المحتوى الرئيسى

"العالم يدق ناقوس الخطر في تركيا".. غموض حول قرار بريطانيا بغلق سفارتها لدواعٍ أمنية.. ‏وتحذيرات خطيرة من عملية إرهابية وشيكة داخل بلاد الأناضول

09/19 16:12

أثار القرار بريطانيا، الأحد، بإغلاق سفارتها داخل العاصمة ‏التركية أنقرة، شكوكًا كثيرة، لاسيما أنها لم تفصح عن أسباب مُعينة وراء هذا القرار المُفاجىء، ووضعت له غطاء معتاد ‏بدعوى "أسباب أمنية" دون توضيح آخر.‏

خطورة القرار الذي تنتويه بريطانيا ليس في إغلاق السفارة، ولكن في التحذير الذي نشرته الحكومة ‏البريطانية على موقعها الإلكتروني الرسمي، حين نصحت مواطنيها بعدم السفر إلى مسافة 10 ‏كيلومترات من الحدود التركية مع سوريا وإلى مدينة ديار بكر جنوب شرقي البلاد‎.‎

الأخطر من ذلك هو أن القرار جاء بعد قرار ألماني مماثل، إذ قررت الجمهورية الألمانية غلق سفارتها مؤقتًا وجميع مكاتب القنصلية ‏الأخرى وإحدى المدارس، بدعوى وجود مخاوف من وقوع هجوم محتمل، وفسرتها صحيفة "بيلد" الألمانية بإن ‏تلك الخطوة تم إتخاذها كإجراء احترازي عقب علم وزارة الخارجية باحتمال وقوع هجمات على ‏منشآت قنصلية في تركيا.‏

المُثير في القرار الألماني، هو تنبؤ برلين خلال مارس الماضي بوقوع عملية إرهابية في تركيا، وقيامها وقتها ‏بغلق سفارتها في العاصمة التركية وقنصليتها العامة قبلها ببضعة أيام، بسبب وجود مؤشرات على هجوم وشيك محتمل.‏

وتوجه الإعلام الألماني إلى نفس الطرح وقتها، بتأكيد بعض الصحف أن عدة تنظيمات إرهابية قد توحدت ‏وستقوم بضرب استقرار‎ ‎تركيا، من خلال ضرب مواقع رسمية وغير رسمية ومقار حكومية، والمصالح ‏والسفارات الأجنبية والمناطق السياحية في البلاد‎.‎

وبعد أيام قليلة صدقت نبؤتها ووقع تفجير انتحاري في اسطنبول أودى بحياة 12 سائحًا، وتلاه حادث ‏آخر في العاصمة التركية أنقرة أودى بحاية 37 شخصًا في تفجير إرهابي.‏

وتعيد تلك الوقائع للأذهان ما قامت به فرنسا خلال يوليو الماضي، بإعلانها أن البعثتين الدبلوماسيتين ‏الفرنسيتين في المدينتين الرئيسيتين بتركيا ستغلقان حتى إشعار آخر، بسبب دواع أمنية أيضًا دون ‏الإفصاح عن مزيد من المعلومات.‏

وبعد ساعات من ذلك القرار الغامض، فوجئ العالم بمحاولة انقلاب بعض قيادات الجيش التركي على ‏الحكم، ألا أن الرئيس التركي استطاع السيطرة عليها سربعًا بقبضة حديدية، وهو ما فتح باب للتعويل أن ‏فرنسا كانت على علم بالانقلاب التركي وتبنأت به من خلال الغلق المُبكر لسفارتها.‏

يرى الدكتور مختار غباشي، نائب رئيس مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، أن غلق ‏السفارة البريطانية لدوعٍ أمنية دون الإفصاح عنها، له أكثر من سيناريو وتفسير، فقد يكون بسبب ‏العمليات الإرهابية الطاحنة التي تضرب تركيا ودول أوروبا على حد سواء، وما يجعل دول العالم في حالة ‏تأهب مستمر.‏

وأشار إلى أن هناك احتمالية تخوف بعض الدول من بطش أردوغان عقب العملية الانقلابية الأخيرة، ‏وقيام حكومته باعتقالات موسعة لبعض الأجانب بدعوى الاشتباه في انضمامهم إلى تنظيم داعش ‏والتخطيط لتنفيذ عمليات إرهابية في أنقرة، وهو ما يثير تخوفات الدول الغربية.‏

وأضاف: "ولا يمكن إغفال تزامن بعض العمليات الإرهابية السابقة مع غلق الكثير من الدول لسفاراتها ‏بأنقرة، والذي يشي في الوقت ذاته بإن بريطانيا قد تكون أغلقت سفارتها بسبب علمها المُسبق بإمكانية ‏وقوع عملية إرهابية قريبة في الأراضي التركية". ‏

وأوضح أن إغلاق السفارات لا يؤثر بشكل كبير في تركيا، لأنه يكون مؤقتًا لفترة بعينها، ولا تلبث وتعود ‏الدول لفتحها مرة أخرى، ألا أنها تهز فقط صورة الأمن التركي أمام دول العالم، في ظل تعرضه لعمليات ‏إرهابية على أرض الواقع.‏

ولم يستبعد الدكتور مصطفى زهران، الباحث في الشؤون التركية، احتمالية وصول معلومات استخباراتية ‏إلى بريطانيا تفيد بوقوع عمليات إرهابية محتملة وقريبة داخل الأراضي التركية، الأمر الذي دفعها إلى ‏تأمين سفارتها وإعلان اعتزام غلقها مُبكرًا.‏

نرشح لك

أهم أخبار صحافة

Comments

عاجل