المحتوى الرئيسى

شمس محمود يكتب: الشيشان وخديعة العلماء ج(2) | ساسة بوست

09/18 14:25

منذ 1 دقيقة، 18 سبتمبر,2016

ثم ما لبث أن ذهب القارئ «مشارى العفاسي» إلى الشيشان فى صحبة «قاديروف»، وصور هناك إحدى أغنياته مع ابنة قاديروف، ثم أقام حفلًا كانت كل أغنية فيه يكتب بجوارها « روسيا ـ الشيشان 2012»، وهو نفس العام الذي ذهبت فيه المغنية «مريام فارس» إلى الشيشان في ضيافة «الرئيس المؤمن» قاديروف، ورقصت هناك، وغنت بنفس ملابسها، وأدائها  الماجن القذر،  في حضور قاديروف وكبار معاونية في جلسة خاصة!

وكما فعلت مع الشيخ «القرضاوي» فعلت مع القارئ «مشاري»  وتواصلت مع مدير صفحته على «فيسبوك»، وأطلعته على ما عند قاديروف، وأن زيارة الشيخ كانت خطأ جسيمًا وجريمة في حق هذا الشعب فكان رده أن الشيخ يذهب لنشر القرآن!

ثم ذهب الشيخ «عبد الله بصفر» والشيخ «وصفى أبو زيد» الذي كان له موقف مخز معي شخصيًا بخصوص موضوع الشيشان، والذي تفاجأت، بل ربما تفهمت موقفه معي حول الشيشان  لما علمت بذهابه إلى هناك بعد حديثنا حول الأمر، والذي قال فيه كلامًا لو مزج بماء البحر لمزجه بهذا الخصوص حينما ألححت عليه بدون ضغط، وهذا ما أشهد الله عليه، كشهادة أمام الله، وحضر الحفل الذي كان على شرف «أحمد حجي قاديروف» والد الرئيس الحالي تخليدًا لذكراه بعد اغتياله، ثم ذهب الشيخ «عبد الله بن بيه» العلامة الأصولى إلى هناك كذلك وسط ترحيب كبير!

والشيخ «فهد الكندرى» صور حلقة من برنامج «مسافر مع القرآن» هناك، والتي قال فيها: إن أمه قالت له: كيف تسافر إلى الشيشان وفيها حرب و…؟

فقال لها: يا أمى لقد استقرت!

وكل هؤلاء السالفة أسماؤهم ذهبوا، والشيشان تحت الاحتلال الروسي، وفي ظل حكومة دموية لا تعترف باستقلال الشيشان، وترتكب ضد المعارضين والمقاومين للوجود الروسي أهوالًا وفظائع، وقدمت ضدها الكثير من التقارير الحقوقية والشهادات الداخلية، والتي كان منها شهادة «عمر إسرائيلوف» الذي كان حارسًا خاصًا «لقاديروف»، ومسؤولًا في القوات شبه العسكرية التي كانت تحت قيادة قاديروف، وفي العام 2006، بعد فراره للحصول على حق اللجوء في أوروبا، رفع «إسرائيلوف» دعوى في «المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان»، اتهم فيها قاديروف بالمشاركة في عمليات اختطاف وتعذيب وقتل، كجزء من جهود مكافحة الإرهاب المزعومة  التي يدعمها «الكرملين» ضد المقاومين للوجود الروسي وعملائه في الشيشان .

وأخيرًا جاء مؤتمر الشيشان، والذي حضره عدد كبير ممن يسمون بالعلماء؛ ليحددوا فيه من هم أهل السنة والجماعة!

وأهل السنة مصطلح كبير. وكثير من الفرق أو المدارس أو المذاهب الفقهية والعقدية التي تخرجت منه ودافعت عنه وعن أصوله «بحجة ومنهج وعلم»، لم تقصد إلا الخير، بعلم وبصيرة، فأخطأوا في بعض، وأصابوا في بعض؛ لأنه كان فى الأصل «اجتهادًا»، ولكل فريق ومذهب «متعصبون» و«غلاة»، يتسلل إلى أفكارهم خصوم المذهب العام، فيروجون ضد المذهب بمذهب الغلاة، وهذا عام فى مذاهب الفقه أو العقيدة .

أما الجماعة التي هي صفة أهل السنة، فهي فى خطر حقيقي داخليًا وخارجيًا بين حكام يتحالفون مع الشيطان؛ ليستمروا في أماكنهم، وعلماء باعوا كل شيء، حتى دين الله؛ ليربحوا مقاعد قرب الحكام، وشعوب متروكة في كل معاركها  تنهشها الأطماع والصواريخ، من الشيعة تارة، ومن التحالفات الدولية تارة، ومن نفسها وغفلتها تارات.

