المحتوى الرئيسى

عيد الأضحى في ليبيا .. الذبح لداعش والكحل لـ"الخرفان"

09/13 23:47

لليبيين طقوس مختلفة عن باقي الدول العربية في استقبالهم لعيد الأضحى كما أنهم يمرون بظروف سياسية وأمنية مختلفة أيضًا، ولكن المختلف في هذا العيد أن موازين القوى تغيرت.

تكحيل عيون الخروف وإشعال النار ( الكانون ) ووضع البخور عليه فتطوف به أطراف البيت وتبتهل وتصلي على النبي المختار وعلى أله وصحبه أفضل السلام هكذا تفعل السيدة الليبية في ليلة العيد.

عادة يذبح الليبيون خرافهم بأنفسهم إما على يد الأب أو أحد الأبناء ويكون شواء الكبد هو الوجبة الأولى التي تقدمها الزوجة لأهل البيت أثناء قيامهم بسلخ وتقطيع الخروف بعدها يذهب الأب للقيلولة فيما يتولى الأبناء الصغار مسؤولية شواء اللحم.

العادات الطرابلسية في يوم العيد كثيرة ومتعددة ولكن تتشابه أغلبها منها قيام النساء في البيت بعد كل ما سلف ذكره بتجهيز ما يسمى (بالعصبان) وهذه أكلة معروفة في ليبيا ويتميز بها يوم العيد .

ومن الأكلات الشعبية والتي يتميز بها العيد أيضاً ( القلاية ) وبعد الانتهاء من هذا يكون لحم الخروف قد جف بعد غسله ( تطهيره ) وهو لازال كاملا وهنا بعض العائلات تفضل أن تجري عملية التقطيع والتقديد في يوم العيد والبعض الآخر يقوم بها ثاني أيام العيد .

ويخلي الرجال لحم الخروف العظم للنساء حيث يقمن بعملية تقديده وتمليحه بالإضافة لذلك يقمن بصنع ما يسمى بالعصبان اليابس أي (المقدد ) .فيما يكسر الرجال العظم المكسو باللحم.

الجلود هامة لليبيين فالبعض ينضفها ويجففها للجلوس عليها أو استخدامها كوسائد يتكئون عليها.

هكذا هي عادات الليبيين الرئيسية في عيد الأضحى ولكن في السنوات الأخيرة لم يكن الذبح في بلدهم للخراف فقط ولكن مع ظهور داعش بات الناس عرضة للذبح أيضًا، فالتنظيم الذي ولد في ليبيا 2014 انسلاخا من تنظيم أنصار الشريعة ذراع تنظيم القاعدة في ليبيا اشتهر بالذبح أيضًا

أبرز هذه المظاهر البشعة كانت فبراير الماضي حين ذبح التنظيم 21 مصريا يرتدون ملابس الإعدام الحمراء ليعدموا مقيدين على الشاطئ،.

ونشط التنظيم في سرت  فقد جاء بعد فراغ كبير شهدته المدينة عقب الثورة ، وهروب أنصار القذافي من المدينة التي كانت آخر معاقلهم حتى سيطر عليها التنظيم بالكامل وباتت معقله الرئيسي نوفمبر الماضي وتوقفت الحياة هناك كما نشط التنظيم في درنة.

ولكن قبيل عيد الأضحى هذا العام انقلبت الآية فبات التنظيم من يتعرض للذبح والقتل بعد أن القوة المخيفة بليبيا لدرجة أنه حاول التمدد خارج سرت والسيطرة على الهلال النفطي على الساحل، ولأول مرة وطأت أقدام رئيس حكومة الوفاق الوطني في ليبيا فائز السراج الذي أثبت أن خليفة حفتر قائد عملية الكرامة ليس صاحب القوة المقابلة في ليبيا وحده.

وجاء هذا بعد أن انحسر التنظيم في أقل من 2 كيلو حيث ضيقت قوات البنيان المرصوص الخناق على التنظيم و تمكنت يوم 31 أغسطس من التقدم في منطقة عمارات 600، وأجبرت داعش على الفرار إلى حي الجيزة البحرية، آخر موطئ قدم له في المدينة الساحلية الغنية بالنفط.

القوات الأمريكية التي ساهمت في هزيمة تنظيم داعش في ليبيا بتنفيذها حوالي 50 غارة جوية منذ تدخلها الحرب أغسطس الماضي تقدر ما تبقى من داعش في سرت بنحو مائتي مقاتل مازالوا يتحصنون داخل أحد أحياء المدينة.

سبب تأخر حسم المعركة في سرت هو لجوء التنظيم إلى استخدام النساء والأطفال دروعا بشرية ضد الهجمات التي يشنها مقاتلوا الحكومة من عدة محاور ويواجهون مقاومة من قناصة يعتلون أسطح المنازل هكذا برر المتحدث باسم عملية البنيان المرصوص العميد محمد الغصري عدم حسم الأمور نهائيا للآن.

أهم أخبار العالم

Comments

عاجل