المحتوى الرئيسى

كان يُتقن ويعطى! | المصري اليوم

09/15 22:50

تأخرت فى الإشارة إلى كتاب مُهم، كان قد جاءنى من الأستاذ معتز الألفى، عنوانه: الريادة والقيادة.. وهو صادر عن مركز الخبرات المهنية للإدارة، بثلاث مقدمات للدكاترة عبدالرحمن توفيق، وعاطف عبيد، ومعتز بالله عبدالفتاح!

الكتاب لا يروى بالكلمات والصور مسيرة حياة للأستاذ الألفى وحده، باعتباره واحداً من أصحاب الأعمال الناجحين فى البلد، وفى المنطقة، ولكنه كتاب عن عائلة عريقة وكبيرة، كانت لها ولاتزال أملاك وأطيان وأموال، فقررت منذ البداية أن يكون للأطيان والأملاك والأموال دور اجتماعى فى الوطن.. وإلا.. فما قيمتها الباقية فى آخر المطاف؟!

والدور الاجتماعى عندها، بكافة أفرادها البارزين، يتلخص فى تشييد مدرسة قادرة على أن تقدم خدمة تعليمية جيدة لطلابها، أو فى وحدة صحية قادرة أيضاً على أن تقدم العلاج المطلوب لكل مريض يقصدها!

وعندما أنشأ حامد باشا الألفى، مدرسة الألفى الثانوية فى منيا القمح، عام ١٩٠٥، لم يكن يعرف أن المهندس سيد مرعى، والمهندس مشهور أحمد مشهور، والشاعر فكرى أباظة، والفنان حمدى غيث، والكاتب الأستاذ وحيد حامد، ومحمد بك الألفى، أول مدير لشركة مياه القاهرة، واللواء سعيد الألفى، مدير كلية الشرطة الأسبق، والدكتور على عبدالرحمن، رئيس جامعة القاهرة السابق، والوزير محمد الغمراوى سوف يكونون جميعاً من بين خريجيها!

أما شارع الألفى فى وسط البلد، فهو يحمل اسم محمد بك الألفى، الذى تعود إليه جذور العائلة، وكان كبيراً للأمراء المصريين فى القرن الثامن عشر.. وأما إبراهيم باشا الألفى فكان قائماً على أنشطة المحليات والخدمات فى البلاد أيام الخديو عباس حلمى الأول، الذى حكم مصر من عام ١٨٤٨ إلى ١٨٥٤، وأما حسن بك الألفى فكان مفتشاً للصحة فى الوجه القبلى، مع عباس حلمى الثانى الذى حكم من ١٨٩٢ إلى ١٩١٤.

وعندما قام مستشفى على الشاطئ الغربى للنيل عام ١٩٣٨، على مساحة ١٣ فداناً، لعلاج الفقراء، كانت السيدة التى تبرعت بالأرض هى حفيظة هانم الألفى!

أما المدارس أو الوحدات الصحية، التى أنشأها الأستاذ معتز، أو ساهم فى إنشائها، أو كان عضواً فى مجالس إدارتها، فهى قائمة طويلة بلا حصر فى الكتاب، ولذلك كان هو أول مصرى يصبح نائباً لرئيس مجلس أمناء الجامعة الأمريكية فى القاهرة منذ إنشائها عام ١٩١٩.

مفهوم الريادة عنده أن يعمل إنسان فى محيطه، وفى مكانه، من أجل أن يكون اليوم أفضل من الأمس، وأن يكون الغد أفضل من اليوم، له ولغيره على السواء، ولن يتحقق ذلك إلا إذا اتصف كل عمل يقوم به أى واحد منا بصفات ثلاث: الإتقان والإنجاز ثم العطاء.

وحين توقف هو فى آخر الكتاب مع القارئ أمام ثمانية رجال ممن شغلوا أنفسهم بالمستقبل، أكثر مما انشغلوا بأى شىء آخر، أحسست بأنه يميل أكثر إلى «فينود خوسلا»، أحد المؤسسين المشاركين فى شركة عالمية كبرى، والذى يؤمن بأن ٨٠٪ من الأطباء سوف تحل الأجهزة القادرة على التحليل والتشخيص مكانهم فى المستقبل القريب! ويؤمن «خوسلا» بأن دور الطبيب يجب ألا يتوقف عند حدود إعطاء العلاج وفقط، وإلا فسوف يكون من مصلحته أن تتكاثر أعداد المرضى على بابه، وإنما عليه أن يعمل على منع المرض واتقائه قبل حدوثه أصلاً، وهذا بدوره فى حاجة إلى أن تراجع كليات الطب ومراكز الأبحاث الطبية أفكارها ومناهج الدراسة فيها، لتتوجه أكثر إلى الجينات البشرية والأمراض الوراثية.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل