المحتوى الرئيسى

رئيس أئمة فرنسا حسن شلجومي لـ«المصرى اليوم»: أرفض النقاب وأدعم البوركيني (حوار) | المصري اليوم

09/15 22:09

لٌقب بالإمام «المتصهين» تارة وبإمام «ساركوزى» تارة، هو حسن شلجومى، هو رئيس أئمة فرنسا، المثير للجدل، بعد زيارته لإسرائيل، ورفضه ارتداء النقاب، وتوعده المنظمات الإرهابية «المصرى اليوم» حاورته هاتفيًا من فرنسا، عن أزمة «البوركينى»، وعن أوضاع المسلمين في فرنسا والقيود التي تتعرض لها المساجد بعد هجمات «باريس».. وإلى نص الحوار:

■ في البداية لماذا تحظى بحماية بوليسية دائمة؟

- لأننى أول من تجرأت ورفضت ارتداء النقاب منذ 2008، حيث ترى أغلب المذاهب الإسلامية أن كشف الوجه ليس عورة، فكيف في بلد علمانى مثل فرنسا ترتدى سيدة نقابا، ولا تكشف وجهها للأمن، ولأننى هاجمت العمليات الإرهابية في أوروبا وفرنسا، فظهرت فتاوى تبيح سفك دمى، والتحريض على قتلى من قبل بعض الجماعات، وحاول تنظيم «داعش» مهاجمتى في 13 نوفمبر الماضى، في منزلى بمدينة «درانسى» شمال باريس، أثناء هجمات التنظيم على مسرح باتكلان واستاد دوفرانس وحانة فولتير وسط العاصمة، ولكن الأمن الخاص بى تعامل معهم وفر المهاجمون هاربين.

■ ما دورك في تصحيح فكرة الإسلام في فرنسا؟

- حقيقة أنا من الأوائل خلال حكم الرئيس السابق نيكولا ساركوزى، أرى أنه يجب على الأزهر أن يعود لدوره الأصلى، فهناك فراغ فكرى وروحى في بلد علمانى مثل فرنسا، ثانيًا أعلم أن أغلب العلماء المسلمين في فرنسا مشغولون بعائلاتهم، رغم وجود أكثر من 100 ألف مصرى و700 ألف تونسى والإخوة المسيحيين العرب 200 ألف، و2 مليون جزائرى، فضلا عن المسلمين الأتراك ولكن دستور الدولة الفرنسية عام 1905 الذي نص على فصل الدين عن الدولة، بعدما وقعت مجازر وقتها بسبب هيمنة الكنيسة على الدولة، مما جعل فرنسا تسير بمبدأ الفصل بين الكنيسة والدولة، وأن الجمهورية لا تعترف بأى ديانة من الديانات ولا توظّفها ولا تدعمها، لذلك فهى لا تعير للمسلمين أو أي ديانة أخرى أي اهتمام ولا بأحوالهم.

■ ما هي القيود المفروضة على الإسلام والمسلمين في فرنسا؟

- أولاً تدخل الدولة في إعادة صياغة الإسلام وتأسيس مؤسسة الإسلام الفرنسى، بعد العمليات الإرهابية التي طالت فرنسا منذ 18 شهرًا، وقُتل فيها 258 شخصًا، بجانب حالة الفراغ الفكرى الإسلامى في البلاد الذي دفع الدولة للتدخل لصياغة الإسلام من جديد، وفقا للهوية الفرنسية، ولكن أدعو الناس ألا تتخوف من تحريف القرآن، فقرآن الغرب هو قرآن الشرق، لن يحرف بالمعنى الذي يفهمه الناس ولكن التغيير سيكون في التعامل وتدريب الأئمة على كيفية التأقلم مع المجتمع الفرنسى وعلمانية الدولة، وثانيًا للحد من الأفكار السلفية الإخوانية التي يمكن أن تؤدى لحرب أهلية، إما عن طريق حظر بعض البلديات ارتداء زى البحر الإسلامى «البوركينى»، فأنا مع ذلك ولكنى لست ضد «البوركينى»، وإنما ضد السباحة فيه في مناطق ضربها الإرهاب لعدم استفزاز المواطنين الفرنسيين.

