المحتوى الرئيسى

ردم البحر المتوسط!

09/17 22:21

نشرت صحيفة ديلى ميل البريطانية تقريراً مثيراً حول مشروع قديم لمهندس ألمانى يقوم على «تجفيف البحر المتوسط»!

ألقى البروفيسور «ريكاردا فيدال» المحاضر فى «مدرسة كينج» فى لندن محاضرة حول مشروع المهندس الألمانى «هيرمان سورجيل» بشأن توصيل أوروبا بأفريقيا.. وتجفيف أجزاء من البحر المتوسط.. وقد حظيت المحاضرة باهتمام كبير.

يقول «فيدال»: كانت نتائج الحرب العالمية الأولى لا تزال قائمة.. وكانت من أبرز معالمها الاضطرابات الاقتصادية، وظهور النازية.. واندفاع العالم نحو الصدام من جديد.

كان المهندس الألمانى «سورجيل» مؤمناً بأن الحرب العالمية الثانية مقبلة لا محالة.. والحل هو أن تتم السيطرة على القارة الأفريقية ومواردها.. وحل أزمة الطاقة المتصاعدة. وحيث إن كل الحلول ليست حاسمةً.. فإن الحل الحاسم والنهائى هو ربط أوروبا بأفريقيا من أجل السيطرة على القارتين وما فيهما.. واقترح لذلك مشروعاً سماه «اتلانتروبا».

يقوم المشروع على بناء ثلاثة سدود من تقسيم البحر المتوسط إلى جزأين.. السد الأول فى مضيق الدردنيل، والسد الثانى يربط تونس مع صقلية، والسد الثالث عبْر مضيق جبل طارق. وبذلك يصبح البحر المتوسط «حوضيْن»: الحوض الشرقى يمتد من سدّ الدردنيل إلى سدّ تونس - إيطاليا، والحوض الغربى يمتد من سدّ تونس - إيطاليا إلى سدّ جبل طارق. وتطوّر المشروع -حسب الديلى ميل- ليشمل إقامة محطات ضخمة لتوليد الطاقة الكهرومائية.

إن فكرة ردم أجزاء من البحر المتوسط.. وإقامة سدود ومحطات كهرباء.. وربط أوروبا بأفريقيا بالكبارى والجسور.. فكرة مذهلة.. وهى تعبر عن تطور العقل الإنسانى.. وانطلاق طموحاته إلى اللانهاية. ومن المثير فى هذا السياق ما ذكره علماء ومفكرون ومؤرخون من أن البحر المتوسط كان حوضاً جافاً قبل أن تغمره المياه.. وعلى ذلك فإن مشروع المهندس «سورجيل» هو بمثابة إعادة البحر المتوسط إلى ما كان عليه.. أرضاً جافةً تصِل القارة الأوروبية بالقارة الأفريقية.

كان حوض البحر المتوسط يسمى «الحوض الملعون».. ويقول الكاتب الإنجليزى ويلز: إن حوض البحر المتوسط كان جافاً، لا بحر ولا مياه.. لأن مضيق جبل طارق كان مسدوداً، وكان «الجدار الفاصل» يسمّى «سدّ الموت».. وهو السدّ الذى يفصِل «البحر المتوسط الجاف» عن «مياه الأطلنطى».

بدأ السد فى الانهيار.. وبدأت المياه تأتى من المحيط الأطلنطى إلى حوض المتوسط.. غرِقت المناطق الواطئة.. وأصبح الحوض الجاف مجموعة جزر تفصلها المياه.. ثم زادت المياه.. مات أقوامٌ وهرب آخرون.. ونجح بعضهم فى بناء السفن والمراكب من أجل فكّ الحصار!

إن ما يقوله «سورجيل» هو إعادة «الجدار الفاصل» أو «سد الموت» أو «سدّ جبل طارق».. ووقف اندفاع المياه من المحيط الأطلنطى.. وتحويل البحر المتوسط إلى بحيرة منغلقة ليست منفتحة على مياه العالم.. ثم تقسيم البحيرة إلى اثنتين.. ليعود البحر المتوسط بعد زمنٍ آخر إلى ما كان عليه.. حوضاً يابساً.. فيه بعض المستنقعات.. ولا صلة له بمحيطات الأرض!

لقد فكّر المهندس «سورجيل» فى هذا المشروع لأسبابٍ عسكرية واستراتيجية.. تقوم على الاستعداد للحرب العالمية الثانية بالاستيلاء على مصادر الثروة والطاقة.. وتسهيل الحركة الاستعمارية وانتقال الجيوش وحصار الأعداء.

ومؤخراً طالبت قيادات فى داعش والقاعدة بضرورة ردْم قناة السويس وتضييق باب المندب من أجل سهولة انتقال الجيوش الإسلامية من المشرق إلى المغرب!

لم يكن مشروع ردْم البحر المتوسط واقعياً، ولم يكن الكلام عن ردْم قناة السويس عاقلاً. ولكن الفارق الكبير بين مشروع «المهندس سورجيل» وتنظيم «المهندس أسامة بن لادن».. أن الأول يهدم ما لا يملك من أجل تعظيم الحضارة والمكانة، وأن الثانى يريد هدم ما يملك من أجل تدمير ما بقى من الحضارة والمكانة.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل