المحتوى الرئيسى

لاجئ سوري ينضم لحزب "ماما ميركل".. الدين أحد أسبابه.. وممنوع من الترشح بالانتخابات

09/16 00:35

يبدو أن إعجاب اللاجئين السوريين بالمستشارة الألمانية أنغيلا ميركل بلغ حداً غير مسبوق وصل إلى درجة انضمام لاجئ قادم من حمص إلى حزبها الديمقراطي المسيحي بعد قرابة عامين ونصف من وصوله لألمانيا.

فقد انضم السوري عماد خرما في الخامس من شهر سبتمبر/ أيلول 2016 كعضو شرفي للحزب الديمقراطي المسيحي في مدينة غروسنهاين القريبة من دريسدن عاصمة ولاية ساكسونيا شرق البلاد.

وتأتي هذه الخطوة بينما ميركل تدفع ثمن قرارها الذي اتخذته في خريف عام 2015 بفتح الحدود أمام اللاجئين العالقين في هنغاريا (المجر)، الأمر الذي جعلها الزعيمة المفضلة للاجئين الذين كثيراً ما شوهدوا وهم يحملون صورها جراء ما اعتبروه موقفاً إنسانياً لزعيمة سياسية في وقت تسابق فيه القادة الأوروبيون على إغلاق الحدود في وجوههم.

وقال "خرما" إنه أراد منذ وصوله لألمانيا الانضمام لهذا الحزب، نظراً للمساعدة غير المسبوقة التي قدمتها ألمانيا للشعب السوري، في الوقت الذي تم التضييق فيه عليه في دول الجوار، موضحاً أنه من هذا المنطلق انتسب للحزب لمساعدته في تطبيق سياساتهم التي تصب أخيراً في صالحهم كلاجئين.

وفيما إذا كان يريد شكر ألمانيا أم المستشارة بإقدامه على الانتساب لحزبها، قال اللاجئ السوري في حديث مع "هافينغتون بوست عربي"، إن ما قامت بها ألمانيا كان بقيادة ميركل، التي كانت تسمى بين اللاجئين أيضاً "ماما ميركل"، مضيفاً أنها وقفت في وجه دول كانت ترفض استقبال اللاجئين، وهي من سمحت باستقبال لاجئين عبر الأمم المتحدة وكنت واحداً منهم؛ إذ جاء بشكل شرعي من لبنان.

ورأى "أنه لو أن سياسية غيرها قد تعرضت لكل هذه الضغوط لتغيير نهجها بشأن اللاجئين، لكانت قد فعلت ذلك والتفتت لمصالحها الشخصية وحل مشاكلها".

وأشار إلى أن الحزب الديمقراطي المسيحي تلقى الكثير من الصدمات جراء سياسته الخاصة باللاجئين من قِبل الأحزاب المعارضة، وأيضاً من قلة قليلة من اللاجئين الذين فعلوا أموراً صدمت الحزب بنفسه، كالقيام بأعمال إرهابية.

وفيما إذا كان الجانب الديني من الأسباب التي دفعته للانتساب للحزب، كما قيل، أكد المهندس السوري أنه من الطبيعي كونه مسيحياً أن ينتسب لهذا الحزب، إذ لطالما تعودوا على وجود أحزاب قومية فقط، فهذه هي المرة الأولى التي يجد فيها حزباً دينياً، على حد قوله.

وأكد "خرما"، وهو من سكان قرية تقع قرب مدينة حمص، أنه يتمنى أن يلتقي ميركل يوماً ما ويشكرها، مضيفاً أنه يريد أن يشكر أيضاً حكومتها والشعب الألماني على ما قدموه للسوريين.

ودعا اللاجئ السوري أقرانه من القادمين إلى ألمانيا إلى الانضمام إلى النشاطات السياسية كالانضمام للأحزاب المختلفة أو التطوعية منها، التي تنظم جهود الأفراد.

وعما إذا كان ينوي العودة إلى سوريا، يقول إنه يريد طبعاً العودة إلى بلاده وبنائها، فهو كان سابقاً يملك شركة هندسية ويعيش حياة كريمة، لكنه لا يرى العودة في صالح بنتَيه اللتين تدرسان بالألمانية، ما سيأثر على مستقبلهما، لافتاً إلى أن هذه المشكلة تواجه الكثير من العائلات السورية.

وعلى الجانب الآخر، أوضح عضو قيادي في رابطة الحزب الديمقراطي المسيحي بمنطقة مايسن، أنه لكون الرجل السوري مواطناً غير أوروبي فسيكون عضواً شرفياً في البداية، وسيكون بإمكانه المشاركة في المناسبات والنقاشات التي يجريها الحزب، لكنه لا يحق له التصويت حالياً داخل الحزب.

وخلال هذه الفترة الأولية التي تدوم عاماً، لن يدفع خرما الاشتراك (٦ يورو شهرياً)، وسيصبح بإمكانه بعد مرور عام أن يحمل العضوية الكاملة. وبحسب النظام الداخلي للحزب الديمقراطي المسيحي، يستطيع المواطنون غير الأوربيين الانضمام كضيف للحزب، على أن يكون المتقدم بالطلب قد سكن لمدة عام على الأقل في البلاد.

ولا يمكن لمن لا يحمل الجنسية الألمانية، كشأن السوري "خرما"، المشاركة في الانتخابات التشريعية الاتحادية أو على صعيد الولايات.

واعتبر يوهانيس فيولكا، عضو قيادة الحزب في منطقة مايسن، انضمام الرجل السوري للحزب إثراء، معبراً عن سعادته للنفحة الجديدة التي جلبها "خرما" معه، على حد تعبيره، مشيراً إلى أنه "باستطاعتنا تعلم الكثير منه"، بحسب ما نقلت عنه وكالة الأنباء الألمانية.

وقال فيولكا، في إشارة إلى عدم وجود تحفظات على قبول طلب السوري عماد خرما: "نحن مسرورون بكل عضو، أياً كانت جنسيته".

ولقي انضمام اللاجئ السوري للحزب اهتماماً كبيراً؛ لأنها الحالة الأولى من نوعها، في ولاية ساكسونيا الألمانية على الأقل، إذ لم يسبق أن حدث مثلها، بحسب ميشائيل كريتشمير الأمين العام للحزب في ساكسونيا، الذي وصف اللاجئ السوري بأنه "حالة خاصة".

وقال خرما لـ"هافينغتون بوست عربي": إن أعضاء الحزب تفاجأوا بطلبه الانضمام، ولم يكونوا قد حضروا أنفسهم لمثل هذا الموقف.

ويعاني الحزب الديمقراطي المسيحي، كشأن العديد من الأحزاب التقليدية، تناقصاً في أعضائه على نطاق ولاية ساكسونيا، إذ كان العدد في شهر أغسطس/آب 2016، 11022 تراجعاً عن 11579 من الشهر ذاته في عام 2015.

ورابطة الحزب في غروسينهاين غير مغمورة، إذ إن وزير الداخلية في الحكومة الاتحادية توماس دي ميزيز أحد أعضائها، ولديه مكتب هناك.

وتعيش العائلة السورية في مدينة غروسينهاين بمنطقة مايسين، التي تبعد مسافة ساعة سفر بالسيارة عن مدينة هايدناو، التي اشتهرت برفضها لاستقبال اللاجئين، وصاح متظاهرون فيها لدى زيارة المستشارة الألمانية عام 2015 "خائنة الشعب".

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل