مُصافحة شكري "تسيل لعاب" أنقرة.. أول لقاء يجمع وزيري خارجية مصر وتركيا منذ الإطاحة بـ"المعزول" .. زيد" يُلمح بعودة العلاقات.. وخبراء يحددون شرطين لإعادة المياه إلى مجاريها
سنوات من العداء جمعت بين مصر وتركيا، منذ سقوط نظام الإخوان، تبنى خلالها الرئيس التركي رجب طيب أردوغان موقفًا مؤيدًا لاعتصام مؤيدي الرئيس المعزول محمد مرسي، لتتوالى بعدها هجماته على النظام المصري، ما قابلته مصر تارة بالاستنكار وأخرى بالتجاهل، الأمر الذي أدى إلى تدهور العلاقات بين البلدين إلى نحو غير مسبوق.
ظلت طيلة الفترة الماضية، تتواتر التكهنات حول عودة العلاقات بين البلدين، والتي سرعان ما تنفيها القاهرة في ظل إصرار أنقره التدخل في الشأن المصري، إلى أن جاءت مصافحة وزير الخارجية المصري لنظيره التركي على هامش قمة عدم الانحياز بفنزويلا أمس السبت ، في أول لقاء رسمي جمع الوزيرين منذ عزل الرئيس محمد مرسي، تعيد فتح ملف المصالحة من جديد.
واعتبر البعض أن هذه الخطوة ربما تكون بداية لعودة العلاقات المصرية التركية، مستندين إلى ما انطوي عليه تصريح المستشار أحمد أبو زيد، المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية، من إشارة إلى ذلك، بعدما أكد في تغريدة له على موقع التدوين المصغر "تويتر" بأن اللقاء عكس رغبة تجاوز الخلافات مع مصر، وأنه أتى في وقت مهم بين الدولتين لعودة العلاقات.
وإزاء تلك الخطوة، تباينت تحليلات خبراء العلاقات الدولية، في تصريحات لـ"الدستور" بين وجهة النظر الرامية نحو تحسن العلاقات الدبلوماسية تدريجيًا بين البلدين، وأخري تقرن المصالحة بشروط عدة ينبغي توافرها.
فمن جانبه، أكد الدكتور سعيد اللاوندي خبير العلاقات الدولية، أن عودة العلاقات الدبلوماسية بين القاهرة وأنقرة، لن يتحقق دون الاستجابة للشروط التي سبق وحددتها القاهرة، لاسيما في ظل التوترات السياسية الشديدة التي شهدتها العلاقات الثنائية، لافتًا إلى أن لقاء سامح شكري، وزير الخارجية المصري، مع نظيره التركي هي أمور بروتوكولية، ولا تعني عودة العلاقات، خاصة أن أردوغان يستهتر بمصر.
وأوضح اللاوندي أن أي حديث عن استئناف العلاقات الطبيعية مع أنقرة دون أن تكف تركيا عن التدخل في الشأن الداخلي لمصر، وإغلاق المنابر الإعلامية في وجه القيادات الإخوانية التي تمارس التحريض، وتتعمد تشويه مصر وانتقادها، أمر غير منطقي.
أما الدكتورة نهى بكر، أستاذ العلوم السياسية وخبيرة العلاقات الدولية بالجامعة الأمريكية بالقاهرة، أكدت أن هذه الخطوة تتماشى مع انفتاح السياسة الخارجية التركية على الدول، مثلما حدث مؤخرًا من جانب تركيا مع روسيا.
وأشارت "بكر" إلى أن استئناف العلاقات بين مصر وتركيا يتوقف على عدة نقاط، منها إيقاف المحطات الفضائية التي تبث من الخارج وتنتقد مصر، ووقف الخطاب العدائي من قبل تركيا، والخطاب الذي لا يحترم رغبة الشعب المصري.
"عدم التدخل في الشأن الداخلي"
في حين قال حسني السيد المحلل السياسي، إنه لا شك أن اللقاءات الثنائية بين الدولتين سواء على هامش المؤتمر أو خارجه، يتم فيها تناول الموضوعات التي تمثل أهمية بين الدولتين سواء على المستوى السياسي أو الاقتصادي والإقليمي.
وأضاف "السيد"، أن علاقة مصر بالخارج من أهم الطرق التي تسير فيها مصر الآن، وأثبتت مصر نجاحها في عودة العلاقات الخارجية مع دول أفريقيا ودول الخليج، وعلى المستوى العالمي.
Comments