والمؤتمر كان عبارة عن «دعارة معممة»، ليس أكثر؛ فلا بحث عن حق، ولا حقيقة، فكان عبارة عن عملية «اجْتِرار» لتصنيفات الماضي التي لن تحل يومًا، إلا بالبيان والبحث العلمي الرصين، لا بالتكتلات والتحزب الأعمى الذي دائمًا ما صدعنا المؤتمرون  بشأن خطورته .

فالأمر كان فقط «مكايدة» وتنفيذًا لما يمليه «الولي الفقيه» العلماني أو العسكري، أو خدام الصنمين الكبيرين «أمريكا» والقوى الموازية والمنافسة في العالم، بالإضافة إلى روسيا راعية المؤتمر الذي يحدد تعريف «أهل السنة» الذين تقصفهم اليوم في «سوريا» كما قصفتهم بالأمس في «الشيشان»!

وحكومة الشيشان توصل بهذا عدة رسائل: فهي تستميل الجزء الأكبر من الشعب الشيشانى الذى يريد الهدوء، بعد ويلات الحروب الطاحنة من أجل الاستقلال، لكنه ناقم ورافض لأفعال قاديروف الذي ينادونه كما نادوا على أبيه من قبل بـ«الخائن»، فيقول لهم: هؤلاء علماء الإسلام ومشاهيره المتدينون  يؤيدوننى فماذا عنكم؟

ويقول لجمهور العالم الاسلامى الذي غابت عنه تفاصيل الأحداث الجديدة فى الشيشان كما غيرها: إن ما يحدث فى الشيشان هو قتال بين سلطة شرعية وإرهابيين يخالفون تعاليم الدين!

وهو ما أكده مؤتمر البيان الختامي للمؤتمر الدولي الديني «المسلمون الروس بين الحقوق والواجبات» الذي عقد في داغستان ـ محج قلعة ـ 6 مارس 2014م برعاية «الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين» والإدارة الدينية لمسلمي داغستان، وبدعم من صندوق دعم الثقافة والعلوم والتعليم الإسلامي في روسيا، والذي جاء فيه:

فبعض الجمهوريات داخل روسيا استطاع المسلمون فيها أن يطبقوا الكثير والكثير من أحكام الشريعة، في حين إن بعض الشباب، وساندهم بعض من في الخارج من المتشددين، تبنوا القتال في الشيشان، فما الذي ترتب عليه؟ نتج عنه قتل لعشرات الآلاف، وتدمير للدولة والشعب، وهكذا الأمر في الجزائر، وفي غيرها!

فى جهل تام من قبل علماء الاتحاد العالمي لما يحدث في الشيشان، بل حتى كان الخطاب الموجه مفتقرًا لأدنى درجات البحث والدقة، والاتحاد لديه من الآليات ما يمكنه من البحث بشكل صحيح ودقيق، لكنه ركن الى تقارير العلماء «الثقات» الذين يقبضون رواتبهم من قبل الروس ومواليهم وقتها، أو ربما كان الخطاب يبحث عن الحياد الذي يمكنه من الدخول إلى تلك الجمهوريات بدون «مشاكل» أو إعاقة للعمل، ولكن هذا أيضًا سيكون تحت المجهر المخابراتي للروس ومواليهم، وسيخسر الاتحاد بهذا ثقة الشعوب المطحونة في صمت داخل هذه الجمهوريات، وثقة الطرف الآخر من المقاومين والمجاهدين البعيدين عن تطرف الغلاة والخونة في الشيشان وغيرها  .

ولللأوربيين يقول: إن تحركات «أحمد زكاييف» الذي تؤونه غير مجدية، وإنه سيخسر في النهاية .

ولاشك أن قلة التحرك والتواصل الميدانى الضعيف لحكومة زكاييف في الخارج، وأفعال «عمروف» –  قبل اغتياله-  في الداخل، والتعتيم الإعلامي على فضائح وجرائم «بوتين» و«قاديروف» في الشيشان تجعل مثل هذه الرسائل تصل ـ وتؤثر بنسبة كبيرة ـ إلى مدى .

وهكذا وقعنا  بين مشايخ خدعوا وأرادوا أن يبرروا خداعهم غير المبرر، فلقد كان حري بهم أن يسألوا قبل أن يؤيدوا قاديروف الطاغية الماجن المستضيف لأهل الفجور والخلاعة، والموالى للكفار المحاربين لله ورسوله، المحتلين لأرض إسلامية خالصة، والذي يقتل ويعذب معارضيه إلى حد الإحراق بالنار والاغتصاب وتقطيع الأوصال .

أهم أخبار العالم

Comments

عاجل