المحتوى الرئيسى

الإهمال يضرب شارع "المعز" تحت رعاية الدولة

09/18 16:38

شارع "المعز" هو أحد المزارات السياحية المهمة فى مصر، وهذا المكان الفريد من نوعه فى كل شىء، والذى يعد متحف مفتوح لمن يريد أن يتعرف على بعض معالم الآثار الإسلامية من بيوت ومساجد وسبيل مثل بيت السحيمى وجامع الأقمر وجامع الحاكم بأمر الله وكذلك مجموعة قلاوون وسبيل محمد على وغيرها.

ولأننا يجب أن نرد الفضل لأصحابه فى ترميم هذا الشارع وتحويله من شارع مهمل تأكله المياه الجوفية، وكان من الممكن أن تحول آثاره إلى جدران متهالكة إلى متحف مفتوح الكل يتبارى لزيارته، فيجب أن نذكر أولاً فاروق حسنى وزير الثقافة الأسبق، وكذلك الأثرى الكبير دكتور زاهى حواس وزير الآثار الأسبق، الأول لأنه اتخذ القرار الصعب بترميم هذا المكان وتحويله إلى متحف مفتوح، والثانى زاهى حواس الذى أشرف على عملية الترميم عندما كان رئيساً للمجلس الأعلى للآثار قبل أن يتحول إلى وزارة.

هذا الشارع تحول إلى مصدر للبهجة ليس للأجانب فقط باعتبارهم الأكثر اهتماماً بالآثار والتراث، ولكن أصبح للمصريين أيضاً.

هذا الشارع الذى أنفقت عليه ملايين الجنيهات تحول من مصدر لسعادة الناس إلى مصدر للحزن والبقاء على ما حدث فيه من إهمال، والغريب رغم طرح القضية أكثر من مرة، لكن هناك تجاهل غير مبرر لهذا الإهمال من قبل المسئولين سواء فى وزارة الآثار أو محافظة القاهرة. وكأن هذا المكان فى دولة أخرى أو أنه لا يقع فى دائرة اختصاصهم فما نعلمه أن هناك مشرفين على هذه المنطقة من قبل الآثار، وما نعلمه أن هناك حى ورئيس حى ومحافظ للعاصمة ونحن لا نقصد بالتأكيد محافظ القاهرة الجديد لأنه مازال فى أيامه الأولى، لكننا نضع الملف أمامه.

فى جولة قمنا بها ليلة العيد فى شارع المعز، كانت المفاجأة أن الشارع الذى كان للمشاه فقط  بعده إعادة الترميم، أصبحت السيارات والتوك توك والدراجات البخارية تسير فيه وكأنه أحد شوارع القاهرة العادية كل شىء فى الشارع يؤكد أن هناك من يريد تشويه كل شىء جميل. والأسوأ أن يكون الإهمال تحت رعاية الدولة، لأن صمت وزير الآثار والمسئولين فى محافظة القاهرة يقول ويعطى انطباع أنهم موافقون على هذه الانتكاسة التى حدثت للشارع، فالمخالفات الموجودة تؤكد عدم حرص الدولة على حماية تراثها المعمارى، بل ويؤكد أن هناك من يدعم إهدار المال العام.. فهذا الشارع أنفق عليه الملايين من ميزانية الدولة، وأتصور أننا لا نملك رفاهية تخصيص ملايين أخرى لإعادة ترميم الشارع مرة أخرى مستقبلاً.

منذ أن تضع قدمك فى الشارع وهناك حالة من التسيب بداية من الأرصفة التى احتلتها المقاهى ومنها رصيف بيت السحيمى أو الشوارع الجانبية التى أغلقتها أيضاً المقاهى، مروراً بحالة الصخب نتيجة وجود الـD.J والسماعات الضخمة التى تروج لأغانى المهرجانات والتى تنبعث من كل مكان بشكل يسيء لحضارتنا وتراثنا، والباعة الجائلين فى كل مكان، ولا مانع أن تجد بعض المواشى والكلاب الضالة.

بعض الأرصفة تحولت إلى جراجات عمومية لبعض سكان المنطقة.

أتصور لو أن مسئول واحد ذهب إلى الشارع وبداخله قدر من المسئولية والوطنية لبكى على حال الشارع. ناهيك عن الخلل الذى حدث فى الإضاءة التى صممها كبار مهندسى الإضاءة فى مصر، إلى جانب أن الأطفال تلهو وتلعب فى بعض الممرات الضيقة التى تتبع هذه البيوت الأثرية.

القبح والفوضى عنوانان لهذا المتحف المفتوح الذى يحكى جزء من تاريخ مصر، كل شىء فى شارع المعز يقول ارحمونا، فهل من مسئول يقرر أن يذهب إلى هذا الشارع ويرصد المخالفات التى تحدث ليل نهار ويعمل على القضاء عليها، حتى يؤكد أن هيبة الدولة ما زالت حاضرة لهذا المتحف المفتوح. أم يظل المسئولون على حالة العناد رافضة كل ما يرصده الإعلام، ويقومون برفع تقارير للمستوى الأعلى منهم بأن كل شىء تمام.

أهم أخبار متابعات

Comments

عاجل