المحتوى الرئيسى

انتقادات لعدم دقة فحوص أعمار اللاجئين

09/17 17:31

يستفيد الأطفال اللاجئون في ألمانيا من ميزات أكبر من تلك التي يحصل عليها من يبلغون الثامنة عشرة من العمر. ولكن العديد من الوافدين الجدد ممن هم في أواخر سنوات المراهقة لا يملكون أي وثائق تثبت سنهم، خصوصا من اليافعين الذين هاجروا بدون أبائهم. ولهذا ، تمكن الفحوص الطبية من تحديد ما إذا كان هؤلاء اللاجئين أطفالا أو أشخاصا بالغين قانونيا. ولكن الأطباء والمؤسسات الداعمة تنتقد بشدة تلك الفحوص.

لسنوات عديدة تم استخدام فحوص تحديد السن في كل من برلين وهامبورغ بألمانيا، فالأطباء يحددون سن الأشخاص عبر معاينة حالتهم الفيزيائية، كما يجري ذلك بفحص الأشعة السينية للأسنان، فضلا عن فحص عظام اليد أو الترقوة. بدأت تنتشر هذه الاختبارات الطبية منذ تشرين الثاني/نوفمبر الماضي لتعم جميع مناطق ألمانيا.

يؤخذ صغار صغار ممن هم دون سن الثامنة عشرة إلى مؤسسات رعاية الشباب لحمايتهم، كما يتم توفير الدعم المادي والعملي لهم، ثم يلتحقون بالمدارس و يكتسبون حق دعوة أبائهم إلى ألمانيا، لذلك فحياتهم تعتمد كثيرا على نتائج الاختبار الطبي لتحديد السن.

شكوك حول دقة الاختبارات الطبية

خلال العام الماضي أجري في هامبورغ نحو 1000 فحص طبي لتحديد السن من قبل طبيبين في مستشفى ابيندورف الجامعي، أما هذا العام فقد انخفض هذا العدد بسبب انتقال العديد من اللاجئين إلى دول أخرى قبل تقييم أعمارهم، يستغرق كل فحص طبي نحو ساعتين والنتيجة يعلن عنها في نفس اليوم غالبا.

كلاوس ديتر مولر المدير التنفيذي للقسم المسؤول عن النظام في المدينة، يقول إنه لا توجد طريقة يمكن بها إثبات عمر الشخص اليوم. فحين يقرر الأطباء أن لاجئا ما يتراوح عمره بين 17 و 18، فقد يستفيد اللاجئ من هذا الشك، ليكون رسميا بعمر 17 سنة.

ويضيف كلاوس بالقول"إ ن هذه الاختبارات هي تطوعية، قد يطلبها اللاجئون أنفسهم لاثباث سنهم أو قد تكون بطلب من السلطات". الاختبارات تبقى مجرد جزء من عملية تقييم العمر التي يخضع لها اللاجئ، حيث يتم من خلالها إجراء مقابلات مع كل لاجئ يتابعه فيها متعلمون متخصصون.

ولكن لبعض الأطباء والداعمين للاجئين الشباب رأي آخر، إذ يرى هؤلاء بأن هامش الخطأ في هذه الاختبارات كبير جدا. وقد وجهت منظمة الأطباء الألمان انتقادات قوية لهذا النوع من الفحوصات الطبية، و صرح رئيس المنظمة الأستاذ الدكتور فرانك أولريخ مونتغمري العام الماضي قائلا: "أولا، فمن المستحيل علميا تحديد عمر الشخص بهذه الدقة العلمية، وقانونيا لا يمكن الإثبات طبيا وبشكل قاطع أنّ شخصا ما هو أقل أو فوق 18 سنة من العمر. ثانيا، يُعتبر هذا الاختبار انتهاكا للحق في السلامة الجسدية بسبب استخدام الأشعة السينية في الفحص. لكون اللاجئين أشخاصا لم يرتكبوا أية جرائم، ولهذا السبب رفض الأطباء في العديد من المؤتمرات إجراء اختبارات السن بواسطة الأشعة السينية ".

قال متحدث عن منظمة الأطباء الألمان لـDWبان المنظمة أخذت المسألة بعين الاعتبار مرة أخرى، ومن المرجح أن تعلق على الموضوع في وقت لاحق من هذا الشهر، كما أن منظمات اللاجئين هي أيضا قلقة تجاه استخدام هذا النوع من الاختبارات الطبية. هايكو هابي هو محام ومستشار لدى 'فلوخت بونكنت' وهي مجموعة تساعد اللاجئين الصغار في هامبورغ، ويعلق على الموضوع قائلا: "وفقا لرأي الخبراء، فعملية التقييم الطبي والبصري في سن الشاب هي مجرد تخمينات".

ويستطرد هايكو هابي قائلا "هناك الكثير من الأمور على المحك بسبب هذه الاختبارات: فالتمكن من الاستفادة من دورات اللغة وبرامج دعم الشباب، والمؤهلات التعليمية، ودعوة اللاجئين لآبائهم للالتحاق بهم إلى ألمانيا لن يعود ممكنا إذا ما بلغوا الثامنة عشرة، تحديد السن طبيا هو عملية مشكوك فيها، تُلائم السلطات التي ترغب في توفير الشعور بالأمن للمحاكم والإدارات."

