المحتوى الرئيسى

المكاسب المصرية من انتصارات الجيش الليبي

09/16 20:56

الترحيب المصري بالانتصارات التي حققتها قوات الجيش الليبي بقيادة المشير خليفة حفتر، بالسيطرة على الهلال النفطي وكل منشآت النفط وطرد عصابات داعش والمرتزقة الأخرى يعكس نجاحا كبيرا للاستراتيجية المصرية إزاء الأزمة الليبية.

ومع وصول رئيس الحكومة الليبية، فائز السراج، ورئيس مجلس النواب، عقيلة صالح، إلى القاهرة أمس، للتباحث حول تبعات التحولات الاستراتيجية الجديدة، تحاول القاهرة دعم الانتصارات التي حققتها القوات الليبية بقيادة المشير خليفة حفتر، وفي نفس الوقت الحفاظ على علاقات ودية ومباشرة مع الحكومة الليبية ورئيسها فائز السراج، وسط حملة انتقادات واتهامات ضخمة ضد مصر في طرابلس والمناطق الغربية في ليبيا، بسبب دورها في دعم الجيش الوطني الذي يقوده حفتر، إضافة إلى تصدي مصر مع روسيا والصين لمنع صدور قرار من مجلس الأمن الدولي، يدين قيام قوات حفتر بالاستيلاء على الهلال النفطي في عملية مفاجئة في ١١ سبتمبر الحالي مع وقفة عيد الأضحى المبارك.

ولم تخف مصر موقفها من دعم قوات الجيش الليبي وهو ما أكد عليه وزير الخارجية، سامح شكري حين أكد حرص مصر على وحدة التراب الليبي وبذل كل الجهود لمنع أي اقتتال ليبي داخلي، مرحبا بتصريحات السراج في ذات السياق بالعمل على منع اشتعال حرب أهلية ليبية بعد تغير موازين القوى بشكل كبير، ونجاح قوات حفتر في حسم معركة الهلال النفطي وتسليم المعامل والحقول والموانئ لهيئة النفط الليبية التي ستعمل من بنغازي لتصدير ٦٠٠ ألف برميل يوميا ترتفع إلى مليون في نهاية العام وسط مطالبات دولية بأن تؤول الإيرادات إلى الحكومة المعترف بها دوليا، في الوقت الذي يصر فيه مجلس النواب المنتخب رغم انتهاء مدته على أنه صاحب السلطة الشرعية الوحيدة في البلاد وأنه إلى هذه اللحظة لم يعط حكومة السراج الثقة البرلمانية بعد تعذر حضور الغالبية البرلمانية.

وعلى الرغم من ضعف مؤشرات التوافق بين مجلس النواب والجيش الليبي من ناحية والحكومة الليبية من ناحية أخرى، إلا أن الأطراف الدولية والإقليمية ومصر بينها تحرص على عدم تدهور الأوضاع في ظل الخلل الاستراتيجي الجديد في موازين القوى التي تميل الآن بشدة لصالح الفريق الذي تؤيده مصر.

وتسعى مصر إلى استصدار قرار دولي يسمح بتسليح هذا الجيش في وقت تستند فيه حكومة التوافق إلى دعم ميلشيات مسلحة لاتتمتع بقدرات قوات حفتر التي تتلقى أيضًا دعمًا من روسيا والصين والأردن إلى جانب مصر التي تحاول توظيف انتصارات حفتر أيضا من أجل دعم دورها الإقليمي، وخاصة تجاه التعاون مع إيطاليا التي تعتبر أكثر الدول الأوروبية اهتماما وتأثرا بالمسألة الليبية.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل