المحتوى الرئيسى

"القاهرة تشعل حرب الذهب الأسود في ليبيا".. قوات حفتر تقترح بيع النفط الليبي لمصر بالجنيه.. وخبراء: صفعة علي وجه الغرب وعقبات تحول دون تنفيذها

09/18 15:48

لطمة مباغته وجهها الجيش الوطني الليبي بقيادة المشير خليفة حفتر، لقوات التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة، بإعلان عزم فصائل في شرق ليبيا متحالفة مع حفتر تصدير النفط بعيدا عن الحكومة والمؤسسة الوطنية للنفط في طرابلس، وتحديدًا إلي مصر.

وكشف المستشار القانوني للجيش الليبي ونائب قائد "عملية الكرامة"، صلاح عبد الكريم عن استعداد ليبيا لبيع النفط إلى مصر بالجنيه المصري من أجل المساعدة في رفع معدل قيمته مقابل العملات الأجنبية.

وفي مقابلة تليفزيونية له، قال عبد الكريم إن خطة تصدير النفط إلى مصر بالجنيه المصري قُدمت بالفعل إلى مجلس النواب، مؤكدًا على أهمية الاتفاق مع الشركة الوطنية للنفط ومحافظ البنك المركزي.

وكانت الساعات الأخيرة الماضية، شهدت توجه دفة الصراع الدائر علي الأراضي الليبي لصالح قوات حفتر مع إعلان الأخير الثلاثاء الماضي سيطرة قواته على كامل منطقة الهلال النفطي بعدما وضعت يدها على الموانئ الأربعة وكان آخرها ميناء البريقة التي تضمها هذه المنطقة.

ودفع التقدم المباغت لقوات حفتر، الولايات المتحدة و5 من كبار حلفائها الأوروبيين إلي إدانة الهجوم الذي شنته قوات الحكومة الموازية في ليبيا على موانئ النفط في الهلال النفطي، شددت فيه على أن النفط ملك للشعب الليبي ينبغي أن تديره حكومة الوحدة الوطنية المدعومة من الأمم المتحدة ومقرها طرابلس.

ودعت الدول الست في بيان لها كل القوات المسلحة الموجودة في الهلال النفطي للانسحاب الفوري وغير المشروط، مطالبة بوقف فوري لإطلاق النار ومجددة دعمها لحكومة الوحدة الوطنية.

أعقبها تحركات مسلحة من جانب حرس المنشآت النفطية ضد القوات التابعة لخليفة حفتر، تأججت صبيحة اليوم الأحد، لاستعادة منطقة الهلال النفطي التي سيطرت عليها قوات حفتر الأسبوع الماضي، في عملية عسكرية أطلق عليها اسم "الوهم المتبدد".

وفي الوقت الذي التزمت مصر الصمت حيال المبادرة الليبية، اجمع خبراء الشأن الإقتصادي، في تصريحات لـ"الدستور"، علي أهميته بالنسبة للإقتصاد المصري، معتبرين أن تطورات الصراع الدائر علي الأراضي الليبية سيحول دون تنفيذها.

الدكتور شريف الدمرداش، استاذ الإقتصاد والعلاقات الدولية بجامعة القاهرة، أكد أن إعلان الجيش اللليبي إستعداده لتصدير النفط إلي مصر بالجنيه مجرد إعلان حسن نوايا من الجانب الليبي غير قابل للتطبيق،موضحًا أن زعماء العصابة الكبار ممثلين في القوة الغربية بقيادة الولايات المتحدة - علي حد وصفه- المتمركزة هناك لن تسمح من الأساس لقوات الجيش الليبي بقيادة خليفة حفتر السيطرة علي حقول النفط.

وأشار الخبير الإقتصادي، إلي أن تدخل قوات التحالف الغربي في الصراع الليبي من الأساس كان بهدف الإستيلاء علي ثروات الجماهيرية من النفط، والحصول علي براميل النفط الليبي بأسعار زهيدة تصل إلي 9 دولار للبرميل، للمضاربة به في البورصة العالمية للنفط، وبالتالي تستطيع من خلاله امريكا خفض أسعار البترول إلي حدود غير مسبوقه نتيجة إغراق السوق بالنفط الليبي الرخيص، وبالتالي توجه من خلاله ضربه قويه لإقتصاديات دول الخليج.

وتابع: لا شك أن المقترح في حد ذاته يعد خطاب حسن نوايا بعث به الجانب اللليبي تعبيرًا عن تقديرهم لدور مصر الداعم لهم ماديًا ومعنويًا وتكليلا لجهود التعاون المعلن وغير المعلن بين الجانبين طيلة الفترة الماضية، في وقت فرضت أثناؤه الدول الغربية حظر تسليح علي الجيش الليبي مقابل دعمها لحكومة الوفاق الوطني.

وأكد الخبير الإقتصادي أن إعتبارات الأمن القومي و العمق الإستراتيجي يقتضي مواصلة مصر علي مصر دعمها الجيش الوطني الليبي لضمان إستقرار حدودها الغربية وحمايتها من الخطر الداعشي المتنامي، وهو ما ردت عليه ليبيا بإعلان استعدادها مساعدة مصر في أزمتها الإقتصادية.

وشدد علي أنه ستظل قوات الناتو هي العقبة الأكبر أمام تحقيق حلم التعاون المصري الليبي، لاسيما بعد أن تحدت تلك القوات الجهة الشرعية الوحيدة في ليبيا، ورفضت امريكا الإعتراف بشرعية الإنتخابات البرلمانية الليبية، ودعمت في المقابل حكومة الوفاق بالتحايل علي النتائج الإنتخابية الأخيرة.

اما الدكتورة يمني الحماقي، استاذ ورئيس قسم الإقتصاد بجامعة عين شمس، أكد أن المقترح فرصة جيدة للبلدين علي حد السواء، وقابل للتنفيذ في الوقت نفسه، شريطة الإلتزام بعدة ضمانات.

وأشارت الحماقي إلي أن تصدير النفط إلي الجانب المصري بالعملة المحلية سيفتح المجال امام تعميم التجربة في حركة التجارة البينية للبلدين، بما تشمله من واردات غذائية تحتاج إليها ليبيا في ظل ما تعانيه من حرب أهلية فرضت عليها حالة من العزلة.

نرشح لك

أهم أخبار صحافة

Comments

عاجل