الغرف التجارية : زيادة النولون وتكاليف الزراعة وراء ارتفاع أسعار الخضر والفاكهة

تاجر بسوق العبور: هناك مزاد يومى لتحديد السعر.. والغلاء يصيب كل القطاعات

تشهد أسعار الخضر والفاكهة ارتفاعًا غير مسبوق منذ بداية  العام الحالى، حيث بلغ متوسط أسعار بيع كيلو الطماطم 5- 8 جنيهات للمستهلك، والفاصوليا بـ18-30 جنيهًا، كما قفز سعر الليمون لـ40 جنيهًا قبل أن ينخفض إلى 6 جنيهات فقط حاليًا، كما شهدت أسعار الخيار ارتفاعات متتالية لتتراوح بين 5 و8 جنيهات لنوع الصوب.

كانت أبرز المفاجآت فى الفاكهة، حيث لا يقل سعر أى نوع عن 10 جنيهات فى الكيلو، حيث تباع المانجو بمتوسط 15- 20 جنيهًا، والموز أيضًا والجوافة بـ8جنيهات، والتين والعنب بمتوسط سعر 8- 12 جنيهًا، وهى زيادات طارئة فى الأسعار، مقارنة بالعام الماضى الذى شهد تراجع أسعار الخضر والفاكهة فكان سعر بيع العنب 6 جنيهات، والطماطم 2.5 جنيه.

أكد يحيى السني، رئيس شعبة الخضر والفاكهة بالغرفة التجارية، أن هناك عدة أسباب لارتفاع أسعار الخضر والفاكهة، مِن بينها تراجع إنتاجية البطاطس بنسبة 50% تقريبًا بسبب وجود مشكلات فى التقاوي، هذا من جانب، بالإضافة إلى تعرُّض محصول الطماطم الصيفي أيضًا لمشكلة فى التقاوي، وتعرضها لموجة حر وهى عروة "يونيو– سبتمبر" التى تنتشر فى الصعيد، خاصة المنيا والفيوم والأقصر.

وأوضح السني أن ارتفاع تكاليف الإنتاج على المزارعين يتسبب مباشرة فى زيادة الأسعار نتيجة ارتفاع أسعار المبيدات والأسمدة وتكاليف العمالة اليومية والنقل وغيرها، كل ذلك يؤثر على أسعار البيع النهائية.

ولفت إلى أن أسعار البصل شهدت ارتفاعًا أيضًا بنسبة 50% ليصل سعر بيعه للمستهلك لما بين 5 و8 جنيهات خلال الفترة الماضية؛ بسبب اتجاه جزء كبير من المحصول للتصدير، وبلغت أسعار البطاطس اليوم 2.5- 4.4 جنيه للكيلو بسوق الجملة، وفى التجزئة ما بين 6 و7جنيهات، وسجلت الطماطم اليوم 2- 3.8 جنيه، وللمستهلك بـ5 جنيهات أو أكثر.

وفى المقابل ارتفعت صادرات البصل بقيمة 72%، لتسجل 554 ألف طن خلال الموسم التصديرى الحالى "سبتمبر– أغسطس 2016" بقيمة 226 مليون دولار، بدلًا من تصدير 323 ألف طن بصل، بقيمة 131 مليون دولار.

وبلغت أسعار بيع  البامية 6- 9 جنيهات للكيلو بسوق العبور، لتباع للمستهلك بـ12 جنيهًا، والثوم بسوق الجملة 9- 15  جنيهًا، وللمستهلك 15- 20 جنيهًا، والبصل 4- 5 جنيهات للكيلو، والخيار الصوب 6 جنيهات، والبلدى 5 للكيلو.

وعلى صعيد الفواكه استمرت الارتفاعات فى أسعار المانجو، حيث تُباع "العويس" بـ20 جنيهًا للمستهلك، والجملة بـ10- 15 جنيهًا للكيلو، والزبدية بـ12 جنيهًا للمستهلك، والموز البلدى بـ12، والمستورد بـ20 جنيهًا، والتين 8- 10 جنيهات للكيلو، والعنب البناتى الأصفر بـ13، والأحمر بـ12 جنيهًا فى سوق القطاعى.

وأكد جمال وليان، سكرتير شعبة الخضر والفاكهة بالغرفة التجارية، أن أسعار بيع الخضراوات والفاكهة ترتبط بالعرض والطلب، وفى حال زيادة العرض تقلُّ الأسعار، والعكس صحيح، لافتًا إلى أن أهم أسباب زيادة الأسعار العام الحالى هو الغلاء الذى يضرب جميع القطاعات وارتفاع تكاليف "النولون" بما يؤدى لزيادة أسعار بيع الكيلو فى النهاية.

وأوضح وليان أن أسعار بيع الفاكهة لا يوجد بها تلاعب من جانب كبار التجار كما هو شائع، فعلى سبيل المثال ترتفع الأسعار ثم تنخفض دون تدخُّل من أى أحد.

من جانبه أكد تاجر خضراوات وفاكهة بشارع سليمان جوهر بالدقي– رفض ذكر اسمه- أن أسعار البيع ترتبط بالعرض والطلب فى السوق، وارتفاع الأسعار لا يعنى ربحًا للتاجر، بل هو خسارة له؛ لأنه يقوم بشراء البضائع مرتفعة السعر ويبيعها بسعر مرتفع بهامش ربح قليل ليبيع كثيرًا، والعكس صحيح فى حال انخفاض الأسعار وتوازنها ترتفع معدلات البيع، ومن ثم يحقق مكاسب إضافية فى كل كيلو.

وأوضح أن الغلاء له تأثير، فهو مثل "العدوى" تنتقل عبر السوق لكل السلع، ومن بينها الخضر والفاكهة، مؤكدًا أن سعر النولون وارتفاع تكاليف الزراعة كان له تأثير واضح هذا الموسم على أسعار البيع النهائى.

وأكد رمضان صالح، تاجر بسوق العبور لتجارة الجملة، أنه لا يوجد ما يسمَّى تربيطات أو تلاعبًا فى أسعار بيع الخضراوات والفاكهة، منوهًا بأن دور تاجر العبور هو وسيط لبيع المزروعات من خلال فتح مزاد يومى على جميع السلع والخضراوات والفاكهة المحلية، فمثلًا تشهد الطماطم تذبذبًا فيبلغ سعرها حاليًا 5 جنيهات بعد أن بلغت 8 جنيهات، وبلغت أسعارها العام الماضى 15 جنيهًا فى الفترات التى يقلُّ فيها المحصول مثلما نشهده حاليًا.

وأوضح صالح أن بعض المحاصيل التى يزيد فيها التصدير مثل البصل، يرتفع سعرها فى السوق نتيجة أن الإنتاج كان يتم ضخه فى السوق قبل ذلك، والسوق كل يوم بحال، باستثناء ارتفاع تكاليف النقل والأجور ورواتب العمال بالمزارع، كل ذلك يظهر فى النهاية بأسعار بيع المنتج النهائى.