المحتوى الرئيسى

الغلابة بين نار "الغلاء" وجنة "النظام".. السوشيال ميديا تشعل شرارة الغضب تجاه جنون الأسعار.. وخبراء يحذرون من تحركات إخوانية مشبوهة لاستغلال موجة الغضب

09/19 16:12

حلم وردي وطموح، صاغه رئيس، يخطو خطواته الأولى في رحلة صعوده إلى كرسي السلطة، ليصل إلى مجتمع راقٍ متقدمٍ مُكتفٍ ذاتيًا، سرعان ما تلقفه الجموع الحالمة بعصر جديد من الرخاء، تُطوي معه صفحات مظلمة من المعاناة التي كابدها المواطنون مع الأزمات الاقتصادية المتتالية.

وأخذ هذا الحلم يتبدد شيئًا فشيئًا؛ ليجد المواطنون أنفسهم أمام موجات غلاء مسعورة قضت علي الأخضر واليابس، وضعتهم أمام الاختيار الأصعب بين نار الغلاء وجنة الرئيس الموعودة.

طيلة العامين الماضيين من تاريخ تقلد الرئيس عبد الفتاح السيسي مهام منصبه، في يونيو 2014؛ اتخذت الحكومات المتعاقبة حزمة من القرارات الإقتصادية الصعبة والمؤلمة، رأتها ضرورية لوضع حد لأزمة إقتصادية متفاقمه، بداية من خطتها لرفع الدعم تدريجيا عن الوقود والكهرباء والمياه منذ عام 2014 وصولًا إلى إلغائه بشكل كامل بحلول 2019.

صاحَبَ تلك القرارات أيضًا، التوسع في فرض الضرائب علي المواطنين، بالتنسيق مع مجلس النواب الذي وافق علي مشروعات القوانين المقدمه في هذا الصدد، بداية من "ضريبة الزواج والطلاق"، وانتهاءً بإقرار الضريبة على "القيمة المضافة" بدلًا من الضريبة على المبيعات.. والتي رفعت بموجبها أسعار مختلف السلع والخدمات على المستهلك بنسبة 3% على أقل تقدير، وسط غياب لدور أجهزة الرقابة علي الأسواق لحماية المواطن من جشع التجار.

وتماشيًا مع صرخات المواطنين من جنون الأسعار؛ قفز معدل التضخم إلي نسبة هي الأعلى منذ 8 سنوات، بنسبة 16.4% في أغسطس الماضي، مقارنة بأغسطس 2015؛ نتيجة تذبذب أسعار الدولار وجشع التجار والاحتكار- بحسب ما أرجعه الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء-.

لم تقف الحكومة عند هذا الحد.. بل سعت أيضًا للسيطرة على عجز الموازنة البالغ 311 مليار جنيه خلال الفترة من يوليو - مايو من العام المالي 2015 - 2016، عبر تقليص نفقاتها علي بند الأجور بعد أن وصل إلي 28.569 مليار جنيه، بما يقرب من 60% من إجمالي تلك المخصصات، عن طريق إقرار قانون الخدمة المدنية علي 6.8 مليون موظف، بهدف الحد من تفاوت الأجور بين الجهات المختلفة، ما دفع الموظفين وقفات إحتجاجية عدة لرفض القانون.

ووسط حالة الغضب الشعبي الدفين، تسببت أزمة تظاهر الأمهات لنقص ألبان الأطفال فى التمهيد للدعوة إلي التظاهر، عبر حملة جديدة أطلقها النشطاء علي مواقع التواصل الإجتماعي تحت شعار "ثورة الغلابة"، تدعو إلى الحشد في كافة الميادين يوم 11 نوفمبر القادم؛ للتنديد بارتفاع الأسعار، وما آلت إلية البلاد في الفترة الأخيرة.

ورغم نفي جماعه الإخوان صلتها بدعوات التظاهر؛ إلا أن فيديو لـ"ياسر العمدة" صاحب أول هاشتاج لـ"حركة غلابة"- بحسب ما أعلنه فى فيديو له على قناة مكملين، الأيام الماضية- والذى أعلن فيه عن مسئوليته عن تلك الحملة مهاجمًا النظام الحالى فى برنامج "مع زوبع".

ويعمل ياسر فى قناة الشرق الإخوانية، وكشف عن تحركات الإخوان لإستغلال حالة الغضب الشعبي.

وإزاء ذلك.. أكد الدكتور صلاح فهمي، استاذ الإقتصاد بجامعة الأزهر، أن التوسع في فرض الضرائب- التي تمس المستهلك مباشرة- من أجل توفير المزيد من الإيرادات للدولة، معتبرًا ذلك من قبيل الظلم والتعسف ضد المواطنين محدودي الدخل والمنتمين للطبقة المتوسطة.

وشدد الخبير الإقتصادي ، في تصريح لـ"الدستور"، علي ضرورة تحقيق التوازن من خلال ترشيد نفقات الحكومة ، والحد مما وصفه بالبهرجة في الإنفاق، من خلال توجيهها إلي موضعها الصحيح بأعلي عائد وأقل تكلفة، توفيرًا للنفقات دون الضغط علي المواطنين.

ولفت إلي أن تطبيق ضريبة القيمة المضافة سيصاحبه بالتأكيد زيادة متفاوته في أسعار السلع والخدمات كافة، واصفا أي حديث عن عدم زيادة الأسعار من جانب المسئولين؛ مجرد أكاذيب ستتكشف خلال الأيام المقبلة.

وشدد علي ضرورة تتوخي الحكومة الدقة في توقيات إصدار مثل تلك القرارات، إلي جانب قيام الوزراء بإيضاح الهدف من وراء القرار، وبيان تبعاته، وألا يعطو ظهورهم للناس، خاصة وان الفترة المقبلة ستشهد ارتفاعًا في أسعار الوقود بمختلف مشتقاته بحلول أكتوبر المقبل، مع خطة رفع الدعم عن الكهرباء تدريجيًا، كلها امور تولد ظروفًا صعبة وغير عادية.

وأردف: الشعب المصري أعتاد ان يتحمل ويربط الحزام منذ عهد عبد الناصر وحتي اليوم، ولكن المرحلة الراهنه ستشهد أعباء لم يسبق لها مثيل من زيادات ستطال مختلف السلع والخدمات ، وزيادة ممثالة في اسعار الكهرباء والمياة والغاز في إطار خطة رفع الدعم تدريجيًا، مشددا علي ضرورة أن يقابل تلك الزيادات تحسين جودة الخدمات المقدمة للمواطن من تعليم وصحة وطرق وغيره.

اما إسلام الكتاتني، القيادي الإخواني المنشق، فقد حذر من خطورة ما يعانيه الإقتصاد المصري من أزمات متتالية، تصاحبه حالة حنق شديدة لدي المواطنين، علي نحو يمنح الإخوان فرصة ذهبية لتقلب الرأي العام ضد النظام الحالي، وكسب أرضية تسعي إليها منذ فترة طويلة.

وأضاف: المصريين شعب صبور وتحمل كثيرًا لكن ليس له كتالوج، يمكن التنبؤ من خلالها بردة فعله إزاء السياسات الإقتصادية الفاشلة والمتخبطة في أحيان كثيرة من جانب الحكومة، والتي أضرت إلي حد ما بشعبية الرئيس السيسي في الشارع.

نرشح لك

أهم أخبار صحافة

Comments

عاجل