المحتوى الرئيسى

أمريكا لن تتعاون مع روسيا في سوريا قبل دخول المساعدات

09/16 20:02

قال المسؤول الكبير في هيئة الأركان الروسية الجنرال فيكتور بوزنيخير في تصريح بثه التلفزيون الروسي اليوم الجمعة (16 أيلول/سبتمبر) "نحن مستعدون لتمديد الهدنة 72 ساعة إضافية" داعيا في الوقت نفسه الولايات المتحدة إلى اتخاذ "إجراءات حاسمة" لكي تحترم فصائل المعارضة السورية وقف إطلاق النار الساري منذ مساء الاثنين ومدد الأربعاء 48 ساعة.

بيد أن الولايات المتحدة أعلنت أنها لن تتعاون عسكريا مع روسيا في سوريا ما لم يسمح النظام السوري بوصول المساعدات الإنسانية إلى المدن المحاصرة. وقال المتحدث باسم الخارجية الاميركية جون كيربي، إن الوزير كيري ندد في اتصال هاتفي مع نظيره الروسي سيرغي لافروف بـ "التأخير المتكرر وغير المقبول في وصول المساعدات الإنسانية" إلى ضحايا الحرب في سوريا.

وتابع المتحدث أن "وزير الخارجية قال بشكل واضح إن الولايات المتحدة لن تقيم مركز التنسيق العسكري المشترك مع روسيا ما لم يتم التقيد ببنود الاتفاق الخاصة بالمساعدات الإنسانية". وتسري في سوريا هدنة منذ الاثنين إثر توصل الأميركيين والروس إلى اتفاق بهذا الشأن.

وفي سياق متصل أعادت القوات الحكومية السورية الأسلحة الثقيلة إلى طريق الكاستيلو بحلب لتأمين الطريق من أي عملية استيلاء محتملة من جانب مسلحي المعارضة، حسب ما ذكر مسؤول روسي بالمنطقة يدعى سيرغي كابيتسين، في تصريحات نقلتها وكالة أنباء " تاس " الروسية.

وقال كابيتسين إن القوات الحكومية السورية واجهت " قصفا عنيفا " الليلة السابقة وأصيب جنديان اثنان. ويعتبر طريق الكاستيلو محورا رئيسيا لإيصال المساعدات الإنسانية إلى المدينة التي مزقتها الحرب.

في بؤرة الاهتمام العالمي تقع حلب. فالمدينة المُقسمة أضحت رمزاً لفظاعات الحرب. وفي القسم الشرقي، الذي يحاصره النظام السوري، هناك نقص في كل شيء: الماء، الطعام، المسكن، العلاج الصحي. يعيش في ظل هذه الظروف المأساوية حوالي 100 ألف طفل.

إلى جانب حلب هناك 18 مدينة (كمدينة مضايا في الصورة) وهي منطقة مقطوعة كلياً عن العالم الخارجي. وحسب بيانات الأمم المتحدة يقطن في هذه المدن والمناطق المحاصرة ما يقارب 600 ألف مواطن. يشترك كل أطراف النزاع في استخدام الحصار كسلاح في الحرب. إدخال المواد الإغاثية الإنسانية إلى بعض المناطق يتطلب موافقة الحكومة السورية، وكثيرا ما ترفض منح التراخيص لذلك مرة تلو الأخرى.

كانت داريا من أولى المدن المنتفضة ضد النظام السوري في عام 2011. تحصن فيها مناهضو النظام السوري. وقام النظام بفرض الحصار عليها ما يقارب أربع سنوات وترك قاطنيها يتضورون جوعاً. في آب/ أغسطس الماضي سلَم مناهضو الأسد المدينة، ورحلوا إلى مناطق المعارضة في إدلب (في الصورة).

ليس بوسع المشافي في سوريا بعد الآن تقديم الخدمات الطبية للمرضى. "قد لاتوجد ضمادات وأدوية مما يجعل القيام بعملية استئصال الزائدة الدودية أو عملية ولادة قيصرية أمرا شبه مستحيل"، كما يشتكي رئيس "منظمة أطباء بلا حدود في ألمانيا"، فولكر فيسترباركي.

يقول رئيس "منظمة أطباء بلا حدود في ألمانيا"، فولكر فيسترباركي إنه خلال خمسة أشهر الماضية تدمرت المشافي الثمانية في الجزء الشرقي المحاصر من مدينة حلب أو تعرضت لأضرار. القلة القليلة الباقية من الأطباء السوريين يخاطرون بحياتهم لعلاج المرضى. "ليس الأمان موجوداً في أي مكان"ـ يضيف فيسترباركي.

الوضع جد مأساوي في القسم الشرقي من مدينة حلب، المحاصر من قبل النظام السوري وحلفائه. يعيش هناك حوالي 300 ألف شخص. وقد دمر القصف اليومي لطائرات النظام السوري والطائرات الروسية آلاف المنازل. في الأسبوع الماضي وحده لقي أكثر من مائة إنسان مصرعهم نتيجة هذا القصف.

هناك نقص في ماء الشرب والطعام والكهرباء في حلب. وهذا ينطبق أيضاً على الجزء الغربي من المدينة، الذي يسيطر عليه النظام. غير أن معاناة السكان هناك لا يمكن نقلها للعالم الخارجي، حيث لا يسمح النظام بدخول الصحفيين إليها.

يندر أن يخرج النلاس إلى شوارع وأسواق حلب، خوفاً من القصف الجوي، يقول أحد مراسلي الإذاعة المحلية، "راديو حارة". أغلب المحالات التجارية مغلقة ولم تعد هناك حياة طبيعية. الحاضرة المليونية أضحت واحدة من أخطر مدن العالم.

بالرغم من أن الهدنة تمنح للناس متنفساً لبعض الوقت وتخفف من معاناتهم قليلاً، إلا أن سكان المدن المحاصرة يستمرون في العيش مقطوعين عن العالم الخارجي وعن المساعدات الإنسانية. ووصف الأب الفرنسيسكاني، فراس لطفي، الذي يوزع الماء والطعام، الوضع هناك قائلا: "هنا يعيش الناس وكأنهم في سجن كبير".

من ناحية أخرى قال مصدر من المعارضة السورية إن عددا محدودا من القوات الأميركية دخل بلدة الراعي السورية قرب الحدود مع تركيا اليوم الجمعة في إطار عمليات تنسيق الضربات الجوية ضد تنظيم "الدولة الإسلامية". وأضاف المصدر أن العسكريين الأميركيين الذين تراوح عددهم بين خمسة وستة اضطروا للانسحاب صوب الحدود التركية بعدما احتج مقاتلون سوريون على وجودهم في البلدة.

وأكد المرصد السوري لحقوق الإنسان الواقعة وقال إن العسكريين غادروا بلدة الراعي لكنهم ما زالوا داخل سوريا.وقال مسؤول أميركي طلب عدم نشر اسمه إن التقارير الأولية تؤكد على ما يبدو الواقعة التي تتعلق بعدد صغير من القوات الأمريكية.

أهم أخبار العالم

Comments

عاجل