المحتوى الرئيسى

السيطرة على موانئ النفط .. من جرأ خليفة حفتر؟

09/14 14:36

بدون سابق إنذار قلب الفريق خليفة حفتر قائد عمليات الكرامة الأمور في ليبيا رأسا على عقب بالسيطرة على موانئ النفط مطلع الأسبوع الجاري  منها موانئ رأس لانوف والسدر والبريقة التي كانت لخصمته حكومة الوفاق السيطرة عليها وهي تحظى بدعم كبير من القوى الدولية، فمن أعطاه الضوء الأخضر لذلك؟

تحرك حفتر أثار الغضب الدولي ضده نظرا للمصالح الغربية في هذه المنطقة فطالبت الولايات المتحدة وخمس دول أوروبية قوات خليفة بالانسحاب من الموانئ النفطية.

ووفقا لما جاء في بيان مشترك للولايات المتحدة وفرنسا وألمانيا وإيطاليا وإسبانيا وبريطانيا، الاثنين الماضي: "ندعو كل القوات العسكرية التي دخلت الهلال النفطي إلى الانسحاب على الفور ودون شروط مسبقة."

مارتن كوبلر المبعوث الأممي إلى ليبيا اعتبر هو الآخر الهجمات على الموانئ النفطية تزيد تهديد الاستقرار وتؤدي إلى انقسام أكبر للبلاد و تحد من صادرات النفط بشكل أكبر وتزيد معاناة الناس.

الخطوة تأتي بعد أيام من سيطرة حكومة الوفاق شبه الكاملة على مدينة سرت معقل تنظيم داعش في ليبيا وزيارة فايز السراج للمدينة لأول مرة بعدما ما انحسر التنظيم فيها إلى أقل من2 كيلو متر بعد أن دخلت القوات الأمريكية بطيرانها ضد التنظيم أول الشهر الماضي وعادت الحياة لطبيعتها في المدينة.

ربما ينظر للخطوة بأنها محاولة من حفتر لإعادة فرض نفسه بقوة في ليبيا خاصة بعدما أثبتت الحكومة بطردها لداعش وهو ما فشل به أن هناك قوة أخرى مناهضة لحفتر يمكن الاعتماد عليها، فإن كان قائد عملية الكرامة يسيطر على آبار البترول والحكومة تسيطر على الموانئ ما يجعل الطرفان يكملان بعضهما ولكن قد يكون حفتر أراد أن يصبح له اليد العليا بالسيطرة على الاثنين.

الجنرال الليبي حاول بالأمس تهدئة غضبة المجتمع الدولي بتأكيد أن سيطرته على المواني النفطية ليس موجهة ضد حكومة الوفاق التي ترعاها الأمم المتحدة، مبررا الخطوة بتحرير المنشآت النفطية من قبضة ميليشيات سماها "خارجة عن القانون" وتعتمد أسلوب الابتزاز للحصول على أموال طائلة، بحد قوله في تصريحات لوكالة "سبوتنيك" الروسية.

ودلل على حديثه بأن هذه القوى أوقفت التصدير منذ فترة طويلة، وأدى ذلك إلى خسارة 100 مليار دولار، وانهيار شبه تام للاقتصاد الليبي، معتبرا أن العملية ليست سياسية على الإطلاق وتهدف لحماية المنشآت لذلك دعا المؤسسة الوطنية للنفط لتولي شؤونها.

ورأى حفتر أن الدول التي أدانت سيطرة قواته على الموانئ النفطية لم تتفهم الهدف الرئيس لهذه العملية، لافتا في الوقت ذاته إلى تفهمه لمخاوفها.

بعض المراقبين ربطوا بين التحرك والدعم الروسي لحفتر فقد جاءت بعد أقل من أسبوع من زيارة الجنرال لموسكو قال إنها تهدف لتوضيح المشهد الأمني بليبيا، وأكد حينها لمس تفهما كبيرا من الجانب الروسي لما يدور في ليبيا، واصفا روسيا بأنها من "أبرز الدول المناهضة للإرهاب".

"الضغوط لن تؤثر كثيرا على حفتر لأنه إذا لم يكن قد حصل على ضوء أخضر من دولة كبيرة ما كان ليفعل ذلك"، هكذا قال عادل عامر رئيس مركز المصريين للدراسات السياسة والاقتصادية والقانونية مسميا أبرز الدول التي حصل حفتر منها على الضوء الأخضر روسيا ومصر، لأنه يرى أن حفتر ضعيف أمام المجتمع الدولي.

وأضاف الخبير السياسي والاقتصادي في تصريحه لـ"مصر العربية" أن خطوة حفتر تأتي أولا لسد أبواب التمويل للجماعات المختلفة في ليبيا خاصة التيارات التي تتعاون معها دول حلف الناتو وتأخذ النفط منها مقابل سلاح فهو أراد تأمين ضهره.

حفتر أراد أيضا كما يردف عامر أن يقلب دفة الأمور في ليبيا بعد نجاح الوفاق في طرد داعش خشية أن يسحب البساط من تحت أقدامه بالكامل، وفي الوقت نفسه رأى أن العالم لن يقبل بذلك خاصة حلف الناتو لأنه مستفيد من عدم الاستقرار الليبي وكذلك أمريكا.

وشح بأن حفتر يسيطر على 90 في المائة من آبار البترول ما عدا ميناء والمناطق على الحدود الإيطالية ولكنه مسيطر على ميناء طرابلس وبني غازي وأراد أن يكون فرصه أفضل ووضعه أقوى.

من جانب آخر ذكر عبدالباسط بن هامل  المحلل السياسي الليبي أن خطوة حفتر جاءت من تلقاء إيمانه بالمسؤولية الوطنية وإن كان يحظى بتأييد العديد من الدول العربية والمهمة.

وتابع في حديثه لـ"مصر العربية":" الآن الوقت أصبح صعب على الليبيين وكان لابد من عودة الأمور لنصابها، وثروات الدولة نهبت والجيش الليبي لا يقبل بأي ابتزاز سواء من طرف داخلي أو خارجي".

النفط هو مصدر الشعب الوحيد للدخل بحسب المحلل الليبي وفي الأربع أسابيع الماضية حدثت خسائر ستين ألف برميل، والدول الكبرى ليس لديها معايير وتنظر للمصالح فقط لا غير.

أهم أخبار العالم

Comments

عاجل