"العالم يدق ناقوس الخطر في تركيا".. غموض حول قرار بريطانيا بغلق سفارتها لدواعٍ أمنية.. وتحذيرات خطيرة من عملية إرهابية وشيكة داخل بلاد الأناضول
أثار القرار بريطانيا، الأحد، بإغلاق سفارتها داخل العاصمة التركية أنقرة، شكوكًا كثيرة، لاسيما أنها لم تفصح عن أسباب مُعينة وراء هذا القرار المُفاجىء، ووضعت له غطاء معتاد بدعوى "أسباب أمنية" دون توضيح آخر.
خطورة القرار الذي تنتويه بريطانيا ليس في إغلاق السفارة، ولكن في التحذير الذي نشرته الحكومة البريطانية على موقعها الإلكتروني الرسمي، حين نصحت مواطنيها بعدم السفر إلى مسافة 10 كيلومترات من الحدود التركية مع سوريا وإلى مدينة ديار بكر جنوب شرقي البلاد.
الأخطر من ذلك هو أن القرار جاء بعد قرار ألماني مماثل، إذ قررت الجمهورية الألمانية غلق سفارتها مؤقتًا وجميع مكاتب القنصلية الأخرى وإحدى المدارس، بدعوى وجود مخاوف من وقوع هجوم محتمل، وفسرتها صحيفة "بيلد" الألمانية بإن تلك الخطوة تم إتخاذها كإجراء احترازي عقب علم وزارة الخارجية باحتمال وقوع هجمات على منشآت قنصلية في تركيا.
المُثير في القرار الألماني، هو تنبؤ برلين خلال مارس الماضي بوقوع عملية إرهابية في تركيا، وقيامها وقتها بغلق سفارتها في العاصمة التركية وقنصليتها العامة قبلها ببضعة أيام، بسبب وجود مؤشرات على هجوم وشيك محتمل.
وتوجه الإعلام الألماني إلى نفس الطرح وقتها، بتأكيد بعض الصحف أن عدة تنظيمات إرهابية قد توحدت وستقوم بضرب استقرار تركيا، من خلال ضرب مواقع رسمية وغير رسمية ومقار حكومية، والمصالح والسفارات الأجنبية والمناطق السياحية في البلاد.
وبعد أيام قليلة صدقت نبؤتها ووقع تفجير انتحاري في اسطنبول أودى بحياة 12 سائحًا، وتلاه حادث آخر في العاصمة التركية أنقرة أودى بحاية 37 شخصًا في تفجير إرهابي.
وتعيد تلك الوقائع للأذهان ما قامت به فرنسا خلال يوليو الماضي، بإعلانها أن البعثتين الدبلوماسيتين الفرنسيتين في المدينتين الرئيسيتين بتركيا ستغلقان حتى إشعار آخر، بسبب دواع أمنية أيضًا دون الإفصاح عن مزيد من المعلومات.
وبعد ساعات من ذلك القرار الغامض، فوجئ العالم بمحاولة انقلاب بعض قيادات الجيش التركي على الحكم، ألا أن الرئيس التركي استطاع السيطرة عليها سربعًا بقبضة حديدية، وهو ما فتح باب للتعويل أن فرنسا كانت على علم بالانقلاب التركي وتبنأت به من خلال الغلق المُبكر لسفارتها.
يرى الدكتور مختار غباشي، نائب رئيس مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، أن غلق السفارة البريطانية لدوعٍ أمنية دون الإفصاح عنها، له أكثر من سيناريو وتفسير، فقد يكون بسبب العمليات الإرهابية الطاحنة التي تضرب تركيا ودول أوروبا على حد سواء، وما يجعل دول العالم في حالة تأهب مستمر.
وأشار إلى أن هناك احتمالية تخوف بعض الدول من بطش أردوغان عقب العملية الانقلابية الأخيرة، وقيام حكومته باعتقالات موسعة لبعض الأجانب بدعوى الاشتباه في انضمامهم إلى تنظيم داعش والتخطيط لتنفيذ عمليات إرهابية في أنقرة، وهو ما يثير تخوفات الدول الغربية.
وأضاف: "ولا يمكن إغفال تزامن بعض العمليات الإرهابية السابقة مع غلق الكثير من الدول لسفاراتها بأنقرة، والذي يشي في الوقت ذاته بإن بريطانيا قد تكون أغلقت سفارتها بسبب علمها المُسبق بإمكانية وقوع عملية إرهابية قريبة في الأراضي التركية".
وأوضح أن إغلاق السفارات لا يؤثر بشكل كبير في تركيا، لأنه يكون مؤقتًا لفترة بعينها، ولا تلبث وتعود الدول لفتحها مرة أخرى، ألا أنها تهز فقط صورة الأمن التركي أمام دول العالم، في ظل تعرضه لعمليات إرهابية على أرض الواقع.
ولم يستبعد الدكتور مصطفى زهران، الباحث في الشؤون التركية، احتمالية وصول معلومات استخباراتية إلى بريطانيا تفيد بوقوع عمليات إرهابية محتملة وقريبة داخل الأراضي التركية، الأمر الذي دفعها إلى تأمين سفارتها وإعلان اعتزام غلقها مُبكرًا.
Comments