محافظة القاهرة منكوبة بالمحافظين «الكسْر» | المصري اليوم

- الشهادة لله أن اللواء أحمد تيمور، الذى كان قائماً بعمل محافظ القاهرة قبل اختيار المهندس عاطف عبدالحميد، كان من الرجال الجدعان، طريقته فى الإدارة تذكرنى بعسكرية وانضباط المرحوم اللواء عمر عبدالآخر عندما كان محافظاً للقاهرة، فقد كان، رحمه الله، فترة عمله كمحافظ من أجدع المحافظين فى مصر، وللحق جاء بعده الدكتور عبدالرحيم شحاتة، رحمه الله، فلم يكن أقل منه جدعنة مع أنه لم يدخل المدرسة العسكرية، فقد كان أستاذاً فى الجامعة نجح فى محاربة مافيا تبوير الأرض الزراعية وتحويلها إلى كتل خرسانية.. لذلك أقول: رحم الله عبد الآخر وشحاتة، فلم يأت بعدهما محارب ليتولى منصب محافظ القاهرة.. ظل هذا الحال سنوات، تتغير وجوه وتأتى وجوه وكلها وجوه كسر.. لا تتمتع بهيبة المحافظ ولا تفهم فى عمل المحافظ.. إلى أن جاءت حكومة محلب بالوزير الدكتور جلال السعيد ليكون محافظاً للقاهرة.. من شكله لم نستبشر خيراً.. رجل طيب لا يعطيك أملاً فى شغل منصب المحافظ.. وإذا بِنَا نكتشف أن هذا الرجل «دقرم» يقرص وهو يبتسم.. وفجأة يخرج علينا بانضباط فى قلب العاصمة.. وفى ليلة من الليالى أعلن فيها حالة الطوارئ وعلى طريقة فض الاعتصام فى رابعة سلمياً.. طلب من الباعة الجائلين إخلاء الميادين والشوارع وفك الخيام التى كانت تكدس كميات ضخمة من الملابس المستعملة معدة للبيع.. وبعضها كانت تؤوى بلطجية وحشاشين.. لم نصدق أن هذا الرجل الهادئ يقود كتيبة من قوات الأمن ويقوم بتطهير قلب البلد والشوارع الرئيسية من هذه الأوكار.. وتعود عاصمة المعز إلى رونقها بعد أن يأمر بإعادة طلاء جميع المبانى القديمة بوسط البلد، وفجأة يكافئه شريف إسماعيل بحقيبة النقل ليصبح وزيراً فى التعديل الوزارى.

- وكان من الطبيعى أن يختار رئيس الحكومة أقدم نواب جلال السعيد ليقوم بعمله كمحافظ بالإنابة.. فيختار الرجل الذى كان الذراع اليمنى له ويكتشف أن اللواء أحمد تيمور هو هذا الرجل والذى كان على علم بكلمة السر ليلة تطهير شوارع القاهرة من المافيا والبلطجية.. وينجح تيمور فى التصدى لمخطط الباعة الجائلين الذين وجدوها فرصة بعد رحيل المحافظ للعودة إلى قلب البلد، ويرفع الرجل راية التحدى وينقل مكتبه إلى الشارع.. أنا عن نفسى كنت أتابعه فرأيته صورة من جدعنة عمر عبدالآخر فى التصدى للفساد وجهاً لوجه؛ ربما لأنه عمل ١٢ عاماً وكيلاً للمخابرات قبل عمله فى المحليات.. الذى يؤلم أن الرجل «طنشوه» فى حركة المحافظين الأخيرة.. مع أننى كنت أتوقع تعيين اللواء أحمد تيمور إما لمحافظة الإسكندرية ليقضى على الفساد الذى تعوم فيه أو اختياره لمحافظة واعدة من محافظات الأقاليم.. لكن الكلام لشريف بيه.