المحتوى الرئيسى

طرائف وغرائب ومآسي الاعتقالات

09/15 17:30

منذ الإطاحة بالرئيس الأسبق محمد مرسي، في 3 يوليو 2013، شهدت البلاد حالات اعتقال عشوائي واسعة، على إثر الاعتصامات والتظاهرات التي خرجت متضامنة مع مرسي.

ووفق منظمات حقوقية ومراقبين، تجاوز عدد المعتقلين السياسيين في مصر حاجز الـ50 ألف معتقل، أغلبهم من الجماعات الإسلامية والمتعاطفين معها.

"كل الطرق تؤدى إلى السجن في مصر"..  هكذا قيل، لا تمروا بجوار مسيرة منددة بالنظام حتى ولو كنت متعاطفًا أو مؤيدًا له، فربما سحبك أحد الشرطيين من رقبتك إلى السجن.

ولا تفكر في إنهاء أوراق عملك بالحي المجاور لمنزلك سيكون مصيرك حينها العازولي أو العقرب، ولا تتحدث كثيرًا مع زملائك في الجامعة فتفصل أو يتم اعتقالك، ولا تفكر في الهجرة لتركيا فتأشيرتها فخ أمن الدولة لإيقاعك، ولا تحمل كتبًا، ولا تحضر زفافك.. حكايات وروايات لمئات من المواطنين الذين تم القبض عليهم في ظروف مريبة.

"المصريون" ترصد أبرز وأغرب وقائع الاعتقال منذ الإطاحة بمرسى..

آخر تلك الوقائع، كانت الأربعاء الماضي، حين اعتقلت قوات أمن مدينة السادات بمحافظة المنوفية "عريسًا" ليلة عرسه واقتادوه إلى قسم الشرطة بتهمة الانتماء إلى جماعة الإخوان والتحريض على التظاهر.

وداهمت قوات الأمن مسكن محمود العليمي، عقب ذهابه إلى شقته بعد زفافه مباشرة واعتدت على كل محتويات الشقة وأخذت الهواتف والمتعلقات الشخصية، وفق أسرته.

في وقت سابق، احتجزت نيابة قسم الجيزة أحمد يوسف، مصورًا صحفيًا، لمدة 24 ساعة لحين انتهاء تحريات الأمن الوطني حول انتماءاته الفكرية والسياسية بعدما ألقي القبض عليه أثناء تصويره الأشجار الطبيعية أمام جامعة القاهرة.

وألقي القبض على يوسف، أثناء تواجده أمام جامعة القاهرة لقيامه بتصوير بعض الأشجار النادرة والجاذبة للنظر بهاتفه المحمول، حيث إنه دائمًا يقوم بمثل هذه الأمور وينشرها عبر صفحته بموقع فيس بوك، لكن تصادف تواجد ضابط مرور واصطحبه إلى غرفة المرور المتواجدة بالميدان، واتهمه بتصوير بعض مهمات وزارة الداخلية "ونش مرور" تصادف تواجده بالمنطقة.

من أغرب حالات الاعتقال، اعتقال الطالب محمود محمد، المعروف إعلاميًا بـ"معتقل التيشيرت"، والذي أخلي سبيله، في مارس الماضي.

وتعود خلفية القبض عليه إلى الذكرى الثالثة لثورة 25 يناير 2011، حين ارتدى "تيشرت" كتب عليه جملة "وطن بلا تعذيب"، وحينها ألقت قوات الأمن القبض عليه أثناء عودته إلى منزله، وعرض على النيابة في اليوم التالي، لتوجه له اتهامات بالانتماء إلى جماعة إرهابية وحيازة مفرقعات ومولوتوف والتحريض على أعمال عنف.

وفي نهاية يونيو قبل الماضي أطلقت منظمة العفو الدولية حملة دولية لجمع التوقيعات لمطالبة النيابة العامة باﻹفراج عن الطالب محمود محمد، إلى جانب دعوات من منظمات أخرى بينها هيومن رايتس ووتش.

فى ديسمبر الماضى، تعرضت راكبة مصرية، قادمة من أمريكا اللاتينية عبر أديس أبابا، للقاهرة، لعملية توقيف واحتجاز أمني.

السبب الغريب الذي دفع شرطة الميناء، للقبض عليها، حيازتها أسماء وعناوين وأرقام تليفونات، والبريد الإلكتروني لبعض الأشخاص، وصورة ضوئية من كتاب المناضل الفلسطيني "غسان كنفاني"، وبالكشف على بياناتها جنائيا، تبين سابقة اتهامها في القضية رقم 1686 لسنة 2003 قسم الأزبكية "شغب".

ألقت أجهزة الأمن القبض على طالب، في نوفمبر 2014، في محيط جامعة القاهرة، بحوزته رواية تتحدث عن "ديكتاتورية الأنظمة العسكرية، ومراقبة الشعب عبر شاشات الرصد".

