المحتوى الرئيسى

‏"فضائح الخطابات المسروقة".. الرئيس النيجيري يثير الجدل باقتباس كلمات قديمة لـ"أوباما".. وزوجة ‏‏"ترامب" تحرجه أمام العالم بسبب "ميشيل".. ومبارك يسقط في فخ "بن علي"‏

09/19 11:13

من الوارد أن يستعين الرؤساء والمشاهير بكلمات واقتباسات من فلاسفة أو شعراء سابقين، لكن ما يثير ‏الغرابة حقًا والجدل أحيانًا، أن يلجأ رئيس إلى سرقة خطاب سابق لرئيس آخر لازال على قيد الحياه، دون ‏أن ينسب الكلمات لصاحبها، حتى يفتضح أمره أمام العالم ويسير أضحوكة ومحط انتقاد الرأي العام.‏

سيل من الانتقاد والتندر انفجر في وجه "محمد بخاري" الرئيس النيجيري، أمس الأحد، بعدما تعمد سرقة ‏مقاطع من خطاب نظيره الأمريكي باراك أوباما الذي ألقاه خلال عام 2008، عقب فوزه في الانتخابات ‏الرئاسية الأمريكية.‏

‏"التغيير يبدأ معي" بهذا العنوان استهل "بخاري" خطابه المسروق أمام جموع من الشعب النيجيري، في ‏خطبة له أعلن خلالها عن مبادرة اجتماعية يقودها هو في مدينة "أبوغا" حث فيها النيجيريين على الامتناع ‏عن الرشوة ومقاومة التحزب وعدم النضج التي سممت بلاده لفترة طويلة.‏

لكن وسائل التواصل الاجتماعي "فيس بوك وتويتر" لم ترحمه وربط النشطاء بين كلماته وتشابهها الشديد ‏مع خطاب الأمريكي أوباما، حتى اضطرت الرئاسة النيجيرية إلى إصدار بيان رسمي اعترفت فيه بأن ‏هذه الفقرة من الخطاب مقتبسة بالفعل من خطاب أوباما.‏

ولم يكن أمام الرئاسة النيجرية سوى تحميل الخطأ إلى مُعد الخطاب، بعدما أكدت أن الشبه بين الخطابين ‏كبير، وأن مُعده سوف يحاسب على تلك الخطيئة الكبيرة، لكن تبريرات الرئاسة لم تسكت ألسنة النشطاء ‏التي جلدت "بخاري"، وسخروا منه بأنه لا يقرأ خطاباته قبل إلقائها.‏

واعتبروا أيضًا أن الاقتباس يسيء إلى صورة نيجيريا في الخارج، مع استعداد قادة العالم للمشاركة في ‏اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، وهو ما ظهر جليًا في تعقيب المعارض النيجري ‏‏"إديانجو ديجي" على "تويتر" قائلًا: "على الرئيس ومساعديه أن يحسنوا من أدائهم، توقفوا عن إحراج ‏أمتنا العظيمة".‏

ليست تلك الواقعة هي المرة الأولى التي يستعير فيها فريق "بخاري" مقتطفات من الحملات والخطابات ‏الأمريكية تحديدًا، فقد استخدم شعار "إعادة العظمة لنيجيريا" خلال حملته الانتخابية، وهو نفس الشعار ‏الذي يستخدم المرشح الجمهوري الأمريكي "دونالد ترامب" باسم "إعادة العظمة لأمريكا".‏

رغم أهمية الخطاب الذي ألقته "ميلانيا ترامب" زوجة المرشح الأمريكي "دونالد ترامب" منذ فترة ‏قصيرة، لكونه أول خطاب رسمي لها، إلا أنها فضحت زوجها وأحرجته أمام العالم بسرقة خطاب ‏لـ"ميشيل أوباما" زوجة الرئيس الأمريكي كانت قد ألقته عام 2008 في مؤتمر الحزب الديمقراطي.‏

