المحتوى الرئيسى

تعذيب بأمر «الزعيم»!

09/16 12:22

بعد تعرضه للعديد من عمليات الإغراء لتوظيف تحويشة عمره مقابل مكاسب شهرية، قام محمد بتسليم أحد الأشخاص بمدينة الإسكندرية مبلغ 80 ألف جنيه لتشغيلها مقابل أرباح شهرية، وبالفعل حصل على فائدة عالية خلال أول شهر، ما جعله يجمع 625 ألف جنيه من الأقارب والأصدقاء وقام بتسليمها إلى نفس الشخص الذى توقف فجأة عن سداد الأرباح بحجة تعرضه إلى خسائر فادحة وأنه سيتم تعويض أصحاب رأس المال فى الشهر التالى وهو ما لم يحدث ودبَّ الشك فى قلوب أصحاب الأموال الذين طالبوا بها وطالب أصحاب الشركة بمنحه مهلة لتجهيز مستحقاتهم، لكنه هرب فجأة إلى خارج البلاد.

وعلى الفور قام محمد والعديد من الضحايا بتحرير عدة محاضر ضد صاحب شركة توظيف الأموال لضمان مستحقاتهم، وتحركت الأجهزة الأمنية، وكثفت من تحقيقاتها التى أكدت صحة البلاغات، وتم إلقاء القبض على زوجة المتهم التى شاركت زوجها فى جمع الأموال.

وعاد المتهم من الخارج، وقام بتسليم نفسه إلى النيابة التى تولت التحقيق وأمرت بحبسه، فى ذلك الوقت توجه محمد إلى المحامى الخاص به لمتابعة سير القضية وعقب نزوله واستقلاله تاكسى للعودة إلى منزله بمدينة كفر الدوار، وفى طريق العودة طاردته سيارتان إحداهما ملاكى والأخرى ميكروباص حتى تمكنوا من إيقاف التاكسى، ونزل من الميكروباص بعض الأشخاص حاملين أسلحة نارية وسيوفاً وأجبروه على ركوب السيارة بعد أن أوثقوه ووضعوا شريطاً لاصقاً على فمه، واعتدوا عليه بالضرب بطريقة وحشية.

يقول محمد استمر الضرب أكثر من ساعة حتى توقفت السيارة وأنزلونى منها، وأدخلونى منزلاً له بوابة كبيرة وتحيطه الأشجار، وصعدوا بى إلى الطابق الثانى حيث كان ينتظر بعض الأشخاص الذين أوسعونى ضرباً دون رحمة لعدة ساعات متواصلة ثم أوثقونى مرة أخرى وتركونى فى حالة إعياء شديد حتى صباح اليوم التالى، حيث أنزلونى فى بدروم المنزل، وتعدوا علىَّ بالضرب المبرح مرة أخرى، واستمر الحال على ذلك لمدة 20 يوماً كان طعامى قطعة من الجبن وشربة ماء وباقى ساعات اليوم ضرب متواصل وكانوا يقولون لى أثناء الضرب ده عقابك لأنك تجرات وشكوت (الزعيم) وأثناء الضرب بالعصى الحديدية وإطفاء السجائر فى جسدى وغرس الأسلحة البيضاء فى الساقين كانوا يضعون على فمى شريطاً لاصقاً وقماشة سوداء على عينى.

وفى الليلة الأخيرة أجبرونى على التوقيع على دفاتر كاملة لإيصالات أمانة على بياض وارتفع معدل الضرب المتواصل حتى غطت الدماء جسدى تماماً وأصبت بحالة إعياء شديد، ولم أعد قادراً على الوقوف وقاموا بتوثيقى من يدى وحملونى إلى سيارة ميكروباص وبعد ساعة من المسير توقفت السيارة فى مكان مظلم وألقونى وفروا هاربين.

وبعد حوالى نصف ساعة استجمعت قواى ورفعت رأسى حيث شاهدت أنواراً على بعد حوالى 200 متر، وزحفت على بطنى حتى وصلت إلى مصدر الضوء، وتبين أنه محطة وقود سيارات وعندما شاهدنى بعض العمال وسائقى السيارات تجمعوا حولى وأصابهم الفزع لحالتى والدماء التى تغرق جسدى، وقال أحدهم إنه مات ورفعت رأسى قليلاً حتى يفهموا أنى ما زلت على قيد الحياة وقاموا بغسل وجهى من الدماء وحضرت الشرطة وقام رئيس مباحث قسم كرموز بإحضار أطعمة وعصائر وبعد ذلك قلت لهم بصعوبة إننى كنت مختطفاً وأبلغتهم برقم تليفون زوجتى ثم نقلونى إلى المستشفى الجامعى بالإسكندرية، حيث أجريت لى الإسعافات الأولية وعدت إلى منزلى.

أهم أخبار حوادث

Comments

عاجل