■ ما هي تبعات توقف تمويل الحكومة للمساجد في فرنسا عليكم.. وكيف تعوضون ذلك؟

- أولا: كان هناك اتجاه في فرنسا لوقف التمويل الخارجى للمساجد منذ أحداث 11 سبتمبر 2001، إلا أن ذلك لم يحدث، وفى 2005، أسس وزير الداخلية وقتها دومينيك دو فيلبان، مؤسسة للإسلام تعتمد على التمويل الخارجى للمساجد، ولكن منذ 4 سنوات أصبحت وزارة الداخلية الفرنسية تخشى من تمويل الإرهابيين للمساجد، خاصة أن فرنسا يوجد بها 2000 مسجد، تتمتع بحريات غير موجودة في بلدان مسلمة في الوطن العربى، من خلال ممارسة شعائرهم وأفكارهم بحرية، أما بعد وقف التمويل، لن تتمتع تلك المساجد والقائمين عليها بحريات، وستكون هناك مراقبة صارمة، خاصة بعدما أنشأ وزير الداخلية برنار كازينوف مؤسسة الإسلام لمراقبة تمويل المساجد، فالمساجد ستتأثر لأن المؤسسة لن تتحمل تمويل أكثر من 2000 مسجد، لأنها ستعتمد على تمويل مسلمى فرنسا، كما أن هناك بعض القيود التي فرضت على الإسلام، ومنها غلق بعض المساجد، لأن الدولة اعتبرتها جمعيات أو مصليات وليست مساجد.

■ ما هي أخطر التحديات التي يعانى منها مسلمو فرنسا في ظل حالة الطوارئ والقيود الأمنية؟

- هناك جملة ربما لا تعجب البعض من المسلمين، وهى أنهم «يجب أن يعودوا من حيث أتوا»، أو أن يفكروا في مستقبلهم في أوروبا بعد صعود الأحزاب اليمينية المتطرفة سياسيًا، وخاصة بعد ما فعله «داعش» بالمسيحيين في الشرق الأوسط، فسنرى عمليات انتقامية من اليمين تجاه المسلمين، خاصة أن أبناء الجالية الإسلامية أصبحوا عرضة للضرب والإهانة والشتائم، لذلك أتساءل: «كيف سنخرج من هذا المأزق؟».

■ هل هناك رد فعل إسلامى عام رافض للتحركات الفرنسية لتقييد الدين الإسلامى من حيث تمويل المساجد وتدريب الأئمة؟

- كل ما أطلبه هو أن الأزهر الشريف في مصر يجب أن يدعمنا ويدرب الأئمة بدلا من الدولة الفرنسية، لأنه المرجعية الفكرية لنا، ويجب ألا يتركنا لدعاة التكفير من الإسلام الراديكالى.

■ كيف ترى الاختلافات بين الحكومة الحالية والسابقة في التضييق على الإسلام والمسلمين؟

- أنا أعرف الحكومتين، وبالطبع هناك اختلافات ولكن في فرنسا هنا كان المسلمون يلقبوننى بـ«إمام ساركوزى»، لأننى أرى أنه في عهده كان الأمن أقوى لخلفيته الأمنية كوزير داخلية سابق، لذلك كانت فرنسا آمنة، ولم يقم أي فرنسى بإلصاق الإسلام بالعنف، وكان الإسلام يعامل باحترام، وكان هناك وزراء مسلمون في حكومة ساركوزى، وكذلك حكومة الرئيس فرانسو هولاند تحترم الإسلام، وحاول هولاند أكثر من مرة أن يوافق بين الدين الإسلامى والمجتمع، ولكن المجتمع يرفضه فقط بسبب الهواجس الأمنية.

■ هل يخشى مسلمو فرنسا عودة ساركوزى للرئاسة وصعود اليمين المتطرف؟

- لا، إنهم يخشون عودة ساركوزى لأنه خلال حكمه، كان هناك وزراء مسلمون في حكومته، ولكنهم يخشون اليمين المتطرف خاصة بعد تصاعد الأعمال العدائية لـ«داعش» تجاه المسيحيين في الوطن العربى وهجومهم على فرنسا.

