المحتوى الرئيسى

الفضائح تعري أسطورة كرة القدم الألمانية فرانز بيكنباور

09/14 18:45

على عكس ما كان يدعيه قيصر الكرة الألمانية فرانز بيكنباور لسنوات طويلة بأن رئاسته للجنة المنظمة لمونديال 2006 كانت شرفية وأنه كان يعمل كمتطوع، أصبح الجميع يعلم أنه تلقى مقابلاً ماديا ضخماً مقابل ترأسه لهذه اللجنة، لتضاف هذه الفضيحة إلى سجل الفضائح التي مست شخصه في الفترة القليلة الماضية، ومنها اتهام اللجنة المنظمة للمونديال التي كان يرأسها بيكنباور بدفع 6.7 مليون يورو رشاوى إلى الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) بواسطة الرئيس السابق لشركة أديداس لويس دريفوس.

وبعدما كان موقع "شبيغل أونلاين" الألماني هو السبّاق إلى نشر ذلك، أكد الاتحاد الألماني لكرة القدم أن الأسطورة فرانز بيكنباور قد حصل على 5.5 مليون يورو بصفته رئيس اللجنة المنظمة لمونديال 2006 بألمانيا من خلال اتفاق رعاية. وحصل بيكنباور على المال مقابل أنشطة لشركة "أودست" للمراهنات راعي اتحاد الكرة الألماني. وأوضح اتحاد اللعبة أن العمل الذي قام به بيكنباور ساعد على توقيع اتفاق مع شركة أودست، كواحدة من الشركات الوطنية الست التي أبرمت عقود رعاية المونديال.

فرانز بيكنباور مع ممثل شركو أودسيت إيرفين هوراك

انتقادات من رئيس الاتحاد الألماني

وأوضح الاتحاد الألماني لكرة القدم أن بيكنباور تلقى الأموال على خمس دفعات بين عامي 2005 و2006، بينما لم يتم دفع مستحقات الضرائب عن هذا المبلغ، والتي تبلغ أكثر من مليون يورو من جانب اتحاد الكرة حتى عام 2010، فيما قام بيكنباور بسداد مبلغ الضرائب لاتحاد الكرة الألماني في العام التالي.

حتى الآن لم تنته ذيول فضيحة حول شبهة دفع مبالغ مالية لنيل ألمانيا شرف استضافة بطولة كأس العالم 2006، الذي كان قيصر الكرة الألمانية، فرانز بيكنباور، رئيس لجنتها المنظمة. الجديد مؤخرا هو ما تحدثت عنه بعض وسائل الإعلام الألمانية عن حصول بيكنباور على 5.5 مليون يورو (6.17 مليون دولار) ضمن اتفاق مع أحد رعاة البطولة الستة، شركة أودست للمراهنات. وكان بيكنباور قد ظهر في إعلانات للشركة المذكورة.

في آخر سلسلة من فضائح بلاتر أعلن الفيفا في حزيران 2016 أن بلاتر واثنين من مساعديه تقاسموا 80 مليون دولار من أجل "الثراء الشخصي" عبر عقود وتعويضات خلال الأعوام الخمسة السابقة. وكشفت التحقيقات أيضا أن "أدلة كشفت عن جهود مشتركة بين ثلاثة من المسؤولين البارزين السابقين بالفيفا للتربح من خلال الزيادات السنوية للرواتب، ومكافآت كأس العالم وغيرها من الحوافز."

ترأس بلاتيني الاتحاد الأوروبي منذ 2007 قبل أن يوقفه الفيفا في عام 2015 عن ممارسة أي نشاط يتعلق بكرة القدم. ويعود إيقافه إلى دفعة غير مشروعة بقيمة مليوني دولار حصل عليها عام 2011 عن عمل استشاري قدمه قبل 9 سنوات لجوزيف بلاتر رئيس الفيفا آنذلك. وأوقف 8 سنوات في بادئ الأمر ثم قلصت العقوبة إلى 4 أعوام. علق بلاتيني على ذلك: "أنا مرتاح الضمير ومتأكد من أني لم ارتكب أي غلطة، وسأواصل معركتي القانونية".

حامت اتهامات حول الرئيس السابق للاتحاد الآسيوي لكرة القدم، القطري محمد بن همام، بشأن استخدام ثروته واتصالاته لحشد التأييد لصالح ملف قطر، للفوز بشرف استضافة مونديال 2022. غير أن لم يُثبت عليه شيء. ولكن في عام 2012 أوقف الفيفا ابن همام مدى الحياة عن ممارسة أي نشاط يتعلق بكرة القدم، وذلك بسبب فضيحة مالية تتعلق برشوة أعضاء في الفيفا للتصويت لصالحه خلال حملته للفوز برئاستها في مواجهة جوزيف بلاتر.

