المحتوى الرئيسى

9عمليات تجميل شوّهت الحكومة

09/15 18:55

زكي: غياب الرؤية العامة من قبل المسئولين.. حمزة: غياب القواعد العلمية والدراسات الاستشارية

"جات تكحلها عمتها".. مثل شعبي ينطبق على ما فعله مسئولو المحليات في معظم المحافظات بعدما قرروا العمل على تجديد بعض التماثيل في ميادين مصر المختلفة، الأمر الذي أثار ضجة على شبكات مواقع التواصل الاجتماعي، ما دفع الحكومة إلى إصدار بيان منذ يومين تحظر فيه وضع أي تماثيل أو لوحات جدارية في أي ميادين بالقاهرة، والمحافظات.

جاء في مقدمة تلك التماثيل تمثال "أم الشهيد" بمدينة البلينا بمحافظة سوهاج بصعيد مصر، الذي أرادت به المحافظة تكريم شهداء الجيش المصري، لكنها جسدت "أم الشهيد" في صورة سيدة ريفية نحيفة، يقف خلفها، ويحيط بخصرها جندي، يرتدي خوذة، ويلفها بذراعيه، وهي ممدودة الذراعين، فيما اعتبر الأهالي أن التمثال يدعو إلى "التحرش".

ورأى نشطاء بمواقع التواصل الاجتماعي، أنه يظهر الجندي بصورة غير لائقة مع امرأة ترمز للدولة المصرية، مشددين على أن التمثال بذلك يحمل إيحاءات جنسية مرفوضة، ويصور القوات المسلحة المصرية في صورة من يقوم بإغواء مصر، ممثلة في صورة الفلاحة.

ورأوا أن التمثال يعبر سياسيًا عن "علاقة غير مرغوبة بين الجيش ومصر"، مؤكدين أنه لا يليق وضعه بميدان يواجه مدرسة ثانوية للبنات.

وفي مسلسل تشويه الرموز كان حاضرًا في تلك صورة تمثال الأديب عباس محمود العقاد في أسوان، الذي تم ترميمه وتجديده، في العام الماضي، وأزاح الستار عنه محافظ أسوان السابق اللواء مصطفى يسري، حيث سخر رواد مواقع التواصل الاجتماعي من صورة التمثال وشبهوه  بشخصية "أحمد التباع".

وحضر أيضًا تمثال الزعيم مصطفى كامل، والموجود عند مدخل قرية دنشواي بمركز الشهداء في محافظة المنوفية، ويظهر فيه وهو يرتدى بالطو بنيًا وبدلة وطربوشًا، ويشير بيديه إلى الأمام، حيث سخر رواد مواقع التواصل الاجتماعي من التمثال، واصفين إياه بالمخبر في الأفلام المصرية القديمة.

ظهر مؤخرًا تمثال لرفاعة رافع الطهطاوي، بمسقط رأسه بمدينة طهطا بسوهاج، ولكن بصورة مشوهة، الأمر الذي وصفه المصريون بأنه كارثة فنية.

أثار تمثال الملكة فرتيتي، الموجود بمدخل مدينة سمالوط بمحافظة المنيا، سخرية العديد من رواد مواقع التواصل الاجتماعي، وذلك بسبب الفارق الكبير بين الأصل والتمثال الذي تم وضعه على مدخل المدينة، واصفين إياه بـ"المسخ".

أثارت أعمال تجديد تمثال الفنان الراحل محمد عبدالوهاب، بحي باب الشعرية، سخرية نشطاء موقع التواصل الاجتماعي فيس بوك، بسبب الألوان الغريبة والتصميم السيئ الذي تم اختياره للتمثال، ووصفوه بأنه يُشبه الرئيس السابق حسني مبارك بالنوتيلا، وآخرون شبهوه بالإعلامي عمرو أديب.

 تمثال الزعيم أحمد عرابي، الموجود في مسقط رأسه بقرية رزنة بالزقازيق، لم يكن بمنأى عن التشويه وسخرية مواقع التواصل الاجتماعي، بعد أن رممه المسئولون بدهانه باللون الأخضر، ووصفوه بـ"الرجل الأخضر".

 كما أثارت عمليات تجديد ودهان لتمثال أم كلثوم الموجود بميدان أبو الفدا بميدان الزمالك، غضب رواد مواقع التواصل الاجتماعي، واعتبروه استمرارًا لمسلسل تشويه تماثيل رموز الوطن.

لم يكن تمثال الفنان سيد درويش بعيدًا عن التشويه، فقد سخر رواد محطة الرمل بمحافظة الإسكندرية، من تصميم التمثال، حيث جاء النحت والتصميم سيئًا كما وصفها أهالي الإسكندرية، مما أدى إلى تشكيل لجنة من جانب كلية الفنون الجميلة لبحث صلاحية وجودة التماثيل.

قال عمرو زكي، خبير الآثار، إن ما يحدث في تماثيل الرموز المصرية في كل محافظات الجمهورية، يعد تشويهًا لرموز مصر وهدمًا لتاريخها، موضحًا أنه على الدولة الاهتمام بتلك التماثيل بإخراجها في أحسن صورة، وذلك بالرجوع للمتخصصين في وزارة الآثار وكلية الفنون الجميلة.

وبين في تصريحه لـ"المصريون"، أن ما يحدث لتلك التماثيل يرجع إلى عدم إشراف المتخصصين وغياب الرؤية العامة من قبل المسئولين في المحليات.

وتابع: "يجب أن يكون هناك مشرفون بشكل دوري من قبل وزارة الآثار وكلية الفنون الجميلة، للعمل على إخراج تلك التماثيل بشكل يليق بتاريخ مصر ومكانتها".

واقترح خبير الآثار على الدولة، عمل لجان من طلبة كلية الآثار والفنون الجميلة للتدريب على عمل التماثيل والحفاظ عليها وصيانتها. 

 وقال الدكتور محمد حمزة، وكيل كلية الآثار جامعة القاهرة، إن غياب القواعد العلمية والدراسات الاستشارية في مصر والمتعارف عليها لترميم التماثيل والآثار بكل دول العالم، هو السبب الرئيسي في إخراج التماثيل بهذه الصورة السيئة.

أهم أخبار متابعات

Comments

عاجل