المحتوى الرئيسى

أصول تيار السيطرة والفصل العنصرى فى إسرائيل (٣-٣) | المصري اليوم

09/14 23:09

جاءت إجابة الرئيس عن سؤال ياسر رزق قبل سفره إلى الصين شديدة الأهمية ومرتبطة بمهمة هذه السلسلة من المقالات، لدرجة أنها اضطرتنى إلى قطعها بمقال عنوانه «السيسى يجد المفتاح الوحيد للحل ولنوبل للسلام»، وإننى أعود لهذه الإجابة مرة ثانية. سأل رزق الرئيس قائلا: من خلال رؤيتك للموقف الإسرائيلى هل تجد قدرا من التغيير فى النظرة الإسرائيلية تجاه السلام؟.. وجاءت إجابة الرئيس لتبين الأهمية التطبيقية لتتبعنا للأصول الفكرية للتيارات الإسرائيلية والتى ما زالت امتداداتها ممثلة اليوم فى الساحة الإسرائيلية فى تيار الجوار الحسن الذى يسعى إلى ضمان الأمن الإسرائيلى عن طريق إنهاء الصراع من خلال حل الدولتين، وتمثله قوى اليسار والسلام المعارضة، وتيار حاكم يسعى لتحقيق الأمن الإسرائيلى وأطماع التوسع من خلال مواصلة احتلال الضفة وإحكام السيطرة العسكرية على العرب والانفصال العنصرى عنهم. جاءت إجابة الرئيس لتظهر أنه يبذل جهودا مع قوى الحكم الحالية فى إسرائيل منذ شهر مايو وخطابه فى أسيوط لإقناع الساسة اليمينيين الإسرائيليين بالتحول من تيار السيطرة والانفصال العنصرى عن العرب فى فلسطين، إلى تيار الجوار الحسن الساعى إلى إنهاء احتلال الضفة والسلام والتعاون والمصالح المتبادلة بين الشعوب. قال الرئيس فى إجابته «أرى أن القناعة بأهمية السلام وإيجاد مخرج تتزايد لدى الجانب الإسرائيلى وهذا مؤشر إيجابى». إننى سأواصل كباحث فى الشؤون الإسرائيلية مهمتى فى شرح المرتكزات الفكرية لدى التيارين المذكورين فى إسرائيل، وبيان أصولها دعما للجهود التى يبذلها الرئيس المصرى لمحاولة تبديل قناعات تعترض طريق السلام. وأرى أن الرئيس إذا ما نجح فى هذه المهمة الصعبة فإنه سيستحق من العرب وسام البطولة القومى لإنهاء المأساة الفلسطينية، ويستحق من العالم جائزة نوبل للسلام. وهو أمر أكرره هنا لبيان أهمية هذه الجهود المصرية التى تكتسب قوة مضاعفة نتيجة لما تلقاه من دعم عربى.. لقد بدأنا هذه السلسلة بمقالين عن رواد تيار الجوار الحسن مع العرب فيهما تعرضنا لأفكار إلياهو سابير الذى أطلق هذا التيار بمقال عام ١٩٠٠، ولأفكار يتسحق أبشتين والربى بنيامين والذين دعوا إلى صور مختلفة من التعاون والاندماج الثقافى والاجتماعى والاقتصادى مع الشعب العربى فى فلسطين خلال السنوات السبع الأولى من القرن العشرين. أما المقالان الأول والثانى المخصصان لتيار السيطرة العسكرية على العرب والانفصال العنصرى عنهم فقد عرضنا فيهما لأفكار رواد هذا التيار، وهما المؤرخ يوسف كلاوزنر والروائى سميلانسكى اللذان اعترضا على توجهات التيار الأول وأرسيا أفكار الاستعلاء الحضارى على العرب والانفصال العنصرى عنهم، والاستعداد للسيطرة العسكرية عليهم مع المداراة على هذا الهدف وعدم الإعلان عنه بسبب ميزان القوى المائل لصالح العرب.

نرشح لك

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل