المحتوى الرئيسى

جيران الضحية: صاحب الرفات هرب من الكفيل السعودي فمات في «تيران»

09/16 02:31

كتب– محمد عودة وإسلام الشاذلي

والدته: «إحنا لا عايزين صحافة ولا صحفيين» .. وجيرانه: «سيبوهم فى حالهم الناس ابنهم مات»

في حى ريفي بسيط، يقع بنطاق مركز ههيا فى محافظة الشرقية، بدأت «التحرير» رحلة البحث عن خيوط تقود للكشف عن ملابسات وفاة محمد سعد محمود، البالغ من العمر 47 عامًا، صاحب الرفات التي عثرت قوات الجيش عليها بجزيرة تيران، فإلى جوار الكوبري الصغير بدأت الخطوات في طريق يقع في الجهة المقابلة، بمنطقة كفر أبو راشد، حيث بدأت رحلة البحث عن منزل صاحب الرفات، إلا أن أمرًا غريبًا وقع عندما حاول الأهالي أنفسهم التنصل من الحديث حول ما تردد من أقاويل بشأن وفاة جارهم، سوى بوصف الطريق إلى منزله البسيط.

«التحرير» استأنفت السير في طريق ترابي غير ممهد، حسب وصف أحد أهالي المنطقة، تتفرع منه حواري ضيقة، حتى وصلت إلى الحارة السادسة، لتبدأ الانعطاف إلى اليمين، حيث يقع مسكن المتوفى الكائن على بعد نحو يتراوح ما بين 60 إلى 70 مترًا من المنعطف، لكن وقبيل الوصول إليه، حاولنا معرفة بعض المعلومات التي توصل إليها الأهالي، ليزداد الأمر غرابة بعد أن رفض كل من قصدناه في رحلتنا عن البوح بأي تفاصيل وكأنه سر حربي، ولم تكن سوى تمتمات تعقبها إشارة إلى مواصلة السير قدمًا في الحارة «البيت هناك أهو يا أستاذ»، وصلنا إلى المنزل فلم نجد أي مراسم عزاء أو تجمعات للأهالي، فبدت الحارة خالية إلا من عجوز انتهى بنا المقام أمامها، لكنها كمن سبقوها ترفض الحديث في أي شئ، وتشير إلى إحدى السيدات تقف في نافذة منزل المتوفي، وتطل برأسها لمتابعة أحد الأطفال أثناء لهوه أمام المنزل، «دي أمه روحوا اسألوها هي أنا مليش دعوة ومعرفش حاجة» .

لم يكن غريبًا علينا ما سمعناه من أمه التي ما إن سألناها عن أحد أبنائها من أشقاء المتوفي فأخبرتنا بأنهم خارج المنزل وقاطعها الطفل الصغير «فى الشغل يا عمو»، ونتيجة لكوننا من الغرباء عن المنطقة بادرت الأم بسؤالنا عن أسباب حضورنا والسؤال عن أبنائها، فما إن كشفنا عن هويتنا حتى أدارت وجهها عنا «إحنا مش عايزين صحافة ولا صحفيين سيبونا فى حالنا»، لم نلبث سوى لحظات أدارت خلالها الأم رأسها لتتبين موقفنا مما سمعناه، حتى استأنفت «شكرا يا ابني شرفتونا أنا قلتلك لا عايزين صحافة ولا صحفيين»، لتتدخل العجوز «سيبوهم في حالهم الناس ابنهم مات».

وسط ذلك الغموض الذي اكتنف رحلتنا مثلما اكتنف واقعة وفاة صاحب الرفات، توصلنا إلى أحد جيرانه، والذي ذكر أن المتوفي مفقود منذ بضعة أشهر، كما كشف عن أسباب هربه من السعودية في طريقه إلى مصر في تلك الرحلة التى قادته إلى الوفاة، شريطة احترام رغبته في عدم الإفصاح عن هويته.

وأضاف لـ«التحرير»، أن المتوفي سافر للعمل بالسعودية مثله في ذلك مثل الكثير، وواجه مشكلات مع كفيله بالعمل في السعودية، عجز خلالها عن استكمال العمل هناك لأجل الوفاء باحتياجاته واحتياجات أسرته البسيطة التي دفعته إلى الاغتراب عن وطنه، وبعد أن ضاقت به السبل، اضطر بعض معارفه إلى تهريبه من الحدود بطرق غير شرعية، وألقوا به فى البحر بعد أن ألبسوه ملابس الغطس، ليبدأ رحلة المجهول التي وقع فيها مرغمًا بسبب ضيق الحال وهربًا من مشكلاته مع الكفيل.

وأوضح، أنه بالفعل تمكن من السباحة تلك المسافة من السعودية مرورًا بجزيرة صنافير حتى بلغ جزيرة تيران، وهناك أصابه الإعياء الشديد والتعب بسبب السباحة لتلك المسافة مع الجوع والعطش، وانقطعت أخباره ولم يعد على اتصال بأحدهم، حتى قام إخوته بتحرير محضر بتغيبه، وفوجئوا بعدها بإعلان نبأ العثور على رفاته والتعرف عليها من خلال متعلقاته الشخصية التى وجدت إلى جانب جثته المتحللة، وهى رخصة قيادة مصرية وأخرى سعودية وشهادة تأدية الخدمة العسكرية، وهاتفين محمولين عليهما صور له ولأبنائه وأسرته، ومن المرجح أن تكون الوفاة قد وقعت أوائل شهر أغسطس الماضي. 

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل