تسوية النزاعات الأسرية".

وبالاقتراب منه؛ كادت عيناه العميقتان، تلتهم ملامح وجه أي شخص، وبمجرد طلب الحديث معه؛ ابتعد بهدوء وكأنه خائف من افتضاح أمره.. ولكن بالإصرار على فك جموده والتخلص من قيوده؛ بدأ حديثه بكلمات متقاطعة، كانت أبرزها: "كيدهن عظيم".

وبكلمات متحفظة وابتسامه مائعة تعلو شفتيه، بدأ السائق المسكين يروي تفاصيل تواجده في هذا المكان وهو في حالة يرثى لها من هول موقف تعرض له على يد زوجته "العروس الجديدة"، مشيرًا إلى أنه كان يعتقد فيها مثال الشرف والعفة بعد أن اكتشف زيف أخلاقها، وسقوط ساتر خدعتها وغشاء براءتها.

وقال السائق المسكين، ذو الجسد النحيل، بملابسه البالية: "عشقتها من الوهلة الأولى عندما رأيتها في الطريق تمر كملاك بريء، ملامحها أضعف من الخداع، وعيونها أصدق من الحقيقة، وجدت فيها عمري حياتي، وتمنيت أن تحدثني مرة واحدة على الأقل".

وتابع : "بدأت أتتبع خطواتها حتى عرفت مقر إقامتها ، تخيلتها زوجتي ووجدت فيها الراحة بعد المشقة ولم أتوان في التوجه إلى أمي والتحدث معها لسرعة الخطبة وإتمام الزفاف".

وأكد: "عقب مشقة تمكنت من إقناع أمي التي كانت تجهز ترتيبات خطبتي من ابنة شقيقتها ، حتى جاءت معي إلى منزلها لخطبتها ، وخرجت الفتاة لتقابلني وتتعرف علي بوجود العائلة ولم تتحدث بكلمة .. كانت هادئة بطريقة مزعجة أخافت والدتي.. لكنها في نفس الوقت كانت بالنسبة إليّ قمة الحياء".

"وفي سرعة تكاد تخطف البرق؛ تمت زيجة عمري، وحلم حياتي، تخليت من أجلها عن نزواتي وعلاقاتي وعن كافة ما يثير اهتماماتي، وجدت فيها حياة كاملة مديدة، وتمنيت أن أذوب في عشقها.. كان حبي لها جارفا، وكانت ترد لي في المقابل القسوة والبرود، وكنت أظن ذلك بسبب سرعة إتمام الزواج.. لكن جاءت الرياح بما لا تشتهي السفن"- هذا حسب ما وصفه الزوج المكلوم -.

وأضاف: "فجأة وعقب مرور شهر من الزواج؛ بدأ جسدها ووجهها في الذبول، وبدأت عليها علامات الإرهاق، وعندما سألتها عن السبب؛ أخبرتني بحملها، لم يكن الخبر مفرحًا بالنسبة لها عندما أخبرتني به، كما أنه لم يفرحني، فوجهها مليء بالهموم، كما أنني تشككت في أمرها، إنها تبدو كمن تحمل في شهور أكثر".

وأشار الزوج إلى أنه بالتوجه إلى الطبيب؛ أخبرنا بحملها في الشهر الثالث.. وبمواجهتها؛ اعترفت الزوجة "رشا. م" 25 عامًا، أنها كانت على علاقة "غير شرعية" بأحد الشباب قبل فترة خطوبتنا، أوهمها بثرائه وحبه لها، وأخبرها أنه سيتزوجها، ونشبت بينهما علاقة آثمة استمرت ما يقرب من عام.

وأشارت في اعترافاتها أمامه.. إنه في إحدى المرات طلب حبيبها منها أن تقابله في أحد الفنادق الشهيرة؛ بغرض أن يقضى وقتا ممتعا معها، وتتناول الغداء معه، وعقب ذلك؛ طلب منها أن تصعد معه لتشاهد غرفته وتستلم هدية أحضرها لها تركها فيها؛ فوثقت في حديثه وكانت عمياءً بحبه، لكن الشيطان رافقهما، وأقنعهما بالرذيلة، وكان "ثالثهما" حتى سقطت في بئر الخطيئة.

كما أضاف الزوج أن السيدة التي أحب رقتها واختارها على خلق ودين ومن عائلة محترمة، تحولت أمامه لشيطان، خاصة عندما أكدت له أنه عقب ذلك بدأ الحبيب في ابتزازها وطلب مقابلتها؛ حتى لا يخبر أهلها، وكانت تطاوعه- غير مدركة لعواقب الأوامر- خشية الفضيحة.

وتابع أن زوجته أخبرته باستمرار علاقتها مع حبيبها السابق، شهورًا، وانتهت بمجرد أن تقدمت لها- حيث تزوجها في أقل من شهرين- وذلك لأن حبيبها السابق رفض الزواج منها، وقال لها: "عمري ما أتجوز واحدة مشيت معها".

نرشح لك

أهم أخبار حوادث

Comments

عاجل