والرواية العالمية للكاتب والصحفي البريطاني جورج أورويل، لاقت دعوات للقراءة بشكل كبير على مواقع التواصل الاجتماعي فيس بوك وتويتر، فيما أعلن نشطاء عن شرائهم إياها أو تحميلها من الإنترنت، لمعرفة التهمة التي تسببت في إلقاء القبض على الطالب.

ورواية 1984، قدمها أورويل في عام 1949 قبل وفاته بعام، وتنبأ من خلالها بمصير العالم، الذي ستحكمه قوى كبيرة، تتقاسم مساحته وسكانه، ولا توفر أحلامهم وطموحاتهم، بل تحولهم إلى مجرد أرقام في جمهوريات "الأخ الأكبر"، الذي يراقب كل شيء ويعرف كل شيء، حيث يمثل حكمه الحكم الشمولي.

منذ اليوم الأول للثورة، ظهرت "موضة" الدبابيس التي تحمل شعاراتها، وعقب فض رابعة انتشرت الفكرة كالنار في الهشيم، غير أن الشرطة المصرية لم تمهل أحدًا في التعبير عن رأيه من خلالها.

الشيخ ربيع أبوعيد، كفيف لاحقته تهمة تكسير وترهيب وحمل سلاح أبيض وقطع طريق واستعراض قوة وقنص ضابط شرطة وذلك في مركز دمياط، في القضية المعروفة بـ"قضية الشارع الحربي".

وربيع أبو عيد، هو أحد أكبر علماء مصر في علم القرآن والحديث، حاصل على إجازة في القراءات العشر ودراسات عليا في علوم الحديث، وعضو بالاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، وصاحب مدارس تحفيظ القران في محافظة دمياط.

وفي أغسطس 2015، قررت محكمة جنايات دمياط إخلاء سبيل الشيخ الكفيف "ربيع أبو عيد" لظروفه الصحية، بعد أن استمر حبسه لمدة 547  يومًا.

مآس وروايات لمن نُفذ فيهم حكم الإعدام بعد أن صدر بحقهم قرار إحالة من المحكمة العسكرية بالهايكستب للمفتى في قضية تفجير كمين مسطرد، والمعروفة إعلاميًا بـ"خلية عرب شركس".

وكانت النيابة العسكرية قد وجهت للمتهمين تهمة تفجير كمين مسطرد وكمين الأميرية وقتل جنود,  بتاريخ 19 مارس 2014، وأعلنت وزارة الداخلية عن ضبط هؤلاء المتهمين فى مؤتمر عقده وزير الداخلية السابق محمد إبراهيم بتاريخ 30 مارس 2014 ذكر فيه أنه "تم تحديد عدد 7 من أبرز كوادر تنظيم أنصار بيت المقدس والثابت تورطهم فى تنفيذ معظم حوادث الاغتيالات والتفجيرات التي شهدتها البلاد.

غير أن الأوراق الرسمية وشهادات الأهالي ومحامي المتهمين أثبتت أنهم أعدموا بعد إدانتهم بارتكاب وقائع تمت خلال فترة احتجازهم بسجني العقرب والعازولي.

174 غرب عسكرية في 11 يوليو 2015، بثت القوات المسلحة مقطع فيديو ظهر فيه شباب عقب إلقاء القبض عليهم، باعتبارهم "أحد أخطر الخلايا الإرهابية التى تستهدف النيل من مقدرات البلاد، وتهديد الاقتصاد والأمن القومي، واستهداف الشخصيات الهامة بالدولة"، حسب بيان الجيش وقتها.

الشباب الذين تتشابه ظروف القبض عليهم كثيرًا مع ظروف ضحايا "عرب شركس"، صدر بحقهم مؤخرًا، أحكامًا بإعدام 8 منهم، والمؤبد لـ 12 وأحكام مشددة في القضية المعروفة إعلاميًا بـ"174 عسكرية".

اثنان من المتهمين في هذه القضية المسماة "174 غرب عسكري" كانا يوم اعتقالهما في مطعم واحد مع الناشطة الشابة إسراء الطويل، ثم ظهرا بعد اختفاء قسري بوجهين عليهما آثار تعذيب كثيف يقرّان بجرائم إرهابية، وفيما تم توجيه نفس التهم ابتداء إلى إسراء فقد اتخذت قضيتها مساراً مختلفاً عن مسار مرافقيها فتم تحويل قضيتها إلى القضاء المدني والآخرين إلى القضاء العسكري.

أحمد عبد الباسط، هو أحد المتهمين في القضية والمحكوم عليه بالإعدام قال في تصريحات صحفية، إنه اضطر في شهر أبريل 2014، للسفر خارج مصر لإحدى دول الخليج للبحث عن عمل، وفي أحد أيام شهر رمضان، وخلال صلاة التراويح، اتصل به أهله وأصدقاؤه من مصر لإبلاغه أنهم فوجئوا بظهوره على القناة الرسمية المصرية.

أهم أخبار متابعات

Comments

عاجل