■ ما هي تحفظات مسلمى فرنسا على تحركات الحكومة لحصار الإسلام؟

- لا يوجد حصار للإسلام في فرنسا، حتى لو هناك بعض التصرفات تجاه المسلمين من قبل بعض المواطنين أو الحكومة، لكن المساجد تبقى مفتوحة.

■ في يناير الماضى تناول هولاند الشاى في المسجد الكبير معكم تكريما لضحايا الإرهاب في باريس.. فماذا كان يقصد من هذه الزيارة؟

- أراد طمأنينة الشعب الفرنسى والمسلمين بأن فرنسا حاضنة لكل الأديان، وقطع الطريق على من يريدون زعزعة الإسلام في فرنسا بعد العمليات الإرهابية، وهى زيارة هدفها سياسى من أجل المصلحة، ليدعمه المسلمون في الانتخابات الرئاسية المقبلة، وقال لى هولاند في المسجد وقتها، إنه لا يحب المصطلحات التي تشوه الإسلام، وهولاند عكس ساركوزى، إذ أن الأخير يحب المصطلحات التي تهاجم المسلمين.

■ كيف تنظر إلى قرار حظر «البوركينى» في بعض البلديات حتى بعد تعليق القرار من قبل المحكمة العليا؟

- البلديات الفرنسية ترى أن ظهور جسم المرأة على البحر يعبر عن الرشاقة وهذا حقهم، أما في الإسلام هذا حرام، لذلك بدأت الأزمة في بداية مايو الماضى، عندما استغل رئيس بلدية نيس الأمر، وحظر «البوركينى» بشكل محدود حتى وصلنا إلى قرار حظره، لكن قرار تعليق حظره من قبل المحكمة العليا يعتبر انتصارا لـ«البوركينى»، والبلديات تقوم الآن بصياغة قانون جديد يتوافق مع العلمانية والهوية والقيم الفرنسية من أجل منعه، واستغل رئيس الوزراء الفرنسى مانويل فالس الموضوع وقام بحمله تحريضية ضده، وأراد ثورة أفكار ضد «البوركينى» الذي يرى فيه أن الإسلام يهيمن على حرية المرأة، أما أنا، فأرى أن من حق المسلمة ارتداء «البوركينى» لكن في البحر فقط، لأنه يعتبر ملكها، أما المسابح فهى خاصة بالقرى والأندية والفنادق فهم لهم الحق في منعه.

■ لماذا يهددك تنظيم «داعش»؟

- لأننى وقفت ضدهم عقب هجوم «شارلى إبدو» بعدها قاموا بمهاجمتى وقت هجمات باريس، ولكن «الله سلم»، وأدعو كل المصريين والتونسيين والعرب أن يخرجوا عن صمتهم ويحاربوا «داعش»، للدفاع عن إسلامنا الذي سرقه، خاصة أن مصر من الدول التي دفعت ثمن الصمت ضد ممارسات الإخوان لاسيما بعد مقتل الرئيس الراحل أنور السادات، الذي دفع ثمن رفضه حمل السلاح والعنف.

■ في 2012 حملت لواء الصداقة السامية مع إسرائيل، كيف كانت ردود الفعل، ولماذا اخترت تل أبيب تحديدًا وكان بإمكانك التعاون مع يهود فرنسا كديانة؟

- في إبريل 2012، قام شاب يدعى محمد رماح في تونس بعملية إرهابية راح ضحيتها أطفال مسلمون ويهود، وقتها كان رئيس الوزراء الحالى مانويل فالس، وزيرا للداخلية، وأدان العملية واتهم الإسلام بالعنف ضد اليهود، وقتها قررت الذهاب لتل أبيب لأثبت للعالم أن الإسلام دين سماحة، وقتها أطلق البعض على لقب «الإمام المتصهين» وهذا لا يهمنى، الأهم الحفاظ على سمعة الإسلام.

نرشح لك

أهم أخبار صحافة

Comments

عاجل