أوقف الفيفا رئيس اتحاد كونكاكف (اتحاد كرة القدم لشمال ووسط أمريكا والكاريبي) والنائب السابق لرئيس الفيفا، جيفري ويب، مدى الحياة وفرض عليه غرامة مقدارها مليون فرنك سويسري (نحو مليون دولار أميركي). وأدين ويب بـ"تضارب المصالح" و"الفساد". وكانت السلطات السويسرية قد اعتقلت جيفري ويب مع ستة آخرين من الفيفا، ومن ثم سلمته مخفوراً إلى الولايات المتحدة الأمريكية.

أعلن الفيفا في 13 يناير/ كانون الثاني 2016 إقالة أمينه العام الفرنسي جيروم فالكه من منصبه بسبب قضية بيع تذاكر مونديال 2014 بطريقة غير مشروعة. كما ذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية أن السلطات الأمريكية تعتقد "أن جيروم فالكه أقدم على تحويل عشرة ملايين دولار لحساب مصرفي يتحكم فيه جاك وارنر النائب السابق لرئيس الفيفا وأن هذا المال جاء من جنوب أفريقيا التي استضافت بطولة كأس العالم 2010"

شغل الألماني ماركوس كاتنر عدة مناصب رفيعة في الفيفا: المسؤول المالي، نائب السكرتير العام، من سبتمبر/ أيلول 2015 الأمين العام بالنيابة وحتى إقالته في أيار 2016. في أيار الماضي تم تسريحه من قبل الفيفا بسبب استغلاله لمنصبه وانتهاكات محتملة للقواعد العامة للسلوك وتضارب المصالح وتبادل الهدايا والمصالح، وكذلك الرشوة والفساد "في سياق الرواتب والمكافآت.. وكذلك مخصصات أخرى" في عقده.

قررالفيفا إيقاف، فولفغانغ نيرسباخ، الرئيس السابق للاتحاد الألماني ونائب رئيس اللجنة المنظمة لمونديال 2006، لمدة عام عن ممارسة أي نشاط كروي لتورطه في قضية فساد متعلقة بمنح شرف استضافة مونديال 2006 لألمانيا. يذكر أن فولفغانغ نيرسباخ قدم استقالته من رئاسة الاتحاد الألماني في تشرين الثاني/ نوفمبر من عام 2015، بعد أن بدأ الادعاء العام الألماني تحقيقا بشأن الفساد بمنح ألمانيا استضافة المونديال.

أوقفت لجنة الأخلاق بالفيفا الأمريكي، تشاك بليزر، مدى الحياة عن ممارسة كل الأنشطة المتعلقة باللعبة لضلوعه في فضائح فساد: "عرض، قبول، دفع واستلام مبالغ مالية غير قانونية وغير معلنة، رشاوى وعمولات بالإضافة إلى مكائد أخرى لجلب المال". واعترف بليزر بأنه مع مسؤولين آخرين في اللجنة التنفيذية للاتحاد وافقوا على تلقي رشى تتعلق في تسهيل اختيار جنوب أفريقيا لتنظيم بطولة كأس العالم في كرة القدم عام 2010".

وعلى ضوء الفضيحة الجديدة، وجه رئيس الاتحاد الألماني الجديد راينهارد غريندل انتقادات لاذعة، مؤكدا أنه يندد بحصول فرانك بيكنباور على هذا المبلغ الكبير دون علم الاتحاد من شركة أودست. وقال غريندل خلال الاجتماع الاستثنائي للجمعية العمومية للاتحاد الأوروبي لكرة القدم (يويفا) المنعقد في العاصمة اليونانية أثينا "كان معروفا أن فرانز بيكنباور عمل في مجال الإعلان لدى أودست على هامش كأس العالم 2006".

وأضاف "لكننا لم نكن على علم، حتى بعد ظهر يوم الاثنين، بأنه تقاضى مبلغا كبيرا قيمته 5.5 مليون يورو نظير عمله كرئيس للجنة تنظيم كأس العالم 2006، وبذلك لا يمكنني التأكيد على أن عمل بيكنباور كان فخريا".

في المقابل، حاول رئيس الاتحاد الألماني السابق تيو تسفانسيغر التقليل من حجم موضوع المبالغ التي تلقاها بيكنباور من شركة أودست. وقال تسفانسيغر مدافعا عن بيكنباور في حوار مع صحيفة بيلد "كل شيء على ما يرام. هذه المبالغ التي تلقاها بيكنباور لم تكن مقابل ترأسه للجنة المنظمة لكأس العالم 2006، وإنما كانت كأجر نظير خدمات قدمها بيكنباور لشركة أودست في إطار العلاقات العامة". وتساءل تسفانسيغر "هل كنتم تنتظرون من بيكنباور أن يتنازل عن قيمته الإعلانية".

أهم أخبار الرياضة

Comments

عاجل