التخلف بالمظهر | المصري اليوم

كنت عائداً إلى لندن من مستشفى فى إيطاليا. مصطحباً زوجتى. الحقيقة أن زوجتى هى التى أرغمتنى على هذه الزيارة. خلالها فقدت 2 ونصف كيلوجرام خلال أسبوع. دفعت دم قلبى لكى لا آكل. أو آكل ما هو صحى. فى طريقى من مطار هيثرو كان طريق M4 مغلقا فى جزء منه بسبب حادث ما. هذا اضطرنا للالتفاف حول منطقة الحادث مرورا بأحد الأحياء. فى هذا الحى شاهدت عجباً!

مجموعة غزيرة من المسلمين الملتحين فى جلاليب قصيرة تحتها سراويل. كلهم يملأون الحى كسكان أصليين له. نساؤهم يمشون فى الشوارع منتقبات كلهن. لا أكاد أرى إنجليزياً إلا كل حين وآخر. بيوت مكتوب عليها للبيع. قطعاً هذه بيوت مغادرين إنجليز. هجروا بالاستبدال. By Displacement

قلت لزوجتى: هؤلاء نشاز هنا.

أجبت: بل فى العالم كله. إنهم لا يمتّون إلى عصرنا هذا بشىء. لا علاقة لهم بالحضارة المعاصرة. أبعد ما يكونون عنها. هم من عصر مضى. ولّى. تم تجاوزه. تجاوزته الإنسانية. تجاوزه الإسلام الحقيقى. تركه خلفه بلا رجعة فى عصور سحيقة. بالثورة الصناعية. بالثورة التكنولوجية. هؤلاء هم الرافضون الجدد. رافضو التحضر. رافضو ما وصلت إليه الإنسانية وما تطورت إليه.

يقبعون هناك مع «ابن تيمية» و«محمد بن عبدالوهاب». لم يغادروا الزمن. مع ذلك لا يتحرجون من استخدام كل وسائل الحداثة. ثلاجات. موبايلات. سيارات. طائرات. أغلبها وسائل من اختراع الكفرة. لكن مرحباً باستخدامها. مع الرفض التام لكل البشر. يعتبرون أنفسهم الأفضل. حتى على أبناء دينهم. هم ليسوا نسيجا عقائديا. فالعقيدة تكمن فى السريرة والضمير. بينما ما يظهر على السطح لا يعبر إلا عن تحدى الآخر.

نعم.. يجب التزام الزى فى مناسبات. هذا لا عيب فيه. أنا وأولادى مثلا عندما نذهب للقرية. التى هى مسقط رأس العائلة. نلتزم بزى أهل القرية. لا نتحرك بينهم نشازا. كذلك عندما يذهب المسلم للحج أو لأداء العمرة يرتدى ما يتناسب مع ذلك. لكنه لا يستطيع أن يعيش به بقية حياته. الرسول نفسه تغير زيه من مكة للمدينة.