المحتوى الرئيسى

ماذا بعد خسارة حكومة الوفاق الليبية للهلال النفطي؟

09/15 12:36

فقدت حكومة الوفاق الوطني في ليبيا السيطرة على موانئ تصدير النفط الرئيسية لصالح قوات تتبع سلطة معادية لها بقيادة المشير خليفة حفتر، في خطوة تزيد من تعقيدات المشهد الليبي.

في ما يأتي أسئلة وأجوبة لإلقاء الضوء على الوضع الليبي بعد الهجوم على موانئ النفط:

يقع الهلال النفطي الذي يضم 4 موانئ تصدير رئيسية في منتصف الطريق بين مدينة بنغازي (ألف كلم شرق طرابلس)، معقل القوات التي يقودها حفتر، ومدينة سرت (450 كلم شرق طرابلس) التي توشك قوات حكومة الوفاق على استعادتها بعد 4 أشهر من المواجهات مع تنظيم "داعش" الإرهابي.

ويقول توربيورن سولتفيت، رئيس قسم الأبحاث عن الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في مجموعة "فيريسك ميبلكروفت" الاستشارية الأمنية، إن توقيت هجوم القوات التي يقودها حفتر مرتبط بشكل كبير بالهزيمة الوشيكة لتنظيم "داعش" في سرت، وفي ظل اقتراب الحسم في سرت، تصبح مسألة من يسيطر على حقول النفط وموانئه في الشرق أمرا أكثر إلحاحا.

وبسيطرتها على الموانئ، تكون القوات بقيادة حفتر استغلت انهماك قوات حكومة الوفاق في سرت لمنعها من محاولة استعادة السيطرة على الهلال النفطي.

بعد بدء الهجوم الأحد، دعت حكومة الوفاق قواتها إلى العمل على استعادة الموانئ، لكنها ما لبثت ما تراجعت عن دعوتها هذه وطالبت بالحوار.

رغم ذلك، تبقى مسألة المواجهة بين قوات السلطات الموازية وقوات حكومة الوفاق أمرا محتملا، خصوصا أن الحكومة المعترف بها دوليا لا تملك القدرة الكاملة على التحكم بكل الجماعات المسلحة التي تتبعها.

ويقول سولتفيت: "هناك خطر حقيقي الآن بأن تقع مواجهة مباشرة بين الجماعات الموالية لحكومة الوفاق والقوات بقيادة حفتر".

وفي تقرير نشر أمس، رأت مجموعة الأزمات الدولية أن احتمال وقوع نزاع عسكري بين هاتين القوتين الكبيرتين أمر وارد، مشيرة إلى أن صراعا مماثلا سيكون كارثيا بالنسبة إلى الاقتصاد، لأن القتال في منطقة الموانئ، ويمكن أن يلحق أضرارا بالبنية التحتية للنفط والغاز ويؤخر إعادة تصدير النفط.

- ماذا خسرت حكومة الوفاق؟

راهنت حكومة الوفاق الوطني على إعادة تصدير النفط من الموانئ الرئيسية تحت إشرافها، من أجل حل أزمة السيولة في المصارف في المناطق الخاضعة لسيطرتها في غرب البلاد، وتحسين مستوى الخدمات العامة وخصوصا الكهرباء، والحد من تراجع سعر صرف الدينار أمام العملات الأجنبية في السوق الموازي.

لكن سيطرة القوات الموالية للحكومة الموازية على هذه الموانئ، وهي الأكبر في ليبيا، تضعف فرصها في كسب هذا الرهان وتظهر مجددا عجزها عن فرض سيطرتها على كامل التراب الليبي بعد نحو 5 أشهر ونصف من بدء عملها من طرابلس.

ويرى الباحث في المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية ماتيا توالدو أن حكومة الوفاق "تلقت ضربة قاسية".

ويضيف: "خسرت أحد أبرز حلفائها في الشرق (حرس المنشآت بقيادة إبراهيم الجضران، الذين كانوا يؤمنون حراسة المنطقة النفطية)، وأصبحت مضطرة للاعتماد على إيرادات تأتي من موانئ تتحكم بها القوات التي يقودها حفتر".

يرفض حفتر الاعتراف بحكومة الوفاق الوطني وبالاتفاق السياسي الذي أنتج هذه الحكومة، ويقول سياسيون إن سبب ذلك هو أن أحد بنود الاتفاق الذي تم برعاية الأمم المتحدة ينص على خلو المناصب العسكرية العليا في حال لم يتم التوافق حول الشخصيات التي تتولاها، ما إن تحظى الحكومة بثقة البرلمان، ولم يمنح البرلمان الموجود في الشرق ثقته بعد للحكومة.

وينظر مؤيدو حفتر إلى العسكري المتقاعد على أنه منقذ يحارب الإرهاب، غير أن منتقديه يرون أنه مشروع دكتاتور، وفي ظل الجدل الذي يحيط بشخصه، يمكن لحفتر أن يخسر منصبه بمجرد أن تنال الحكومة ثقة البرلمان، ويسعى على الأرجح إلى إثبات أمر واقع على الأرض.

وتمنح السيطرة على الموانئ حفتر ورقة جديدة للضغط على المجتمع الدولي وحكومة الوفاق لإدخال تعديلات على الاتفاق، وهو ما ترفضه حكومة الوفاق حتى الآن ويطالب به البرلمان المؤيد لحفتر.

ويرى توالدو أن حفتر بات يملك اليد العليا، إذ أصبح يسيطر على أغلبية المناطق في الشرق الليبي وموانئ النفط، ويظهر قدرة على العمل حتى مع المؤسسة الوطنية للنفط في طرابلس الموالية لحكومة الوفاق.

وبعد يوم من استكمال سيطرتها على الموانئ، أعلنت قوات السلطة الموازية أمس، أنها سلمت إدارة موانئ التصدير في الهلال النفطي إلى المؤسسة الوطنية للنفط.

- كيف ستتاثر خطط تصدير النفط؟

تدفع الشركات التي تشتري النفط الليبي ثمنه للمصرف الليبي الخارجي الذي يملك فروعا في دول عدة، ثم يقوم هذا المصرف الحكومي بتحويل الأموال إلى المصرف المركزي في طرابلس الموالي لحكومة الوفاق الوطني.

وأعلنت المؤسسة الوطنية للنفط في طرابلس الموالية لحكومة الوفاق أنها ستبدأ العمل على إعادة التصدير من الموانئ، ما يعني مبدئيا أن الأموال ستذهب إلى حكومة الوفاق الوطني رغم سيطرة قوات مناهضة لهذه الحكومة على الموانئ.

أهم أخبار العالم

Comments

عاجل