يقول الدكتور هابي بان مجموعة 'فلوخت بونكنت' تفضّل إجراء يمتد لأمد طويل، وذلك لتمكين اللاجئين صغار السن من الاستقرار وإخضاعهم للملاحظة على مدى فترة من الزمن، إذ أن هذا من شأنه توفير تقييم أفضل لاحتياجاتهم.

انخفض عدد اللاجئين القادمين إلى ألمانيا بشكل حاد هذا العام، ولكن نسبة الأطفال غير المصحوبين بينهم آخذة في الارتفاع. إذ وصل إلى ألمانيا 25,675 طفلا ومراهقا غير مصحوب بذويه إلى ألمانيا خلال الفترة الممتدة بين يناير/ كانون الثاني وحتى نهاية يوليو/تموز من هذا العام، وذلك وفقا لمصلحة الهجرة واللاجئين الألمانية، وذلك مقارنة ب 17.909 لاجئين غير مصحوبين بذويهم عام 2015.

تشير تقديرات اليونسكو، وصندوق رعاية الطفولة التابع للأمم المتحدة، إلى أنّ 28 مليون طفلا ويافعا يفرون الآن من ويلات الحرب وغيرها من الأخطار في جميع أنحاء العالم. 11 مليون منهم غادروا بلادهم ويطلبون اللجوء في مكان آخر، وتقول اليونسكو إنّ أعداد اللاجئين الشباب الذين سافروا بمفردهم قد تضاعفت ثلاث مرات منذ 2014.

عبرت طفلة سورية عمرها نحو 10 سنوات، خلال تواجدها في مخيم للاجئين في اليونان، عن قصص الخوف والحزن التي عاشتها. بالرسم وبكلمات بسيطة عكست الأوضاع المأساوية للسوريين. رسمت قبرا لوالديها ولسوريين آخرين، ودبابات وطائرات تدك منازل سطعت فوقها "شمس الموت" حسب تعبيرها.

قبور على شكل جبال تعلوها شواهد على شكل صلبان، يرقد فيها سوريون. ورغم أن والدي الطفلة يعيشان معها في المخيم اليوناني إلا أنها كثيرا ما عاشت لحظات بكى فيها أطفال وهم يودعون أهلهم في قبور منفردة حفرت على عجل أثناء رحلة الهروب بحثا عن الحياة والأمن.

رسمت صورة لجسد الطفل السوري أيلان كردي، الذي جرفته الأمواج إلى سواحل تركيا على بحر إيجة، فهو باق في كوابيس الطفلة الصغيرة. لقد انتشرت صورة أيلان منبهة إلى مأساة اللاجئين، وأصبح رمزا لمعاناة الأطفال الذين يعبرون البحر أملا في حياة جديدة.

الأزرق هو مياه البحر. ومن معاني البحر في لغة الرموز: رحلة إلى مستقبل أفضل، وإلى عالم مجهول. لكنه عند الطفلة الصغيرة مقبرة للسورين الهاربين من جحيم الحرب والحرمان. الصورة تروي قصة أسرة لم يبق منها سوى طفل صغير يمسك بذراع أمه الغريقة.

داخل خيام اللاجئين توقفت أحلام الأطفال. كثيرون منهم كانوا يحلمون بلقاء أبائهم، الذين عبروا البحر قبلهم، أملا في الوصول إلى أوروبا ثم استقدام عائلاتهم. الطفلة الصغيرة لم يبق في ذاكرتها سوى الخيام وبوابة المخيم التي يحرسها عسكري لا يتحدث لغتها غالبا، أما الأحلام فكان مصيرها سلة المهملات.

في هذه الصورة تتحدث الطفلة عن ضياع الحلم. الأطفال في المخيم اليوناني يحلمون في العيش بسلام في أوروبا. بعضهم قال لـ DW إنهم يريدون أن يصبحوا أطباء أو مهندسين. لكن اللاجئين يقضون أحيانا سنوات في المخيمات ولا يصلون إلى أوروبا، وكل ما على الأطفال الآن هو الانتظار.

هنا مجتمع المخيمات، الذي يكبر الأطفال فيه وتتشكل شخصياتهم وسط "ظروف صعبه" كما كتبت الطفلة السورية في هذه الصورة، التي رسمتها تسجل فيها اجتماعا لبعض اللاجئين داخل المخيم، وهم يلتقون بين الخيام ويشكون لبعضهم هموما متشابهة.

كومة عالية من أجساد بشرية، تتربع فوقها علامة الموت، ومعسكرات إيواء وأسلاك شائكة. هذه المشاهد رسمتها الطفلة الصغيرة هنا لتقول لنا إنها شاهدة على ذلك كله. وكتبت في أعلى الصورة إنها "حقيقة في تاريخ أوربا".

نرشح لك

أهم أخبار الصفحات الأولى

Comments

عاجل