كانت السرقة تبدو حرفية، لكن ما أثير السخرية وقتها هو أن جميع الفقرات التي سرقتها "ترامب" تتمحور ‏حول موضوع واحد هو أهمية المثابرة والكد في العمل مع النزاهة والصدق والأمانة، أمام حشد من آلاف ‏الحضور والنواب الجمهوريين والصحفيين والإعلاميين.‏

وانتحلت الخطاب حرفيًا قائلة: "منذ صغري طبع والداي في قيم المثابرة في العمل حتى يكون لك ما تريد ‏في الحياة، وأن كلمتك ميثاق شرفك وأن تلتزم بما تقول وتحفظ عهدك، وأن تعامل الناس باحترام".‏

كذلك سرقت زوجة ترامب سطرًا كاملًا عن الأطفال من خطاب ميشيل يقول: "نريد لأطفالنا في هذه الأمة ‏أن يعرفوا أن لا حدّ لسقف إنجازاتك سوى قوة أحلامك وقوة إرادتك للعمل على تحقيقها".‏

ومن أجل حفظ ماء الوجه، أشاد ترامب رغم الإحراج بخطاب زوجته على تويتر قائلًا: "خطاب رائع ألقته ‏ميشيل أوباما تحت وطأة ضغط كبير، على الديمقراطيين أن يرفعوا رأسهم فخرًا"، وبررت زوجته في ‏حديث لاحق لها فعلتها قائلة: "أعدت قراءة الخطاب مرة واحدة فقط واكتفيت، لأنني كتبته دون الاستعانة ‏بأي مساعدة تذكر".‏

أوباما الذي سرق خطابه النيجيري "بخاري" لم يكن بعيدًا عن سرقة الخطابات أيضًا، فقد إتهم بسرقة ‏مقاطع من خطابات المرشح للمقر الرئاسي "جون إدوارد" خلال حملة ترشحه للرئاسة عام 2008‏‎.‎

وقال الأمريكي وقتها: "لم أقض وقت طويل في تعلم أساليب واشينغتون لكنني قضيت وقت طويل لمعرفة ‏مدى ضرورة تغيير أساليب واشينغتون"، وهو نقلًا حرفيًا من خطاب سابق لـ"إدورد".

وكرر أوباما نفس ‏الفعل باستخدامه جُملًا طبق الأصل من المحافظ ديفال باتريك" التي قال فيها: "أنا لا أطلب منكم أخذ ‏الفرصة من أجلي، فأطلب منكم أيضًا أخذ الفرصة لطموحاتكم، ليس لدينا ما نخافه إلا الخوف بذاته"، و صرح وقتها إلى قناة "سي أن أن" الأمريكية قائلًا أنه يتبادل الأفكار مع "باتريك" طوال الوقت، ‏وأن ذلك الأخير يستعين بأقواله أيضًا.‏

لم تقتصر سرقة الخطابات على الرؤساء فقط، لكن هناك نواب جلبوا الفضائح والسخرية لرؤسائهم، نذكر ‏منهم "جو بايدن" نائب الرئيس الأمريكي باراك أوباما، الذي سرق عام 1988 عدة مقاطع من خطاب ‏زعيم حزب العمال البريطاني "نيل كينوك"، و ذلك خلال حملته الرئاسية.‏

وكان نص خطاب "بايدن" كالآتي: "ما سبب كون جو بايدن أول فرد من عائلته يرتاد إلى الجامعة؟.. ‏لماذا زوجتي هي الأولى من عائلتها لترتاد الجامعة"، وهي نفس التساؤلات التي طرحها زعيم العمال ‏البريطاني في خطاب سابق له. ‏

وأدت الضجة التي رافقت إكتشاف العامة مصدر خطاب "بايدن" وسرقته من "كينوك" إلى سحبه لترشيحه ‏عن الحزب الجمهوري، وخروجه بفضيحة لا تُنسى.‏

نرشح لك

أهم أخبار صحافة

Comments

عاجل